رواية جديدة قوية الفصول من الثاني وثلاثون للخامس وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
بعد إن لا أحد يستطيع الوقوف في وجهي او منعي عما أريد .. !
نهضت من مكانها تهتف بحدة
ماذا يحدث بالضبط..! كيف تتحدث معي بهذه الطريقة ..! لا تنسى اني والدتك يا قيصر ..
نهض بدوره من مكانه وقال بقوة
لم ولن أنسى .. بالأساس عدم نسياني هو من يجعلني اتغاضى عن الكثير من الأمور التي تقومين بها .. تسلطك وتصرفاتك واختلاقك المشاكل مع من حولك والعديد من التصرفات التي استطعت السيطرة عليها بطريقتي .. ورغم كل ما تفعلينه ما زلت أحترم أهميتك ومكانتك عندي وفي هذا المنزل .. لكن ما تفعلينه سوف يدمر حتى هذا ..
سألته بعصبية ليصيح بصوت قوي
فعلت الكثير رغم تحذيري لك عدة مرات بشأن حياتي الشخصية .. حياتي الشخصية خط احمر .. أخبرتك بهذا مرارا وما زال تحاولين التدخل وتخريب زيجتي .. اسمعيني جدا .. زوجتي خط احمر .. حياتي بأكملها مليون خط أحمر .. من الآن فصاعدا لن أقبل بأي خطأ منك .. مثلما أؤدب كل شخص يمسك انت او احد افراد عائلتي ومثلما يعلم الجميع إن جميع افراد هذه العائلة مهمين عندي ولا أسمح لشخص إن يمسهم بسوء او يتجاوز حدوده معهم فلن اسمح انت لك ايضا أن تفعلي هذا .. هذا اخر تحذير واي تجاوز منك سوف اضطر حينها لفعل اشياء لا أرغب بها ..
سألته وهي تنظر اليه بتأهب ليرد بهدوء
بما إنك لا تتفقين مع زوجتي ولا تتقبلين وجودها فمن الصعب جمعكما بمكان واحد .. ولإن هذا القصر هو لافراد عائلة عمران .. لجدي وابي وأعمامي من بعده فمن المستحيل ان اخرج منه خاصة إنني أكبر الاحفاد وبالطبع زوجتي ستكون معي حيثما أكون لذا من المنطقي أن تخرجي انت وتسكني في احد منازلنا الاخرى ..
هتفت بها بعدم تصديق ليجيب بجدية
لو تجاوزت زوجتي حدودها معك بحرف واحد لما ترددت لحظة واحدة في تأديبها ولم أكن لأكتف وقتها بهذا ..
صمت قليلا ثم اكمل
كما إنني لا أطردك .. انا احذرك كي تنتبهي على تصرفاتك القادمة .. اذا تصرفت بالشكل الصحيح فستبقين كما انت في نفس مكانتك التي لن تتزحزح مهما حدث .. حافظي على مكانتك والأهم على دورك كأم والذي يبدو إنك تناسيته مع مرور الوقت ..
ماذا تقصد ..! ألم تكتف بكل ما قلته كي تأتي الآن وتتهمني إنني أم فاشلة ..!
انا أقول هذا كي تنتبهي على ابنائك .. بناتك مثلا يحتاجونك .. خاصة تلك التي لا تكف عن تصرفات المنفرة واسلوبها المستفز ..
انت تقصد حوراء بالتأكيد ..
سألته بحنق ليجيب
بالتأكيد لا أقصد دينا بحديثي هذا يعني فأنت تعرفين من تتصرف بشكل منفر مستفز مع الجميع ..
ابنتي لا تفعل شيئا خاطئا أم إن زوجتك شحنتك ضدها ايضا ..
صاح بلا وعي
ما هذا الكلام ..! هل أنا صغير لتشحنني ضدك او ضد اختي ..! اطمئني لا داعي ليشحنني احد فأنا ارى كل شيء امام عيني .. وانا لا اتحدث عن اسلوبها مع زوجتي لإنها لم تلتق بها حتى الآن بل اتحدث عن تصرفاتها المزعجة عموما وتعاليها مع الجميع .. ألا ترين كيف تتصرف ..! هل تعجبك طريقة تعاملها مع من حولها ..!
ضحك بسخرية وقال
مكانتها واسمها .. !! المشكلة انها تتصرف بطريقتها هذه حتى مع من هم في نفس مكانتها واسمها .. ابنتك تظن نفسها ملكة متوجة فوق الجميع .. علاقتها مضطربة مع اغلب من حولها حتى اختها الوحيدة لا أراها تتحدث معها او تهتم بها بل إن علاقتهما لا تناسب علاقة اختين وحيدتين ..
ردت بعناد
ربما الخلل من دينا .. دينا شخصيتها مختلفة عنها وانت تدرك ذلك جيدا .. لم تلقي اللوم على حوراء فقط ..!
لإن دينا صديقة الجميع والجميع يحبها .. علاقتها مع لميس اقوى من حوراء بل حتى مع سوزان علاقتها اقوى رغم فرق السن بينهما .. هذا أكبر دليل إن الخلل من عند ابنتك وليس من غيرها كما تحاولين ان تثبتي ..
قالها بعقلانية لتهتف بضيق
وما المطلوب مني الان ..! والأهم ما المطلوب منها ..! ولماذا تتحدث عن الوضع وكأنه مشكلة كبرى ..! ماذا سيحدث اذا كانت علاقتها ليست جيدة مع من حولها ..! هل سينتهي العالم ..! هل سينقصها شييء ..!
اجاب وهو بالكاد يسيطر على اعصابه من هذا الحديث
انا احاول إخبارك بإن ابنائك يحتاجونك .. يحتاجون نصائحك ونوعيتك خاصة في هذا السنوات المهمة من عمرهم .. احاول إخبارك ان لديك مهام اخرى غير القاء الاوامر وافتعال المشاكل ..
اردف بعدها هازئا
لكن بالطبع حديثي عن ابنتك لن يعجبك لإنها تتصرف بالطريقة التي تحبينها وتفضلينها دائما ..
نظرت اليه للحظة ثم قالت بتهكم
حسنا الخطأ مني .. هل ارتحت الآن ..!
نظر اليها بضيق قبل ان يهتف بيأس
كلا لم ارتح .. سأرتاح حقا اذا ما ابتعدت عن زوجتي وتركها وشأنها على الأقل ..
ثم اتجه خارج المكتب فوجد شمس تهبط درجات السلم فأخبرها أن تتبعه للخارج ..
الفصل الخامس والثلاثون
دلفا الى الشركة سويا حيث تسير هي بجانبه بخجل شديد من هذا الموقف الذي تمر للمرة الإولى به ..
اما هو فلا يبدو متأثر من دخولهما سويا كزوجين لأول مرة بل كان طبيعيا للغاية يسير تجاه المصعد بملامح هادئة وخطوات واثقة فحاولت ان تماثله في تلك الثقة ولو قليلا حتى ..
وقفت بجانبه امام المصعد تنتظر هبوطه وهي تتذكر الصمت المهيب الذي سيطر على الاجواء في طريق القدوم الى الشركة ..
لم يكن قيصر يوما كثير الحديث او مرحا لكن في المرات المعدودة التي اجتمعا بها سويا كان يبدو مهتما بتبادل الحديث معها محاولا جذبها لوضعهما الجديد اما الآن فهو يتجاهلها بشكل صريح مما يثير غيظها بشدة ..!!
دلفت الى المصعد لتجده يضغط على زر الطابق الذي يوجد به مكتبه ..
سارعت لتضغط بعده على الزر الخاص بالطابق الذي تعمل فيه فيبدو إنه نسي إنها بجانبه أيضا ..
وجدته يلتفت نحوها لتهتف بسرعة
نسيت أن تضغط على زر الطابق الذي أعمل فيه ..
صمتت عندما أضيء الرقم الخاص بالطابق الذي تعمل فيه لتفتح الباب وقبل ان تتحرك كان يضغط على زر آخر فينغلق الباب في وجهها ..
هتفت مستنكرة فعلته
لماذا أغلقت الباب ..!
لم يرد عليها وهو ينظر في ساعة يده لوهلة ثم يرفع وجهه من فوقها فينفتح الباب لتسمعه يشير إليها
تعالي معي ..
نظرت اليه بدهشة قبل ان تضطر الى السير معه كما طلب ...
كانت تسير
متابعة القراءة