رواية جديدة قوية الفصول من الثاني وثلاثون للخامس وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
وجدت رسالة مقتضبة منه يخبرها أن تتصل به عندما تستيقظ كي يأتي ويأخذها لزيارة عائلتها ..
اتصلت به وأخبرته إنها إستيقظت وسوف تتجهز حالا ثم قفزت من فوق سريرها وركضت نحو الخزانة تبحث عن شيء مناسب ترتديه ..
وقع إختيارها على تنورة قصيرة قليلا من الجلد الأسود وبلوزه خفيفه من الدانتيل البنفسجي ذو أكمام طويلة ..
وضعت مكياجا ناعما كعادتها وارتدت حذاء ذو كعب طويل قليلا هذه المرة..
انتهت من تحضير نفسها بالكامل لتجلس على الكنبة تقلب في هاتفها تنتظر وصوله لتجده يرن عليها فتنهض من مكانها وتتجه خارج الجناح ..
سارت نحو الطابق السفلي قبل ان تتوقف في مكانها على صوت كوثر تهتف وهي تقف خلفها
إلتفتت شمس نحوها وهي تبتسم ملأ فمها ثم قالت بسعادة مصطنعة
عمتي حبيبتي .. كيف حالك ..! من الجيد إنني رأيتك قبل خروجي ..
تجاهلت كوثر كلمة عمتي وقالت وهي تسير نحوها تتفحصها بإمتعاض
وإلى أين ستخرجين ان شاءالله ..!
ردت شمس بفرحة مقصودة
هتفت كوثر بتهكم
اذا قيصر سيخرج معك هذه المرة وليس لوحده كما فعل في اليومين السابقين ..
تجاهلت شمس كلماتها المقصودة وردت بضحكة مصطنعة
بالطبع سيخرج معي يا عمتي ..
ثم أردفت بنبرة جعلتها عفوية قدر المستطاع
حبيبي إنه يعمل في الشركة من ثاني يوم بعد الزفاف كي يقدم موعد سفرنا فهو مستعجل للغاية على شهر العسل ..
في الشركة ..! كم إنت مسكينة يا فتاة ..! خالد طوال يومين لم يعد الى المنزل حتى المساء .. هل تعلمين لماذا ..! لإن جميع الأعمال تراكمت عليه بسبب غياب قيصر منذ ثلاثة ايام فعمله تضاعف وهو ينتظر أن تنتهي إجازة زواج قيصر كي يعود الى الشركة ويدير الأعمال المسؤول عنها ..
من نظراتك واضح إنك لا تعلمين الى أين ذهب .. هذا جيد وأفضل لك في الوقت الحالي .. لكن مع مرور الوقت ستعملين خاصة عندما يصبح كل هذا أمرا واقعا لا تستطعين منعه ولا الإعتراض عليه حتى ..
نظرت اليها شمس بكره قبل أن ترفع ذقنها وهي تهتف بها
أردفت بتهكم وقرف
اذا كان ما تقولينه صحيحا فهنيئا لك بتربيتك الفاشلة يا هانم .. لم أكن أعلم بالإضافة لكونك مغرورة ومتعالية وقاسېة ولا تحبين أحد إنك أم فاشلة أيضا ..
لسانك طويل يا فتاة ..
قالتها كوثر پغضب لتهتف شمس بمرح مصطنع
للغاية .. طويل للغاية يا عمتي ..
احتقنت ملامح كوثر وهي تقول
لا تقولي عمتي ..
هتفت شمس بجدية
حسنا .. من الأفضل ألا أناديك هكذا لذا سأناديك ماما .. ألا يقولون إن الحماة في مقام الأم ..
تقدمت كوثر نحوها وجذبت ذراعها تضغط عليها وتهتف بها بتحذير
إياك أن تتجاوزي حدودك .. هل فهمت ..!
أمسكت شمس بكفها وأبعدتها عن ذراعها ثم قالت بنفس النبرة
وأنت إياك أن تتحدثي معي بهذا الإسلوب وإياك أن تلمسيني بهذه الطريقة ..
ثم منحتها نظرة لا مبالية وسارت متجهة الى الطابق السفلي ومنه خارج القصر لتجد قيصر يقف بجانب سيارته ينتظرها ..
وقفت تتأمله للحظة وكلمات والدته تركت آثرا في نفسها فحاولت تجاهله وهي تسير نحوه ثم ألقت التحية بإقتضاب وتركب سيارته بعدما فتح لها الباب ..
....
في منزل عائلة شمس ..
كانت شمس تحتضن والدتها بشوق بينما ربى تجلس بجانبها بسعادة وأمامهم يجلس قيصر يتأملها بهدوء وقد ظهرت السعادة الحقيقة لأول مرة على وجهها منذ مدة ..
هتفت ربى أخيرا بعدما نهضت من مكانها
ماذا تحب أن تشرب يا سيد قيصر ..!
ابتسم قيصر وقال بهدوء
ناديني قيصر فلا داعي لهذه الرسميات ..
تنحنت بحرج فاجئ شمس ووالدتها وقالت
هذا يبدو غير مناسبا .. اذا كانت كلمة سيد رسمية للغاية فمن الممكن أن أناديك أخي قيصر اذا لم يكن لديك مانع ..
نظرت شمس إليها بفاه مصډوم بينما سيطرت والدتها على دهشتها من إسلوب ابنتها الذي لا يظهر منها إلا نادرا بينما سمعت قيصر يقول وهو يبتسم بهدوء
بالطبع لا أمانع .. ناديني ما تحبين يا ربى ..
حسنا .. ماذا تحب أن تشرب اذا ..!
سألته ليرد
لا شيء محدد .. هاتي اي شيء على ذوقك ..
سأجلب لكما العصير اذا ..
ثم سارت خارج المكان لتهتف شمس بسرعة
كيف حال أسامة وأين هو ..!
ردت والدتها بسرعة
لقد خرج مع اصدقائه باكرا .. لو أخبرتنا إنك ستأتين لم يكن ليذهب ..
سألتها شمس بقلق
ما أخبار النتيجة ..! متى ستظهر ..!
خلال أيام معدودة .. إنه قلق للغاية لهذا يخرج طوال الوقت مع اصدقائه كي يبدد قلقه هذا ..
أردفت بعدها تسألها
أنت كيف حالك يا شمس ..!
ثم أشارت الى قيصر
وأنت كيف حال يا قيصر ..!
رد قيصر بهدوء
انا بخير .. شكرا لك ..
انا بخير وأصبحت بخير أكثر عندما رأيتكم ..
قالتها شمس بصدق بينما تقدمت ربى وقدمت لهما العصير ..
جلست بعدها بجانب أختها وقالت بحماس
لقد حدثت العديد من الأشياء خلال هذين اليومين ..
ماذا حدث ..!
سألتها شمس بفضول لتبدأ ربى في إخبارها ببعض الأمور ومن ضمن هذه الأشياء قالت
وأيمن ابن خالتك ينتظر طفله الاول .. زوجته حامل ..
نظرت شمس لا أراديا الى زوجها فوجدت الوجوم کسى ملامحه فتعاود النظر الى اختها وتقول بخفوت
جيد .. ليأتي سالما ان شاءالله ..
قالت ربى بسرعة
ان شاءالله وعقبالك أنت الأخرى ..
شعرت شمس بالتوتر من حديث أختها بينما تمنت فجأة أن تنفرد مع والدتها وتتحدث معها في بعض الأمور لكن كيف سيحدث هذا بوجود زوجها ..!
استمرت الأحاديث لمدة قبل أن تهتف مها بإبنتها
تعالي يا شمس .. سأعطيك بعض الأغراض التي تخصك كي تأخذينها معك ..
ثم أشارت الى قيصر
سنعود حالا ..
خذا راحتكما ..
سارتا خارج الغرفة بينما نظر الى ربى التي ابتسم اليه بخفة وقد لاحظ الشبه الشديد بينها وبين والدتها ليهتف بجدية
انت لا تشبهين شمس ابدا ..
ضحكت وقالت
نعم .. الشيء الوحيد المشترك بيننا هو لون البشرة اما الباقي مختلف حتى لون الشعر ..
سألته بعدها بمرح
كيف حال شمس معك ..! أتمنى ألا تكون متعبة كالعادة ..!
ابتسم ولم يرد فأكملت بسرعة
لا تخبرها بحديثي هذا فهي تغضب بسرعة..
رفع حاجبه
متابعة القراءة