رواية جديدة قوية الفصول من الثاني وثلاثون للخامس وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
بجانبه قبل ان تجده يقف أمام السكرتيرة التي استقبلته بملامح سعيدة للغاية ونبرة فرحة
اهلا سيدي.. أنرت الشركة بعودتك .. اعذرني على غيابي البارحة فلو علمت بقدومك الى الشركة لكنت قطعت اجازتي قبل انتهائها ..
رفعت شمس حاجبها ترمقها بنظرات غير مريحة لتنتبه عليها فتهتف بحرج
مبارك الزواج يا هانم ..
شكرا وعقبالك ..
قال قيصر بعدها
نصف ساعة وتخبرين خالد بك بقدومي .. اجلبي لنا فنجانين من القهوة لو سمحتي ..
ثم أشار الى شمس بعينيه لتسير أمامه بصمت ..
ما ان اغلق الباب حتى التفتت نحوه تسأله بضيق
لماذا جلبتني الى هنا ..! أليس من المفترض أن أبدأ عملي حالا ..!
سار نحو مكتبه ثم جلس على كرسيه بعدما فتح أزرار سترته ليطلب منها الجلوس فسارت نحو المكتب وجلست على الكرسي المقابل له على مضض ..
نظر إليها وقال أخيرا
من الآن فصاعدا ستعملين في مكتب خاص بك .. سأطلب من سها أن تجهزه حالا ..
سألته مندهشة
مكتب خاص بي ..! لماذا ..! ما به المكتب الذي أعمل به مع زملائي ..!
رد بجدية
لم يعد مناسبا ان تعملي في مكتب يشاركك به بعض موظفين الشركة .. لا يليق هذا بمكانتك ابدا ..
كيف يعني لا يليق ..! ما المشكلة اذا عملت معهم في نفس المكتب ..! تريدنني أن أعمل في مكتب خاص بي وأنا لم أتدرب في شركتك سوى اسابيع قليلة والأهم إني متخرجة حديثا ...! اذا كان هناك شيء لا يليق فهو ان تمنح مكتب خاص لموظفة حديثة التخرج لم تكمل حتى مدة تدريبها المحددة ..
زفر أنفاسه ببطء محاولا الحفاظ على هدوئه ثم قال بهدوء
هتفت شمس ما ان أغلق الباب بصوت منزعج
لكن انا لا ارضى بشيء كهذا .. لا أرضى بأن أخذ ما لا استحقه .. انا لست كالبقية ..
ما لا تستحقينه ..! إنها شركتي .. شركة زوجك .. يحق لك بها كل شيء ..
ردت بعناد
الجميع سيتحدث عني وعما فعله زوجي لأجلي ..
اكملت وهي تحاول ان تشرح له وجهة نظرها
يا قيصر افهمني .. انا لا أريد أن أنجح في عملي وأثبت وجودي بهذه الطريقة .. انا أريد أن أعتمد على نفسي وأثبت وجودي في مجال عملي من خلال تعبي واعتمادي على نفسي .. لا أريد أن يدعوني بزوجة المدير وتصبح هذه الصفة مرتبطة بكل خطوة ناجحة أقوم بها..
نظر اليها بتمهل وقال
كل ما تقولينه ليس خطئا ولكن هذا لن يجعلني أغير رأيي .. مكانتك ووضعك لا يسمحان بهذا الشي ..
أنت مصر اذا ..!
سألته بصوت متحفز ليرد بثبات
اعذريني يا شمس .. مكانتي ومكانتك انت ايضا اهم من أن أؤثر عليهما لأجل بضعة احاديث تافهة سيقولها البعض في سرهم دون أن يستطيعوا التحدث بها أمامنا حتى ..
وماذا عني ..! عن رأيي ورغباتي ..! مكانتك فقط مهمة أما أنا فلأذهب الى الچحيم ..
مكانتك انت ايضا ..
صاحت بلا وعي
لا تقل مكانتي .. بل قل مكانتك انت ..
هدر بها بصوت خاڤت لكنه قوي
لا ترفعي صوتك .. الى متى سأظل أنبهك على هذا ..
حاولت كتم ڠضبها وهي تسأله
انا غير موافقة على هذا .. ماذا ستفعل الآن ..!
أجاب ببرود
أمامك خيارين .. إما العمل في مكتب خاص بك او لا يوجد عمل من الأساس ..
نظرت إليه بعدم تصديق وقد ظهر التسلط بوضوح على محياه لتهتف بصوت مبحوح
لن أعمل إذا ..
ثم نهضت من مكانها تتجه خارج المكتب ليهتف بصوت آمر
إلى أين ..! دعيني أخبر جمال بأمر عودتك كي يوصلك بنفسه الى القصر ..
نظرت به بحزن لم يبال به وهو يتصل بسائقه الشخصي كي يخبره إنها ستذهب معه الى القصر ..
......
عادت شمس الى القصر بملامح مكفهرة لتجد حوراء في وجهها ويبدو إنها تتوجه للخروج ..
وقفت حوراء أمامها تتأملها عن قرب قبل أن تلوي فمها وهي تردد
تبدين مستاءة من شيء ما ..
أكملت بتهكم واضح
هل أزعجك عريسك بهذه السرعة أم ربما أنت من أزعجتيه بعد ايام معدودة على زفافكما ورد هو عليك بما يليق بذلك ..!
كانت شمس في أوج انزعاجها مما حدث ومن اسلوب قيصر الحاد معها بل ولا مبالاته بحزنها وضيقها مما حدث فصاحت بإنفعال
ما شأنك انت ..! لماذا تتدخلين فيما لا يعنيك ..!
هدرت حوراء بصوت حاد
لا تتحدثي معي هكذا .. إياك وأن تتجاوزي حدودك يا شمس ..
هتفت شمس بعناد
واذا تجاوزتها .. ماذا ستفعلين ..!
ردت حوراء بوعيد
أفعل الكثير يا شمس .. انت لم تر مني الى الآن اي شيء .. لكنك سترين عن قريب وحينها لن يرحمك مني احدا ..
اتركي تهديداتك السخيفة جانبا .. انا لا اخاڤ منك ولا من أي أحد .. وصدقيني لست الفتاة الضعيفة التي يمكنك أن تؤذيها وتصمت دون أن تسترد حقها منك ..
قالتها شمس بقوة ثم أكملت بصوت متمهل
لم أنس بعد حديثك عني في مكتب قيصر وكلامك الذي مس اخلاقي وشرفي بشكل صريح ولن أنساه يا حوراء ..
أكملت وهي تبتسم بمكر
كنت تحاولين انت ووالدتك إبعادي عنه بأي طريقة فأنتما لم ترغبان بوجودي جواره ورغم عدم رغبتكما بي واعتراضكما الصريح على زواجه مني ورغم كل محاولاتكما البائسة تزوجني .. لم توقفه كل هذه التصرفات عن ذلك .. هو اختارني وتزوجني رغما عنكما وهذا أكثر ما يثير غيظك انت ووالدتك ..
نظرت اليها حوراء بوجه بارد ثم هتفت بقوة
اتمنى أن تبقي على موقفك هذا ولا تبكي من اول صڤعة تنالينها ..
همست شمس بضحكة خفيفة
قلتي صڤعة اذا .. يبدو إن أثر تلك الصڤعة ما زال
متابعة القراءة