رواية جديدة قوية الفصول من الثاني وثلاثون للخامس وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
الفصل الثاني والثلاثون
دلف الى جناحه بعدما أخبر روز ألا ينتظروهم على العشاء المعد على شرفهم من الأساس ..
وجد الجناح خاليا ليبحث بعينيه عنها قبل ان يجدها تخرج من الحمام وهي ترتدي قميص نوم من الساتان البرونزي يغطي جسدها كاملا فعاد يسأل نفسه إنه منذ متى وقمصان النوم بهذا الإحتشام ..!
لقد عدت ..
قالتها بعدما وقفت على مسافة منه ترمقه بنظراتها ليومأ برأسه وهو يرد
ثم خلع سترته وحملها ليعلقها مكانها ..
سألته
ماذا ستفعل ..!
التفتت نحوها متطلعا اليها وسألها
ماذا تريدين ان أفعل ..!
ردت بفتور
وهل ستفعل حقا ما أريده ..!
أجاب بجدية
في العادة لا أفعل إلا ما أريده أنا وأنت لن تكوني استثناء لهذا بالتأكيد ..
هتفت بهدوء
انت مثلي تماما فأنا لا أفعل إلا ما أريده وأرغب به ..
قالها بنبرة جادة لتضحك بخفة وهي تسأل بمراوغة
تقصد بالآخرين أنت .. أليس كذلك ..!
هتف ببساطة
وما المشكلة اذا ما كنت أقصد نفسي .. ! انا زوجك يا شمس والأهم إن فرق السن بيننا كبيرا .. لذا فأنا أكثر من يحق له ذلك وأول من يجب أن تستشيريه في أمور حياتك ..
أجاب بتروي
بعيدا عن فرق السن بيننا والذي يجعلني خبيرا في أمور الحياة اكثر منك بكثير ..
قاطعته بنزق
هذا ليس منطقا يا قيصر .. الموضوع لا يتعلق بالعمر بقدر ما يتعلق بوعي الشخص نفسه ونباهة عقله ..
لا تقاطعيني من فضلك فأنا لم أنه كلامي بعد ..
ضمت شفتيها بقوة بينما أكمل هو
بعيدا عن هذه الأسباب فمن قال إنني لن أستشيرك في أمور حياتي ..! من قال إن أرائك لا تهمني ..! لو تعطين لنفسك فرصة كي تستمعي حديثي الى النهاية ستفهمين قصدي كاملا ..
ردت بنزق
حسنا ولكن أنت تفعل ذلك متى ما تريد أما أنا فمجبرة على إستشارتك واخبارك بكل شيء دائما ..
من قال هذا أيضا ..! لم أنت مصرة على قول او فهم اشياء لا وجود لها ولم أذكرها من الأساس .. ! أنت لست مجبرة دائما .. أنت مجبرة على استشارتي ومعرفة رأيي في أمور محددة .. كالأمور التي تخص علاقتنا وحياتنا سويا .. وبعض الأمور والقرارات المصيرية في حياتك .. كالعمل مثلا .. أشياء يجب أن تخبريني عنها على الأقل وأنا بدوري لن أمنعك عن شيء تريدنه حتى لو لم أكن راضيا عنه طالما لا يسيء لك ولا يضرك وليس عيبا في حقك .. انتهى النقاش الى هنا واتمنى أن تكوني فهمتي كلامي بشكل صحيح وليس بناء على مزاجك ونظرتك لي ..
سألته بتأهب ليرد بصدق
مشكلتك إنك تنظرين إلي بناء على تصرفاتي في بداية معرفتنا .. فتحكمين علي بناء على ذلك متناسية إن الوضع وقتها كان مختلفا .. بل كان سيئا للغاية .. وقتها كنت أبحث عن أي وسيلة لنجاة أخي الوحيد من المۏت .. كنت مستعدا أن افعل اي شيء .. كنت مغيبا لدرجة إنني لم أنتبه لكذبه علي واتفاقه مع احد الاطباء كي يزور التحاليل .. خدعني وغلبني مستغلا صدمتي بحقيقة إصابته بمرض كهذا .. وقتها كان كل همي أن أنجو به من المۏت .. نعم أذيتك بسبب ذلك ولو عاد بي الزمن الى الوراء لما فعلت كل ما فعلته .. أعترف بهذا أمامك .. أعترف بإيذائي لك ..
صمت للحظة متأملا وجهها الشاحب ثم اكمل
لكن انت حاولي ان تفصلي بين ما حدث في الماضي والآن .. مشكلتك إنك لم تتجاوز الماضي بعد وانا لا ألومك لكن يزعجني حقيقة إنك لا تريني سوى قيصر الذي هددك مرارا لأجل حياة أخيه الوحيد ..
أطلق تنهيدة قصيرة ثم قال
انا بحاجة لحمام دافئ ..
ثم سحب احدى بيجامته واتجه الى الحمام لتتجه هي نحو السرير وتتمدد عليه قبل ان تجذب الغطاء فوقها وتضمه جيدا حول جسدها ثم تغمض عينيها محاولة ابعاد كلماته تلك عنها فهي تريد الآن أن تنام فقط لا غير
في صباح اليوم التالي ..
رمشت بعينيها عدة مرات قبل أن تفتحهما لتسمع اصوات حركة فتعتدل في جلستها لتجده يقف أمام المرأة مرتديا بذلته ويسرح شعره ..
هتفت بلا وعي
متى إستيقظت ..!
أجاب دون أن يلتفت نحوها
صباح الخير .. منذ حوالي ساعة ..
ردت بإحراج
صباح النور .. كم الساعة ..!
ثم حملت هاتفها وقبل أن تفتحه سمعته يجيب
لقد تجاوزت الثامنة صباحا ..
سألته بدهشة
ماذا حدث لتستيقظ الآن ..!
أجاب بجدية وهو يلتفت نحوها بعدما هندم ملابسه
سأذهب الى العمل ..
صاحت بعدم تصديق
العمل ..! اليوم ..!
سأل ببرود
هل توجد مشكلة ..!
هتفت بجدية
بالطبع توجد .. لم يمر يومين حتى على زفافنا .. كيف تذهب الى العمل مباشرة ..! ماذا سيقولون الناس عني ..!
أجاب هازئا
اطمئني لن يقولوا شيئا ..
ردت مستنكرة
والدتك وحدها تكفي .. سوف تستغلها فرصة كي تضايقني بكلامها ..
قال بجدية
لا تقلقي .. لسانك الطويل يعرف كيف يأخذ حقك ..
زفرت أنفاسها بضيق ثم نهضت من فوق سريرها ليظهر روبها المغلق بإحكام فقالت
هذا التصرف غير مقبول ابدا ..
رد بهدوء مغيظ
ولكنه مقبول جدا بالنسبة لي ..
أردف بعدها
ثانيا لا أفهم أين تكمن المشكلة في ذهابي الى العمل ..! هل تريدنني أن أبقى هنا ..! وإن بقيت ماذا سأفعل ..! أخبريني هيا ..
كظمت غيظها وهي ترد
تفعل اي شيء .. هناك الكثير من الأشياء بإمكانك فعلها ..
سألها ساخرا
أشياء مثل ماذا ..!
أجابت ببرود
الإسترخاء مثلا .. مشاهدة فيلم او بإمكاننا أن نخرج الى اي مكان مناسب .. نستمتع قليلا ..
ضحك بخفة ورد
نخرج أليس كذلك ..! وماذا بعد .. ! تريدين أن نخرج كي تفعلي كما فعلتي ظهر البارحة في المطعم ..
زمت شفتيها للحظة ثم ردت
أرى إنه لا شيء يعجبك بي..
في الحقيقة ظننت إنك نضجت خلال هذين العامين .. لكن ..
صمت قليلا ثم رد
تصرفاتك لا تليق بك كعروس .. ربما قد ترينني أبالغ لكن ليست هذه التصرفات المعتادة لمن مثلك .. كنت أنتظر نضوجا وتصرفات تليق بمكانتك الجديدة لكن لا أرى سوى هجوم ومحاولات غريبة لإغضابي .. حسنا هناك إحتمال أن تكوني قاصدة تصرفاتك هذه .. يعني ترسمين لنفسك أمامي شخصية مختلفة كي تثبتي لي أشياء معينة في عقلك .. إن كان ما أفكر به صحيح فهذا عيب للغاية
متابعة القراءة