رواية جديدة الفصول من الواحد والعشرين الي الخامس والعشرون بقلم صديقة الحروف

موقع أيام نيوز

بأي شيء.
شكرا لوجودكم أتمنى تستمتعوا بالحفلة تحدث بصوته العميق ثم غادر الجميع للداخل.
تعجب الجميع كما تعجبتا زينة وشيرين ولكن حاولتا التصرف وأستمرت الحفلة صوت الموسيقى الكلاسيكي ورائحة الورود المنتشرة بالمكان والأحاديث الجانبية بين الحضوراستمر كل شيء على ما يرام ولكنه لم يتواجد حيث الجميع فقررت شيرين أن تقنعه بالنزول مرة أخرى حتى لا يتأفف الحضور حيث أنه يوم ميلاده ولن يكون مقبولا إذا تركهم هكذا توجهت لتبحث عنه بجميع أرجاء المنزل خاصة أنها تريد أن تظل بجانبه طوال الليلة حتى لا يعلم أنها سترحل
أكملت بحثها ووجدته يقف بهدوء خارج مكتبه عند البوابة المؤدية للحديقة
آدم لازم تيجي مينفع... صاحت ولكنها أنهت جملتها على الفور عندما وجدته قد تجرد من سترته وربطة عنقه فحمحمت قليلا كي تحاول أن تستجمع الكلمات لا يبدو بخير شعره فوضوي واستنادته على الحائط خلفه ويداه بجيوبه وهناك شيئا ما بتعابير وجهه غريب لم تعهده من قبل نظرته بشرود للأسفل كأنه لا يشعر بوجود من حوله قد أثارت قلقها 
آدم أنت كويس سألته بنبرة مليئلة بالحيرة والقلق فلم يجيبها إلا بنصف ابتسامه بدون أن تتقابل نظراتهما فلم تدري هي ماذا عليها أن تفعل!
جاء صوت الموسيقى من بعيد ونسيم الشتاء يعبث بشعرهما وصمتها الغير مفهوم يثير الريبة بقلب شيرين اقترابها منه الآن يشكل خطړا جديدا شعرت به يأجج صدرها
آدم.. لازم تخرج عشان ت...
اسكتي همس بنبرة حنونة وحزينة بآن واحد فلم تتوافق مع آمره الناهي لها بألا تتحدث ولم تتحرك رماديتاه عن الشرود فاستغربت شيرين هل عليها أن تنزعج أم عليها أن تصمت أم أن تحل اللغز الظاهر على وجهه
ارجوكي اسكتي ومتتكلميش.. أخبرها ثم رفع نظره إليها أنا بس.. عايز.. تلعثم ثم أسرع في الكلام بعد أن أستجمع قواه عايزك جنبي يا شيرين
أنا جنبك مش هاروح في حتة رغما عنها نطقت تلك الحروف وكأنها لم تعد للذهاب للأبد وكأن حبيبة ليست الآن تعد أغراضها حتى تتركه.
أنا مش عارف امتى او ازاي..أنا.. من.. حاول أن يستكمل حديثة ولكن لم يستطع فحاول غاضبا وسرعان ما تحول لوحش مجددا يمشي حولها بعصبية ويخلل شعره ثم عبث بأسفل ذقنه بحنقة وتوجه إليها ممسكا بكتفيها 
أناعايزك من ساعة ما شوفتك اول مرة في مكتبي حاولت احارب اللي بحس بيه جوايا ليكي بس مقدرتش حاولت أكون مع ستات تانية معرفتش حاولت ابعد عنك يمكن أموت جوا مني احساسي بيكي ده اللي بيموتني كل يوم ألف مرة حتى حاولت أركز في شغلي بس لاقيتك حواليا في كل مكان جوا عقلي جوا قلبي قدام عينيا ده أنتي حتى زي ما تكوني موجودة في كل نفس بتنفسه كل حاجة بعملها بشوفك قدامي وقاعدة وبصالي وزي ما أكون بعمل اي حاجة عشانك وليكي أنا مبقتش شايف غيرك يا شيرين وكنت عايز أسألك على حاجة.. 
قاطعته بوضع اصبعها على شفتيه وهي تحاول أن تتظاهر بالفرحة وهي سعيدة بالفعل ولكن الخۏف ېقتلها كل مرة
متقولش حاجة يا آدم.. أنا سعيدة اوي بكل اللي سمعته منك أنت كمان بالنسبالي حاجة مهمة اوي في حياتي مبقتش أقدر أكون سعيدة غير بوجودك جنبي.. بس لسه قدامنا الليلة طويلة وقدامنا وقت نتكلم تاني في كل حاجة.. تعالى بس معايا دلوقتي عشان الناس اللي مستنياك بره وكمان كل حاجة عملتها زينة لازم تقول رأي..
توقفت عن الحديث بعد أن عقد حاجباه پغضب ووجه لها ظهره وعاد لغروره وبروده مرة أخرى وكأنه تحول لمن رأته أول مرة بمكتبه شعرت بإنزعاجه بعد أن حاول أن يخبرها بما يكنه صدره إليها ولكنها غضبته كثيرا وبالرغم من هذا علمت شيرين ما عليها فعله جيدا.
توجهت حتى تواجهه ونظرت لرماديتاه ثم أقتربت منه وهو لا يحرك ساكنا فقط ينظر لها نظرات باردة وقد اسودت رماديتاه 
متقلقش دقني لسه معانا وقت كتير وأنا مش هاروح النهاردة بدري أخبرته ببسمة عذبه ثم قبلت وجنه بلطف وكوبته بيدها الرقيقة يالا تعالى معايا همست برقة ثم أمسكت بيداه كي يعودا للداخل وأخذت سترته وساعدته في إرتدائها مرة أخرى ثم أخذت ربطة عنقه ونظرت له بخجل بينما تعقدها له وهي تلاحظ نظراته بدأت أن تلين ويعتريه التعجب مما تفعله. 
امسكت بيده ثم توجها للخارج وبعد محاولات من زينة كثيرة حتى يشرع في تقطيع كعكة ضخمة جعلته يفعلها حاول التظاهر بأنه طبيعي وبخير ولكن زينة تعلم أن هناك شيئا ما به وكذلك شيرين كانت متأكدة أن هناك شيئا ليس بخير..
حاول آدم الوقوف بجانب الحضور كي لا يفتعل أية جدالات مع زينة وكان مراد بجانبه ولكن لم يستمع لأحد كان شاردا طوال الوقت حتى عندما علت الضحكات لم يستطع ملاحقة الحديث فقرر أن يتوارى عن الأنظار مرة أخرى.
شعر بالاختناق مثلما لم يفعل بحياته لا يعلم ماذا يقول لأحد كيف سيتحدث معها لا يدري ماذا يحدث له كل شيء غير مرتب بعقله مثلما تعود دائما يشعر أن هناك شيئا ما سيحدث ولكن لا يعلمه فكر بجواز السفر التي كانت ممسكة به عندما كان يراقبها ما زال أيضا متعجبا كيف قبلته هكذا لماذا أصبحت لطيفة للغاية معه وإذا تغيرت تجاهه لماذا أيضا لم تجيب عليه هذا الصباح
تمزق عقله مفكرا في كل شيء متعلق بشيرين ولم يدري منذ متى كانت تقف أمامه بغرفته وبماذا تتحدث
أنت كويس سألته برقة فنظر لها ولم يدري بم يجيبها فابتسمت له ثم توجهت نحوه وسألته ممكن أطلب منك حاجة فأومأ لها بالموافقة عايزة اتمشى معاك شوية ممكن أخبرته بينما الخجل يبدو عليها فتبسم لها ثم توجها للخارج وساد بينهم الصمت.
كان الوضع هذا جديدا عليهما فهي لم تراه هكذا من قبل صمت تام بدون ڠضب بدون نقاش أو جدال الخۏف يمزقها من أن يعلم شيئا عن خطتها التي كانت تعد لها منذ شهور ولا تفصلها عنها إلا ساعات قليلة. 
آدم لم يشعر هكذا من قبل تملؤه الحيرة والإحباط في آن واحد ولكنه لن يتحدث لها بشيء مرة أخرى سينتظرها هي أن تبدأ بالحديث بعد تفكيره بما حدث صباح اليوم وما حدث منذ قليل قد كان هذا كافيا كي يجرح كبرياء آدم رأفت!
حاولت التفكير كيف عليها أن تتحدث له وكيف تبدأ بالحديث عجبتك الحفلة حمحمت ونبرتها متوترة فلم تجد منه إلا إماءة بالموافقة وصمته المعهود مازال قائما.
ممم.. ولكنك مسألتنيش انا جيبتلك ايه! أخبرته بعد برهة من التفكير لكسر هذا الصمت
مش عايز حاجة أخبرها ببرود
بس النهاردة عيد ميلادك وفيه حفلة و..
أنا عمري ما اهتميت بالحاجات دي.. قاطعها ولكنها كانت مصممة
عموما أنا جبتلك حاجة ونفسي تعجبك بالرغم من بروده الذي تعودت عليه أخرجت صندوق هدايا صغير ثم قدمته له فتناوله منها ثم وضعه بجيب سترته بعد اهتمام 
مش هتشوف جواه ايه سألته بعفوية بينما توقفا عن السير ولم تجد إلا رماديتها تخترق عيناها پغضب فبدأت بالتوتر والقلق من رد فعله الغريب وتعالت أنفاسها لا تعلم لماذا بينما اقترب منها ولم تستطع
تم نسخ الرابط