رواية جديدة الفصول من الواحد والعشرين الي الخامس والعشرون بقلم صديقة الحروف

موقع أيام نيوز

ولو من بعيد وظل مسلطا نظره على نافذتها..
أشرق الصباح ورغما عنه عاد للفندق وذهب مباشرة ليقف تحت المياه لتنساب على جسده حتى يفيق قليلا وكم تمنى أن ينساب معها كل ما يشعر به من چرح وألم وتهبط مع تلك المياة إلي أن تنتهي وتختفي وألا يضطر لأن يشعر بأي شيء مجددا تمنى أن ينعدم به الشعور تمنى لو لم يحتاجها تمنى لو لم يقع بحبها..
تململت شيرين بمخدعها وهي لم تنم إلا بضع دقائق وشعرت بأوجاعا في جميع جسدها فتوجهت ثم وقفت لتوصد عيناها تحت المياة الساخنة وحاولت جاهدة أن تعتبر ما رآته صدفة ليس إلا. أعدت قهوتها ثم ذهبت لتنظر من نافذتها وبالرغم من أنهم بأول شهر نوفمبر وبجو لندن الضبابي رأت شعاع بسيط للشمس ورآت قوس قزح لتفكر
يمكن تكون مطرت تاني وأنا نايمة تمتمت مبتسمة ثم فكرت أن تذهب إلي المقهي التي لطالما ذهبت له منذ أن أتيت إلي لندن لتقضي يومها هناك أخذت ما تحتاجه ومعطفها وغادرت.
لم تراه لم تحاول حتى البحث عنه قررت أن تتناسى الفكرة لأنها علمت لن يصلها هذا الشوق إلا عنده بمنزله بجانبه وهي لا تريد أن تتعرض لعذاب غضبه وغموضه الذي لا ينتهي أرادت تعيش حياة طبيعية بعيدا عن بروده وتحكماته التي لا تنتهي حتى ولو كان يعشقها سيظل كما هو وهي لن تدع أحد يتحكم بحياتها مجددا فجبروته الذي يتعامل به لن يؤدي إلا للدمار فقط .
سارت تنظر حولها واستمتعت كثيرا برغم من برودة الجو ولكنها أحبت تلك الشوارع بضبابها وبرودها للحظة تذكرت كيف كان سيلائمه بلد كهذا فهو بارد مثله ولكنها هزت رأسها للفكرة وشبح ابتسامة ارتسم على شفتاها بينما تستكمل طريقها.
تابعها وحافظ على ألا يقترب منها فهو كان تحت منزلها منذ السابعة صباحا كم تمنى أن يذهب ويمسك بيدها حتى لا تسير وحدها ولكنه تذكر أن هذا ليس الوقت المناسب. دخلت مقهى فعلم أنه لن يستطيع أن يذهب لنفس المقهى فتطلع حوله ووجد مقها آخر مقابل للذي دخلته فوقع اختياره عليه حتى يراقبها عندما تنتهي وتخرج منه.
ظن آدم أن من حسن حظه أنها جلست بالقرب من النافذة ولكنه لم يعلم أنها دائما تحب أن تجلس على نفس الطاولة وأحيانا تتفقد المارة. وما إن جلست حتى جاء شاب وفتاة يبدوان بمقتبل العشرينات ووقفت شيرين فعانقتهما ولكنه استغرب لما تفعل هذا مع من يرتديان زي العاملين بالمقهى وڠضب من معانقتها لذاك الشاب..
أكمل متابعته لها فوجدها تضحك معهما ثم أخرجت شيئا من حقيبتها وأعطته لهم مما زاد دهشته ثم جلست وذهبا هما وأحضر الشاب القهوة وتكلم معها قليلا ثم تركها وبدأت هي في مطالعة ما كان أمامها من المراجع ثم تكتب أشياء على حاسوبها وتعيد الكرة لمرات ومرات.
أخذ في متابعة كل حركاتها.. طريقة تركيزها فيما أمامها.. كيف تزيح خصلاتها بين الحين والآخر.. لم يكن لديه الفرصة من قبل لمشاهدتها تفعل ذلك.. تعجب لضحكاتها مع ذلك الشاب والفتاة وشعر بالحقد تجاهما مفكرا
هما يشوفوها بتضحكلهم وأنا أتمنى عشر شهور اني أشوفها من بعيد بس! ماشي يا شيرين!
ظل يطالع الساعة والوقت يمر ببطأ ولا يعلم آدم ماذا تفعل كل هذا تارة يخلل شعره بيده وتارة يخلع معطفه فقد شعر بأنه سيقتل أي أحد الآن قد يمر بالقرب منه عقله لا يكف عن التفكير وغضبه يزداد كلما مر الوقت! لا يدري لما عليه أن يشاهدها من بعد وأن كل ما عليه أن يذهب ويأخذها لتعود معه. لم يقاطع تفكيره إلا مكالمة من زينة
عامل ايه دلوقتي! سألته بقلق
تمام يا زينة أنا تمام أجابها بضيق
فيه ايه شكلك متضايق هو حاجة حصلت
متضايق عشان هي قدامي وممكن بمنتهى السهولة اعدي الشارع وارجعها معايا ڠصب عنها..
آدم!! عشان خاطري استنى شوية أنا وأنت عارفين كويس أنها لو رجعت معاك ڠصب عنها مش هتحب ده وممكن تمشي مرة تانية و..
ورحمة أبويا هاسجنها المرادي ومش هسيبها حتى تدخل الحمام إلا بمزاجي قاطعها بعصبية بينما ينفث دخان سجائرة بحنق
طب لو عملت كده هيكون ده صح ينفع اللي تحبها تشوفها كده مسجونة سألته بمنطقية
أنا هاجيبلها كل حاجة لغاية عندها ومش هتحتاج حاجةوهنروح مع بعض كل حتة ب..
آدم!! صاحت مقاطعة أياه اتكلم بمنطقية Please! مينفعش اللي بتقوله ده.. I know that you love her and I also know that youre afraid..
أنا مبخافش من حاجة! متخلقش اللي يخوف آدم رأفت! قاطعها ببرود
لا أنت خاېف أنها تبعد عنك تاني أخبرته وتريثت قليلا فلم يقل شيئا فأكملت Adam you need to talk to her وتسيبها تعل اللي هي عايزاه هي لازم تختار شيرين مش هتقبل لو حد فرض عليها حاجة أنا متأكدة أنها بتحبك وحتى ولو كان أنت اللي بيقولها تعمل ايه ومتعملش ايه هي عمرها ما هتقبل بده وكمان شايفة إنك لازم ت..
هاكلمك تاني سلام دلوقتي قاطعها مودعا اياها وأخرج من جيبه نقودا ووضعها على الطاولة أمامه وتبعها عندما رآها تغادر المقهى.
يخربيتك وبيت سنينك!! عشر ساعات بتعملي فيهم ايه!! تمتم بينما تبعها حتى أطمئن أنها صعدت منزلها وتوجه بعدها للفندق الذي قد نزل به وظل يفكر هو لن يستطيع أن يدخل الجامعة بنفسه فقرر أن يجد أحدا كي يراقبها من الداخل..
جلس قليلا كي يعمل ويتابع ما تم مؤخرا وأجرى عدة إتصالات هاتفية بعلي ومراد الذي كاد أن يجن من تصرفاته وكذلك قد وجد شخصا كي ينقل له جميع ما يتم داخل عمل شيرين دون أن تلاحظ هي.
هو يدري أن شيرين قد غادرت بسبب سيطرته وتحكمه الزائد ولكنه لم يعرف حتى الوقت الحالي أنها اكتشفت أنه كان يراقبها بمنزلها وإذا علمت ما ينتوي فعله الآن لن يصبح الأمر هينا وسيزيد هذا من تعقيد الأمور.
منذ زمن بعيد...
أنتظرت حتى انشغلت والدتها تماما بإعداد الحقائب وتظاهرت بأنها ستذهب للحمام وبداخلها تكاد تقترب من سعادتها التي لطالما تمنتها حتى تخلو لها الأجواء بجانب آدم وأخذت هاتفها لتهمس به
إسراء.. وحشتيني اوي عاملة ايه! همست بهاتفها متحدثة وهي تدري أن إسراء هي الفتاة التي تستطيع أن تفعلها بسهولة فلطالما ظنت أنها عاهرة وغنجها الزائد سيفيد حتما بما خططت له
وأنتي وحشتيني أكتر بس ايه يا تالا فينك مش باينة! اجابتها إسراء سائلة
أبدا ماجيستير وشغل ومسحولة اوي.. كنت عايزاكي في حاجة وعارفة إنك مش هتكسفيني
يا سلام!! بس كده.. عيوني ليكي.. احكيلي فيه ايه
بصي يا ستي.. تقى بقالها فترة كبيرة ملمومة على واحد شايفه إنه أحسن حاجة في الدنيا وكذا مرة حذرتها بس هي مصدقة إنه ملاك نازل من السما وهو أصلا إنسان قليل الأدب ومش محترم وأنا خاېفة عليها اوي راسم نفسه عليها وبيخدعها وبيقولها إنه بيحبها بس أنا عارفة إنه بيتسلى وخلاص.. مش عايزاها تتخدع وقلبها يتكسر على واحد ميستاهلش زي ده تقى لسه صغيرة ومش فاهمة حاجة وأنا قلبي عليها وخاېفة عليها اوي.. أرجوكي تساعديني في الموضوع
تم نسخ الرابط