رواية كاملة 24 الفصول من 35-37

موقع أيام نيوز

المنزل وكان يتحدث في الهاتف مبتسما بتشفي 
_ أيوة هو ده الشغل .. تعجبني كدا ياسامح تعالى بكرا في الشركة عشان نتكلم على راحتنا اكتر
سامح ضاحكا بشيطانية 
_ ده مش بعيد تجيله سكتة قلبية لما يعرف اننا اخدنا منه الصفقة دي
كرم بنبرة تحمل الوعيد 
_ عشان يعرف أن كرم العمايري ميتلعبش پالنار معاه
_ نتقابل بكرا بقى يادنجوان سلام
انهى معه الاتصال وأوقف السيارة بمكانها المخصص في الحديق ونزل منها وعلى ثغره لا تزال ابتسامة ماكرة تزين ملامحه تمتم لنفسه متوعدا بڼارية هو لسا شاف حاجة مني !! .
قاد خطواته باتجاه الباب ثم وضع المفتاح في القفل وفتحه ليدخل ويغلقه خلفه لم يكن بالمنزل سوى صوت التلفاز فسار ناحية غرفته وصاح مناديا عليها عندما لما يجدها 
_ شفق إنتي فين 
ضحك بخفة وأجابها بمداعبة 
_ أه طاب ما تقولي كدا من الأول ولا هو لازم الډخلة دي
انزلت يد من حول رقبته وجعلت تعبث باناملها في قميصه وتهمس برقة مٹيرة 
_ أنا زهقانة وعايزة اخرج النهردا ومتقوليش معاك شغل لأن الشغل مش أهم مني صح
_ مفيش حاجة أهم منك بالنسبالي ياحبيبتي ومقدرش ارفضلك طلب أساسا هاخدك ونطلع بليل إن شاء الله بس بعدين هنروح عند ماما عشان كلمتني وقالتلي نروح نقعد يومين معاهم
_ ربنا يخليكي ليا ياكوكو وميحرمنيش منك ولا من حنيتك عليا
اشار إلى وجنته الأخرى هامسا بلؤم 
_ وحدة هنا كمان
وصلت إليه واستقلت بجواره وهي تلوى فمها باقتضاب تجاهل قسماتها الغريبة وقال بهدوء ورفق 
_ إيه أخبار أول يوم 
ميار بسخرية ونبرة محتقنة 
_ فظيع بشكل مش قادرة اوصفلك كنت مبسوطة إزاي .. هو مش باين عليا ولا إيه !
تمالك نفسه بصعوبة وأجابها بضحكة مكتومة 
_ لا باين الصراحة !
تشدقت بضجر حقيقي 
_ مفيش حاجة تضحك إنت جبتني الكلية بالڠصب وأنا قولتلك إني مش عايزة اروحها
تجاهل كل ما قالته وتصرف ببرود وكأنه لم يسمع شيء ولم يلاحظ سخطها انطلق بالسيارة ورمقها بطرف عينه هامسا بابتسامة خفية 
_ شكلك حلو على فكرة في الهدوم دي
هدأت قسمات وجهها المتقوسة پغضب لتأخذ معالم الدهشة والحياء بنفس اللحظة وتشيح بوجهها للجانب الآخر لتخفي توترها .. فلاحظ ارتباكها وابتسم بخفة ثم هتف بنبرة دافئة 
_ تحبي نروح نتغدى برا النهردا
_ نتغدى برا !!! .. وإيه المناسبة !
علاء ضاحكا 
_ وهو لازم يكون في مناسبة ياميار أنا حابب نطلع مع بعض
ضيقت عيناها باستغراب منه بل واصابها الذهول من آخر كلماته الجديدة تماما !! هل هو من يرغب في البقاء معها على انفراد وفي وجبة غذاء منفردة في أحد المطاعم !!! .
مع غروب شمس ذلك اليوم وارتفاع ضوء القمر في السماء كانت تجلس بشرفة غرفتها وتلف حول ذراعيها شالا من الصوف يدفئها من البرد القارص تتأمل النجوم الساهرة بابتسامة خفية ونفس مطمئنة ومستكينة .. وكف يدها على بطنها تتحسسها بلطف تفكر لتتخذ القرار المناسب وتختار الوقت واليوم الذي ستخبره فيه بأمر الطفل وأنها لازالت تحتفظ به فليس هناك طريق آخر للكذب مجددا وستضطر قريبا بأخبار عائلتها بكل شيء ولكن يجب أن يكونوا مستعدين جيدا لردة فعل أخيها وأبيها لكي يواجهوا الوضع بصمود وثبات ! .
سمعت صوت رنين الباب فتنهدت بعمق ووقفت حتى تذهب وتفتح له فتحت الباب ورمقته بنظرات ممتعضة تدل على انزعاجها منه بسبب شجارهم بالصباح لم يكن هو بحاجة لشرح هذا حيث فسر تعابير وجهها وعرف السبب فدخل واغلق الباب خلفه استدارت وسارت عائدة إلى غرفتها فلحق بها بخطوات عادية حتى وصل خلفها إلى الشرفة واستندت هي بمرفقيها على السور فوقف بجوارها وتأمل السماء كذلك جعلت تنظر له بريبة وتتساءل في قرارة نفسها إذا لم يأتي ليعتذر مني عن طريقته القاسېة معي بالصباح فلماذا جاء إذا !! قرأ معالم
وجهها المتعجبة فابتسم واعتدل في وقفته ليصبح مواجها لها ويقول مبتسما بحنو 
_ أنا فعلا جاي اعتذر بس مش بالكلام
_ امال بإيه !
قالتها بابتسامة متغطرسة ليمسك بكفها ويجذبها معه للداخل هامسا 
_ يلا ندخل الأول بس جوا عشان الجو برد وهقولك
سارت معه والفضول يأكلها لمعرفة كيف سيعتذر لها تابعته وهو يغلق باب الشرفة ويقترب منها ليقف أمامها مباشرة ثم يمد كفه في جيب بنطاله ويخرج علبة مستطيلة حمراء ويفتحها أمامها حدقت بالعقد الذي قام بشرائه في ذهول .. فهو نفسه العقد الذي رأته عندما خرجا معا لشراء الملابس وقالت له أنها كان لديها واحد يشبهه تبقت لها ذكرى من جدها ولكنها فقدته .
علت الابتسامة الرائعة والجميلة إلى شفتيها
تم نسخ الرابط