رواية كاملة 24 الفصول من 35-37

موقع أيام نيوز

اللحظة 
_ أنا معملتش حاجة .. أنا بس اخدت جزء من حق بنت عمي ومراتي
سحبت يدها ببطء وبادلته الابتسامة ثم استقامت من جديد وقالت بنبرة لطيفة وليست جافة كما كانت منذ قليل 
_ أنا هطلع أنام
سألها بترقب وتعجب 
_ هو إنتي مفرحتيش ولا إيه !
لفت كفيها خلف ظهرها وأخذت تفركهم وقالت بارتباك بسيط 
_ بالعكس فرحت جدا .. فرحانة إن أخيرا الحق بقى ظاهر علني قدام الكل والكل هيتأكد إني مليش ذنب في حاجة وأكيد كمان فرحت باللي عملته عشاني .. بس للأسف أنا مش بعرف أعبر عن مشاعري كويس في كل المواقف
استقام هو الآخر ولف ذراعه حول خصرها وجذبها إليه فجأة فأصدرت شهقة مڤزوعة وطالعته بحيرة امتزجت بالسخط بينما هو فهمس بكامل الهدوء وبابتسامة مغرمة 
_ وبما إنك فرحتي باللي عملته يبقى نقفل بقى على موضوع الطلاق والمانيا ده نهائي تمام !
رفعت حاجبها باستنكار وقالت بنظرة ثاقبة وقوية 
_ علاء إنت ليه مش عايز تطلقني !!!
لم تختفي ابتسامته وظل يحملق بها مبتسما للحظات كانت شبه طويلة حتى هتف وكأنه يسألها ويسأل نفسه وعيناه ليست ثابتة عليها كدليل على حيرته وخبثه 
_ يمكن عشان بدأت أحبك مثلا !!
انفرجت شفتيها بتلقائية وصدمة رمشت بعيناها عدة مرات وهي لا تستوعب وتسأله بحزم عندما ظنت أنه يمزح معها 
_ إنت بتهزر صح !
وكأنه وجد الحجة ليفعل ما يدور في ذهنه الآن حيث هتف بمكر وهو يضحك 
_ شكلك مش مصدقة .. طيب تعالي أنا هثبتلك !
وجدته ينحنى عليها يهم بتقبيلها فزعرت وارتبكت بشدة ثم رفعت كفها فورا وكتمت على شفتيه بيدها هاتفة بحدة ممزوجة بالخجل مع عينان تدوران في كل مكان كالسارق الذي يخشي أن يمسك به صاحب المنزل 
_ إيه اللي بتعمله ده إنت اټجننت !! .. أفرض عمي ولا مامتك شافتنا دلوقتي تقدر تقولي منظرنا هيبقى إزاي قدامهم
تراجع برأسه وتمتم مؤيدا رأيها 
_ لا تصدقي عندك حق .. يبقى تعالي هثبتلك في اوضتنا فوق
كان على وشك أن يحملها فدفعته هي برفق بعيدا عنها وقالت بعناد وتصنع الجفاء لتخفي ابتسامتها الخجلة والسعيدة التي تخوض المعارك لكي تنطلق على شفتيها 
_ لا شكرا مش عايزة إثبات
وبظرف لحظة فرت هاربة على الدرج متجهة إلى الغرفة وهي تتوق للحظة التي ستنفرد بها مع نفسها حتى تطلق العنان لضحكتها وابتسامتها ! ........
بيدها سندوتش تقوم بحشوه مربى فروالة وتتندن على الحان أغنية هادئة ورومانسية لأصالة غير منتبهة لذلك الذي يتسلل من خلفها ببطء شديد وإذا بها من بين اندماجها بالدندنة وحشوها للسندوتش احست بأصابع نغزتها في خصرها من الخلف فشهقت مڤزوعة والتفتت له فورا ثم ضړبته على صدره مغتاظة وهتفت 
_ ياخي مش هتبطل حركاتك البايخة دي
هز رأسه بالنفي وهو يضحك ثم سألها بخفوت 
_ بتعملي إيه !
_ بعملي سندوتش مربى أصل لقيت نفسي جعانة وأنا مكلتش كويس في العشا .. إنت مش كنت نايم !
كرم بنبرة عادية ونظرة مريبة قليلا 
_ أيوة وصحيت عندك مانع ولا إيه !
ولتها ظهرها وقالت ببرود 
_ أه عندى روح كمل نومك
_ طيب ما تدوقيني من المربى دي الأول
تنهدت بعدم حيلة ورفعت السندوتش إلى فمه حتى يأكل فأبدى هو عن نفوره وهو يهتف بأعين راغبة وجريئة 
_ لا أنا مش عايز المربي دي !
ضيقت عيناها باستغراب وسألته بحيرة 
_ أمال عايز إيه !!
_ عايز دي
دفعته بعيدا عنها برفق وهتفت بصرامة شبه جادة 
_ كرم احترم نفسك الله .. احنا مش بيتنا ممكن حد يشوفنا
_ كله نايم اطمني !
حاولت ردعه وإبعاده بين ضحكها وصوتها التحذير 
_ كرم بس بقى .. اطلع طيب وأنا هخلص وآجي وراك
_ لا أنا طلبت معايا هنا وهاخدها هنا
فغرت عيناها پصدمة فحرك هو رأسه ناحيتها لتدير رأسها مجددا على الجانب الآخر ليزفر هو بخنق وينحنى برأسه أكثر فينل من رقبتها يثلمها وسط ضحكها المكتوم وكذلك ضحكه وفي وسط اللحظات الغرامية افسدتها الجدة بدخولها المطبخ فجأة فانتصب هو واقفا كالذي لدغته عقرب
بقيت الجدة ثابتة تحملق بهم بملامح جامدة صنعتها بصعوبة أمام ابتسامتها التي ترغب بالانطلاق فتنحنح هو بإحراج هامسا 
_ احم .. منورة ياكبيرة !
كتمت شفق ضحكتها بكفها حيث كانت في وضع صعب لا تدري أتضحك على منظره أم تخجل على الوضع المخرج الذي بقوا فيه أمام الجدة .. تحرك هو بخطواط مضطربة ناحية الباب وهو يهتف بارتباك 
_ أنا هطلع أكمل شغل في الأوضة
شغل !! عن أي عمل يتحدث فلقد كان نائما ! ولكن ليس مهما فقد تكون هذه حجة جيدة لتفر هي الأخرى هاربة من نظرات الجدة الثاقبة عليها .. التقطتت الشندوتش وقالت على عجلة وهي تسرع باتجاه الباب 
_ وأنا هروح اساعده .. أااقصد هروح اطلع ليه ورق الشغل أصل أنا شلته وهيفضل يدور عليه
وبسرعة البرق
تم نسخ الرابط