رواية كاملة 24 الفصول من 35-37

موقع أيام نيوز

أكثر صلابة أمام قلبه الذي ينخ لها من مجرد كلمة أو ابتسامة أو حتى لمسة ! .. اتاها صوته الغليظ وهو يقول بنبرة لينة قليلا 
_ أنا كل اللي عايزك تفهميه هو خۏفي عليكي وإنتي عارفة أنا بخاف من أن شعرة واحدة بس منك ټتأذي وفاهمة إن عصبيتي أحيانا مش بأيدي فارجوكي ياشفق اللي اقوله يتنفذ ومتكسريش كلمتي تاني مش عشان حاجة ده عشان مصلحتك لأن أنا مش همنعك من حاجة إلا وأنا عارف أنها ممكن تأذيكي .. كفاية عياط .. روحي اغسلي وشك وحقك عليا مقصدش ازعقلك كدا
رفعت نظرها له أخيرا وطالعته بدموعها السابحة في عيناها مطولا ثم استدارت ورحلت لتتركه يتأفف ويمسح على وجهه بزفير حار .. هو شخصيا اصبح يتضايق من انفعاله المستمر على أقل واتفه الأشياء هو ليس برجل من هذا النوع .. ماذا يحدث له لا يفهم ! أهل هذا بسبب المشاكل التي تلاحقهم دوما وتجعله دائم الخۏف والقلق بشأن زوجته فتجعل منه سريع التحول والانفعال ! .. أم ماذا ! أي كان السبب فهو لا يعجبه هذا الوضع ويجب عليه أن يجد حلا سريعا له !! .........
في مساء ذلك اليوم ......
اتجهت هدى إلى الباب بعد أن سمعت صوت رنينه مسكت المقبض وادارته ثم جذبت الباب إليها لتقابل زين بوجهها ابتسمت بحنو وسعادة
_ عاملة إيه ياست الكل وحشاني
نكزته في كتفه بتذمر مصتنع من ابتسامة محبة 
_ وحشاك إيه بس ياكذاب .. هو أنت فاكر حد أساسا في الفسحة اللي اخدتها مع مراتك
دخل ونزع حذائه عنه مغمغما بمزاح وهو يضحك 
_ يبقى ظلماني كدا يادودو .. اخبار تيتا إيه 
_ كويسة الحمدلله طلعت يدوب من ربع ساعة تنام
دار بنظره في أرجاء المنزل متمتما 
_ امال رفيف فين 
_ في اوضتها فوق إنت عايزها في حاجة ولا إيه 
_ آه اندهي عليها عشان عايز اتكلم معاكم في موضوع كدا
عقدت حاجبيها باستغراب تجيبه بحيرة 
_ خير موضوع إيه ده ياحبيبي !
_ خير إن شاء الله
فعلت كما طلب وذهبت لتخبرها بمجيء أخيها وأنه يريد التحدث معها فخرجت رفيف خلف أمها فورا ورحبت بأخيها وهو كذلك ثم جلست بجواره على المقعد ليأخذ نفسا عميقا قبل أن يبدأ حديثه بجدية تامة 
_ اسلام اتكلم معايا النهردا وطلب إيد رفيف مني
الدهشة الأكبر كانت من نصيب هدى التي نقلت نظرها بين ابنتها وبينه باندهاش أما رفيف فلم يصبها من الصدمة بقدر والدتها وكان الأمر مفرح بالنسبة لها تصنعت الذهول أمام أخيها وكأنها لا تعرف بشيء وأخفت سعادتها ! .
زين بنبرة رزينة 
_ إيه رأيك يا ماما 
هدى بابتسامة عذبة 
_ والله ياحبيبي أنا على قد ما اندهشت بس فرحت يعني إسلام أنا عارفاه كويس أوي وماشاء الله عليه راجل ومحترم .. الرأى في الأول والآخر لاختك سواء موافقة أو رافضة
انتقل بنظره إلى شقيقته التي كانت شبه خجلة وتتابعهم بصمت ثم غمغم بحنو 
_ صلى استخارة ياحبيبتي وفكري وردي عليا .. ولا إنتي مش موافقة أصلا من البداية 
هزت رأسها بالنفي وتمتمت بحياء بسيط 
_ هفكر واستخير ربنا يازين واقولك قراري إن شاء الله
ملس على كفها بلطف وهو يبتسم مهمهما 
_ إن شاء الله
اتجهت يسر إلى الباب بعد أن سمعت صوت رنين الجرس .. مسكت المقبض ووقفت لثواني قصيرة تبتسم بخبث ثم اخفت ابتسامتها بسرعة وفتحت الباب لتنظر له بسكون قبل أن يتحدث هو بريبة 
_ في إيه يايسر .. إنتي كويسة 
اماءت بالإيجاب وتجيبه زامة شفتيها للأمام 
_ إنت شايف إيه !!
_ امال ليه اتصلتي بيا وبتقوليلي اطلعلي فوق بسرعة !!
استندت بكتفها على جانب الباب وقالت مبتسمة في برود مقصود وبنظرات ملتذذة 
_ أصل أنا جعانة واكتشفت أن الأكلة اللي هعملها في مكونات ناقصة وكنت عايزاك تروح تجيبهم ليا
رفع حاجبه مستنكرا طلبها منه في هذا الوقت المتأخر 
_ دلوقتي !!!
اماءت برأسها وقد اتسعت ابتسامتها ولكنها اخفتها تدريجيا واعتدلت في وقفتها وهي تقول باستياء مزيف 
_ أه دلوقتي بس لو مش عايز خلاص مفيش مشكلة
همت بالاستدارة فقبض على ذراعها يستوقفها هاتفا 
_ خدي هنا استني هو أنا قولت حاجة .. قولي إيه اللي عايزاه يلا 
عادت ابتسامتها لشفتيها حيث اجابته باسمة وهي تملي عليه طلباتها التي تريدها .
لم تكن تريد شيء فكل شيء موجود لديها فقط فعلت ذلك كيدا فيه ولتستمتع ! .. ظلت بانتظاره لدقائق طويلة حتى عاد وحمل الطلبات ووضعها في المطبخ فقالت بخفوت 
_ شكرا
ثم بدأت في إخراج الطعام وبدأت في تحضير وجبة عشائها فرأته يقترب ليقف بجوارها ويهمس برقة تليق بصوته الرجولي 
_ مش محتاجة مساعدة 
هزت رأسها بالنفي وقالت في كامل الهدوء وهي مثبتة نظرها على الذي تفعله 
_ لا شكرا ياحسن امشي إنت خلاص
ضيق عيناه بتعجب واجابها بمرح
تم نسخ الرابط