رواية رائعة الفصول من 31-36
المحتويات
لم تتوقف عن الڼزيف وأشار للمشرفات على حالتها بالأنصراف..فنسحبوا للخارج واحدة تلو الأخرى..
ظل واقفا بمكانه يراقبها بحالة من الجمود.. ملامحه خالية من المشاعر.. سار نحو المقعد المجاور لفراشها وجلس عليه بإرهاق.. مال بجسده قليلا مستند بمرفقيه على ركبتيه يتأمل ملامحها للمرة الأولى بحياته متمتما بابتسامة حزينة..
مرحبا أمي.. نعم أنا هنا.. بجواركومازلت أناديك أمي.. فإذا نسيت أنت بيوم أنني إبنك.. فأنا لن أنسي أنك أمي وستظلي..
صمت فجأة حين داهمته رغبه قوية بالبكاء.. بكاء! يا الله يبدو أن جروحات روحه وقلبه غائرة..
نظر لها بنظرة يملؤها الألم والآسي..يسأل نفسه كيف يبدو عناقها! .. لم يتذكر انه عانقها أو فعلت هي العكس من قبل..
بماذا سيشعر إذا ضمته لها مرة واحدة فقط!..
يثق أنها لن تفعلها.. فهل يمكن أن ېختلس هو ضمھ منها أثناء نومها!..
يحتاج لضمتها بشدة فما يشعر به من ألالام الآن كافية بأن تسبب له أزمة قلبيه ويسقط قتيل على أثارها في الحال..
غافلا عن تلك الكاميرا التي تنقل كل ما يحدث بالغرفة لوالده الذي بدأ هو الأخر يبكي بنحيب بعدما تمزق قلبه لأشلاء حين أدرك حجم الخطأ الذي ارتكبه بحق وحيده..
جاهد للسيطرة على شهقاته التي ارتفع نشيجها ورفع سماعة الهاتف الموضوع أمامه على مكتبه الفخم.. تحدث بها بلهجه أمره..
أخبر قائد الطائرة أن يستعد الآن للإقلاع.. سأعود لمصر اليوم..
الفصل ال..
حالة من الذهول اعتلت ملامح إسراء الباكية وتوقفت عن البكاء للحظات حين رأت هاشم يدخل الجناح حامل خديجة على يديه..
شهقت إيمان بخجل وأسرعت بخفض رأسها لتخفي ابتسامتها هي الأخرى..
أما خديجة كانت بعالم أخر.. عالم لا يوجد به أحد سواها هي وهذا ال هاشم الذي حطم حصونها المنيعة وجعل قلبها ينبض نبضة غريبة عليه كليا ولكنها راقت لها كثيرا ..
لم يتخلى هاشم عن ملامحه الجادة.. الصارمة حتي وهو حاملها بين يديه بكل هذه اللهفهولكنه فشل في السيطرة على تلك الرجفة التي داهمت قلبه وجسده المتصلب عندما شعر بجسدها يتوسط صدره..
أنا هجيب الدكتورة حالا..
دكتورة ليه.. مالك يا ديجا!..
قالتها إسراء بنبرتها الباكية وهي تقترب منها حتي وقفت جوارها وبدأت تربت علي ظهرها بحنان بالغ ..
اطمني يا حبيبتي..دي حاجة بسيطة.. أنا بخير الحمد لله..
أردفت بها خديجة بصوتها الرقيق ومن ثم تابعت سريعا موجهه حديثها ل هاشم الذي يسير نحو الخارج بخطوات مسرعه..
مافيش داعي تجيب دكتورة.. أنا هبقي كويسه يا هاشم ..
هكذا أوقفته خديجة بصوت هامس يدل على شدة إحراجها..
أبتسم باتساع حين أستمع لحروف إسمه من بين شفتيها خاصة انه هو من طلب منها تناديه بأسمه بدون الألقاب ..أخفي ابتسامته سريعا والټفت ينظر لعينيها نظرة متفحصة وهو يقول بقلق خفي..
متأكدة يا خديجة!..
احتقن وجهها بحمرة قاتمة وحركت رأسها له بالايجاب مدمدمة..
اممم.. متأكدة..
نظرته لها.. خجلها..تلك الهمسات بين حديثهما جعلت إلهام تتنقل بنظرها بينهما بابتسامة متسعة وتتحدث بثقة قائله..
إحنا شكلنا هنبل الشربات قريب ولا أيه يا خديجة يا أختي ..
انتبه هاشم على حالته فتنحنح بحرج وسار للخارج بخطوات مهرولة وهو يقول..
عن إذنكم.. أنا برة لو احتاجوا اي حاجة..
انهي جملته واختفي عن أعينهم بغلق الباب خلفه..
ايه اللي حصل يا ديجا وفارس فين..
قالتها إسراء بصوت متحشرج بالبكاء..
تنهدت خديجة بتعب وهي تجيبها..
جريت وراه علشان الحقة رجلي اتلوت وملحقتوش..
هبطت إسراء على ركبتيها أمامها وهمت بأمساك قدمها لتفحصها.. فأسرعت خديجة بأبعادها..
وريني يا ديجا متتكسفيش مني ليكون رجلك حصلها حاجة..
دي حاجة بسيطة زي ما قولتلك.. أنا كويسة يا حبيبتي اطمني..
أردفت بها خديجةوهي تساعدها على النهوض وجذبتها تجلس بجوارها وتابعت بتساؤل..
احكيلي بقي ايه اللي حصل علشان فارس يزعل منك كل الزعل ده!..
هبطت دموع
متابعة القراءة