رواية رائعة الفصول من 31-36
الكبد والتقليل من قدرة خلاياه على التجدد.. وضعها أصبح يحتوي على العديد من المخاطر الصحية..
ارتعد قلب فارس من شدة فزعه وخوفه عليها بعدما رأي والده يبكي بكاء مرير لأجلها.. أيعقل أن يفقدها للأبد الآن بعدما عادت إليه برغبتها!!..
ألقى كل الأفكار المفزعة خلف ظهره وقرر الوجود معها أكبر قدر كاف.. وصل به الأمر لعدم النوم والراحة..طيلة الوقت يجلس على مقعد بجوار فراشها ممسك بيده المصحف الشريف يقرأ لها ما تيسر من القرآن بقلب خاشع وأعين دامعه.. لا يريد أن يغفو فيستيقظ على خبر مفزع يتمني قلبه عدم حدوثه..
يقف فارس أمام باب الحمام المغلق بوجهه يظهر عليه القلق ينتظر مارفيل التي تقوم الممرضات بمساعدتها على أخذ حمام دافء..
فتح الباب أخيرا وتحدثت إحدي الممرضات بإحترام قائله.. فارس باشا.. الهانم خلصت تقدر تتفضل..
ليهرول فارس نحوها ودلف لداخل الحمام بخطي مسرعة..
كانت مارفيل تجلس على حافة حوض الاستحمام.. حولها أكثر من فتاه يدعموها بالمسانده حتى لا تستسلم لتهاوي جسدها الضعيف الغير متزن وتسقط أرضا..
بابتسامة بشوشة اقترب منها وحيدها ومال عليها واضعا ذراعه حول ظهرها والأخر أسفل ركبتيها وقام بحملها بين يديه بمنتهي الخفه وسار بها للخارج مغمغما..
يا الله هيئته هو حاملها ټخطف القلوب.. ضئيله هي للغاية بين زراعيه القويتين كطفلة صغيرة يحملها والدها ليضعها بالفراش حتي تخلد للنوم.. من يرهما لن يصدق أنه يحمل والدته أبدا..
جلس بها على الفراش ووضعها بجواره بحرصوبدأ يجفف شعرها بحنو بمنشفة قطنية حتي انتهيوأمسك فرشاة الشعر الخاصة بها الموضوعة على طاولة بجوار الفراش وقام بتمشيط خصلاتها الناعمة بحنان بالغ..
معاملته لها واهتمامه بها أذابت الجليد الذي يغلف قلبها.. رفعت يدها بوهن وأمسكت يده وبهمس بالكاد يسمع قالت..
نظر لها فارس قليلا نظرة شفقة ممزوجة بعتاب.. وتنهد براحة وهو يجيب على سؤالها..
أنتي أمي.. شئت أم أبيت ستظلي أمي مهما فعلتي..
أمسك يدها الهزيلة بين كفيه وتابع بهدوء وتراوي..
أخبرتني زوجتي بشيء راق لي كثيرا.. أنها دوما تضع نفسها مكان اي شخص أخطأت بحقه لتستطيع رؤية رد فعله بنفسها وأنا يا أمي قد وضعت نفسي مكانك وسألت نفسي ماذا لو كنت فعلت بأبني كما فعلتي أنتي معي!.. ماذا سيكون رد فعله تجاهي.. أو بالأحرى ما هو رد الفعل الذي أتمني أن يفعله معي.. وجدت أنني أتمنى لو يستطيع أن يمنحني السماح.. فأنا والده بالأخير وهذا ما فعلته معك مارفيل دون معرفة أسبابك حتي.. أنتي أمي وأنا هنا بجوارك وسأظل حتي تتماثلين الشفاء..
حديثه الهين.. اللينوقلبه المملوء بالرحمة رأف بحالتها جعل حالة من الطمأنينة تجتاح أوصلها لم تشعر بها منذ زمن..قررت بتلك اللحظة أن تبوح له بكل ما تخفيه بين ثنايا روحها..
هل تعتقد أنني أعاني من عقدة أو ما شبة حتى يصل بي الأمر أن أقتلك بني! ..
حركت رأسها بالنفي وتابعت بأسف قائله..
سيخبرك والدك بكل تأكيد عن سبب ما فعلته بحقكودعني أنا أخبرك بشئ أهم.. فربما تكون نهايتي حان وقتها..
لا لا.. بقدرة الله أنتي ستكوني بخير.. كوني قوية مارفيل رجاءا..
كنت واثقة أنك ستكون بخير..
حتي عندما أخبروني أن القناص قد أصابك وأعلنو خبر وفاتك.. كنت على يقين أنك مازلت على قيد الحياة لأن قلبي لم يتوقف عن النبض يا بني..