رواية روعة جدا الفصول من 24-26
المستشفى....” اجابته بتلهف وخوف....
خبطت أنعام على صدرها بفزع....
“مستشفى ليه إيه إللي حصل.....”
“مش عارفه ياتيته أنا هطلع البس ولحقهم...”
صعدت سريعا لغرفتها ودموع تتجمع بمقلتيها خوفا
على صديقتها الحنونه....
“جيب العواقب سليم يارب.... أتصل يازهران بجواد
وشوف حصل إيه..”
امتعض وجه زهران وامتثل لاومر والدته على مضض
رفع الهاتف على أذنيه منتظر رد.. لكن دون جدوى
لا يوجد مجيب.....
“مش بيرد.....”
حكت لميس في عنقها بتوتر وهي توزع الأنظار بينهم
بتوتر وصمت كان غايتها الآن فهي إذا تحدثت ستتلعثم كعادتها أمام أنعامالتي ستشك في امرها
فورا.....
نزلت دموع أنعام پخوف وهي تتمتم بنحيب ....
“يبقى أكيد نسيه فوق..... استرها يارب يترى إيه إللي حصل دي كانت لسه سيباني أنا واسيل وكانت كويسه يترى حصلك إيه يابسمة يابنتي ....”
_____________________________________
“دوس بنزين ياسيف كمان......” هدر جواد به بقلة
صبر وهو يجلس على المقعد فالخلف محتضنها بقوة
ويدلك يدها بين يداه محاولا ايقاذها لكن بدون فائدة صامته ساكنة جسدها عبارة عن لوحة من الثلج....
“اكتر من كده المطور هيولع.... أصبر ياجواد قربنا نوصل....” أجابه سيف وهو يقود السيارة مركز على الطريق أمامه.....
نظر جواد إليها والى هذا السكون الذي لا يناسب عنادها وقوتها وتلك الروح المغامرة التي امتلكتها
لتقع أمامه ضحېة استخلصها له زوجه وحبيبه
لم يعترف بعشقه لها حتى الآن !....
“مش هتسبيني يابسمة فاهمه.... هتفضلي معايا...”
لن احررك لا في حياتك ولا في مماتك فانتي للعنه
وانا ملعۏن بها والتحرير صيغه لن نعترف بها !...
فاق من دوامته على صوت أخيه الممسك بالهاتف مزمجر بحدة فيه ....
“لا متجيش ياسيل..... بطلي عناد.... مش هقولك في أنهو مستشفى.... يابنتي الجو زفت وشكلها هتمطر
لا.... اسيل.......... أنا زفت... طب لم أشوف خلقتك اوريكي مين فينا إللي زفت يابنت الحسيني....” أغلق
سيف الهاتف پغضب وتمتم بدون ان يلاحظ أنه ليس
بمفرده....
“بتقولي زفت أنا زفت... بنت ال....” بلع باقي الكلمات بعد أن فاق على حمحمت جواد الحادة والمحذرة كذلك ليصمت بعدها بضيق......
أوقف السيارة... وخرج سريعا ليساعد شقيقه ليجده
قد حملها على ذراعه وتوجه بها الى داخل المشفى في لمح البصر... زفر بستياء ودلف وراه.....
بعد حوالي ثلاث ساعات من فحص بسمة قد ركب لها محليل طبية ومزالت فاقده للوعي......
خرج الطبيب من غرفة الكشف....
“بسمة عامل إيه دلوقتي يادكتور وفاقت ولا لسه..”
نظر الطبيب نظرة مبهمه قبل أن يسأله.....
“أنت جوزها مش كده....”
رد جواد بضيق.....
“ايوا جوزها... ممكن أعرف هي مالها.....”
“هتعرف دلوقت.... بس تعالى نتكلم في مكتبي....”
ذهب معه جواد وبالتالي لحق به سيف لكن اوقفه
الطبيب بجدية......
“معلشي ياستاذ.... بس أنا عايز أتكلم مع جوزها لوحدنا.....” شعر سيف بالحرج وتراجع للوراء مربت
على كتفه شقيقه بهدوء....
“تمام.... أبقى طمني ياجواد....” أومأ له جواد الذي رافق الطبيب ولعلامات الاستفهامية تتكاثر داخله
________________________________
خرجت اسيل من سيارتها وسارت باتجاه مدخل المشفى وهسقوط الأمطار يتكاثر بشدة فالمطر
يتزايد في الهبوط منذ ساعة.... نفضت ملابسها
الرقيقة التي تبللت قليلا من آثار الشتاء .....
اقبلت على سيف بلهفة...
“سيف..... بسمة عامله إيه دلوقتي....”
“بردك جيتي......لا وكمان خدتي الشتا على دماغك...”
حدثها بغيظ وڠضب....
“أيوا جيت أمال عايزني اسيب بسمة لوحدها كده... وبعدين شتا إيه إللي خدت على دماغي... دول خطوتين على موصلت لمبنى المستشفى....”
أخرج منديل قطني من جيبه ومسح كتفها بضيق...
“نقطتين يعمله كل ده....” نفض النقاط الماء من على شعرها بتلك المنشفة الصغيرة ومن ثم جفف شعرها...
“كفايه ياسيف أنت بتعمل إيه.....”
“اخرسي مش عايز اسمع صوتك.... شكلك عايز تبردي تاني وسخونيه وحقن....” زمجر بها بصوت صلب..
إبتسمت بنعومة على هذا الإهتمام المدغدغ لكيانها... لترد عليه بفتور...
“لا مش هبرد أنا كويسه اا...” توقفت لتبدأ بالعطس
بقوة....
هز رأسه بسأم....
“دا أخرت العند ولسان الطويل......” رفع حاجبه منتظر ردها.....
“هلى فكره أنا مغلطش فيك أنا بقولك بطل الاومر الزفت دي يعني اومرك زفت مش أنت.... ووسع بقه
عشان اطمن على بسمة.....” كادت أن تتخطاه لكنه
عرقل طريقها وهو يخلع معطفه ليضعه على منكبيها
قائلا بأمر منهي النقاش...
“البسي الجاكت كويس وقفليه حلو.... ع... عشان متبرديش......”
نظرت له بحرج لتتحدث بخجل....
“طب وأنت ياسيف.....”
“أنا مرتاح كده... البسي بس الجاكت عدل....” أجابه بهدوء ليتابع قائلا....
“روحي اطمني على بسمة وقعدي معها لحد ماجواد