رواية روعة جدا الفصول من 24-26

موقع أيام نيوز

والوقفة 

في المطبخ تسكب القهوة الساخنة بالفنجان بوجها

يسري بها الشحوب وتوتر بوضوح.....

“انتي كويسه ياست بسمة....”وضعت شادية يدها على كتف بسمة التي انتفضت بفزع....

“شادية..... في حآجه....”

“لمؤاخذه ياست بسمة خديتك بس أنا بكلامك من بدري وانتي مش بتردي عليه....”

حمحمت بسمة بحرج لتجيبها بفتور.....

“معلشي كنت سرحانه شوية....عايزه حآجه مني...”

“تسلمي ياست هانم...أنا بس كنت بشوفك عايز مساعده ولا حآجه...”ابتسمت بسمة مجاملة إياها بلطف....

“عايزه سلامتك ياشادية...دا فنجان قهوة مش مستاهل يعني.....”وضعت الفنجان على صنية لامعة

وتناولتها بين يدها لتبدأ بالخروج قائلة بود...

“شكرا ياشادية عطلتك معايا...كملي شغلك أنتي...”

اماءت لها شادية وهي تبتسم بحرج لتكمل ماكانت تفعله قبل ان تولج عليها بسمة.....

عضت بسمة على شفتيها بتردد وهي تنظر بعسليتان

متوترتان نحو غرفة مكتب زهران تحسست جهاز التصنت في جيب بنطالها لتتاكد من وجوده معها....

“يارب استرها....”همست داخلها وهي تولج لمكتب 

زهران بعد الاستأذان منه.....

في المكتب.....

رفع زهران عيناه على الطارق إليه...وجدها تسير باتجاهه وتمسك بين يداها صنية عليها فنجان من القهوة رفع حاجبه بأستغراب فمن يوم أن تزوجت

تلك الفتاة من أبن أخيه لم تاتي يوما الى هنا او حتى تتعامل معها مباشرة بالحديث مثلما تفعل مع جميع

من بالبيت....

“أنا آسفه إني عطلت حضرتك بس انا شوفتك مشغول فقولت أعملك فنجان قهوة من ايدي وهوه

اتعرف على حضرتك أكتر بما أنك يعني مش بتوجهلي اي كلام وحسى كده إنك مش حببني نهائي

معاكم.....”تحدثت بلباقه وثبات تمثيلي بارعا....

هز زهران رأسه باقتضاب ومن ثم تحدث بابتسامة

مجاملة لا تمس الود او الحب بصله....

“ليه بتقولي كده يعني هي مشاغل مش اكتر....اقعدي وقفه ليه....”أشار لها بيده لتجلس بهدوء وقلبها يرجف من ماستفعله الآن في الخفى .....

“شكرا على القهوه تعبتك معايا.....”حدثها بوقار وشموخ يمتاز به.....

بلعت مابحلقها بهدوء لتبتسم ببساطة قائلة بمزاح...

“لا شكر ولا حاجه.....بس اشربها الأول وقولي رأيك

فيها.....”اخرجت الجهاز من جيبها بدون أن يلاحظ

أومأ لها زهران وهو يمسك الفنجان ويحتسي منه مبعد بصره لعدة ثواني عنها....استغلت تلك الثواني 

بوضع هذا الجهاز الصغير بالقرب من حافة المكتب

ولكن من الأسفل......

“قوليلي بقه جواد عامل معاكي إيه.....”تساءل زهران 

بفضول ولؤم.....

رفعت يدها واسندتها على المكتب وهي تجيبه ببساطة.....

“جواد....الحمدلله مرتاحين مع بعض اوي....”

عقد زهران حاجبيه باستغراب وضيق كذلك ليحاول السيطرة على مشاعر الكره نحوها مبتسم بعدها بحنان مصطنع....

“ربنا يسعدكم أنتو تستهلو كل خير..... وبذات أنتي يابسمة....”آخر كلمتين خرجوا من من بين أسنانه المطبق عليهم بغل.....تقوس فم بسمة بسخرية ولكن سيطرة على ازداءها منه وهي تقول.....

“شكرا على كل حاجه يازهران بيه.....”

مسك زهران القلم بين يداه بعدم فهم متسائلا بتريث...

“بتشكريني.....بتشكريني على إيه......”

“على جوازي من جواد هيكون على إيه يعني....”

أومأ لها باقتضاب...صدح هاتف بسمة برسالة قصيرة

وحين فتحتها كان محتواها....

كله تمام يابسمة الجهاز أشتغل... حذفت الرسالة

سريعا ونظرت الى زهران مستأذنه منه بحرج....

“طب بعد إذنك يازهران بيه اصل دعاء بعتت رساله 

ولازم اكلمها أطمن عليها .... أكيد هنكمل كلامنا تاني....”

هز رأسه بتفهم ليعود بعيناه للأوراق أمامه.....

سارت وقدماها ترتجف خوفا وحمدا كذلك من إنتهى تلك المهمه المهيبة بنسبة لها..... 

فاقت من شرودها على اصطدم جسدها بشيء صلب رفعت عسليتاها بلا اهداف كي تجد بعدها جواد 

أمامها ويبدو انه كأن دلف للمكتب لكن جسدها عرقل

سيره..... 

“حسبي يابسمة....” مسك ذراعها ليستندها حتى لا تفقد توازنه من هذا الارتطام المباغت لكليمها .... انتصب جسدها بالوقوف أمامه.... 

“جواد..... معلشي مخدتش بالي منك....”

“مالك وشك أصفر كده ليه....”

هزت رأسها سريعا..... 

“لا.. لا مفيش حاجه أنا بس قلقنه على دعاء فاهروح اكلمها وطمن عليها....”

نظر جواد خلفه ليجد زهران يتابع الموقف بعينان ثاقبة وهو يجلس على مكتبه بغرور....

“انتي كنتي بتعملي إيه هنا....” تسائلا بشك وعيناه 

تتفقد ملامحها المبهمة....

“اا...كنت جايبه فنجان قهوة لعمك و....”

قاطعها بصوت رخيم وعينان ضاقت بشك يتزايد...

“قهوة وده من أمته ان شاءلله....”

“يعني إيه مش فاهمه....”

“يعني من أمته بتدخلي قهوة المكتب هنا....مش شايفه أنها جديده عليكي....”

“ولا جديده ولا حاجه الموضوع طبيعي مش مستاهل كلامك ده كله....وبعد إذنك بقه عشان

عايزه اتصل بدعاء وطمن عليها....”هربت من أمامه

بعد تلك الكلمات الخارجة بصعوبة من حلقها الذي

تشعر أن الخۏف وما توجهه في هذا البيت يكاد يقطع أطرافها الصوتية.....

رفع حاجباه بعد اختفاءها من أمامه وهذا التوتر الجلي عليهآ.....

“ تعالي ياجواد وقولي

تم نسخ الرابط