رواية روعة جدا الفصول من 24-26
حاجه ولو بسيطه مش هيحصل طيب....”
“وليه دا كله....وبعدين أنت بتامرني كمان اكلم مين ومكلمش مين....”ردت معقبة بتمرد أنثى....
هدر پغضب هائل أمام وجهها....
“ آآه بامرك وده حقي لأني جوزك وانتي مراتي...
ولا ناسيه جوزنا ياهانم “
“ ده مش جواز ده سجن ومدى الحياة كمان...”ذهبت
من أمامه ليجذبها عنوة من معصمها لتقف أمامه مره
آخرى.....
“لم أبقى بكلامك تقفي تكلميني مش ترمي الكلام في وشي وتسبيني وتمشي....”
“سيبي أيدي ياجواد...وبعدين أنا خلصت كلامي ومفيش حآجه تانيه أقدر ارد بيها على مرضك ده...”
تلاقت عسليتاها بعينيه اللتين يكاد يخرج منهم
للهيب نيرانهم المحترق...
“مرضي....يعني أنا بقيت مريض لمجرد اني بمنعك تتعاملي مع الحرباية إللي تحت دي...”تشدق بسخرية.....
هتفت باستهجان وعناد...
“أنا مش صغيره وقدر اميز الۏحش من الحلو وكمان أنا بعرف احمي نفسي كويس اوي من الحربيات اللي بتكلم عنهم ...”
ضحك ساخر ليهتف بخفوت ....
“طب أنا هضفلك معلومتين صغيرين يمكن ينفعوكي ....الأڈى بيجي في الخفى.....وثقه الزايده مش بتعظم صاحبها لا دي بتعيشه مغفل وبيموت اهطل....وصلت ياقطة.....”
تركها ذاهبا الى غرفة تغير الملابس ألتفت لها قبل ان يولج لداخل....
“وعلى فكره نصيحه اخيرة بلاش تعرضيني وحاولي
تتخلي عن حضرة المحامية إللي جواكي دي شوية وتركزي في أن إللي بيكلمك ده جوزك مش معارض
واقف اقصادك في المحكمة....”رماها بنظرة معاتبه
لا تخلو من الثبات والقوة....
زفرت پغضب احتلها من فوز حديثه عليها في كل مره تعارض شيئا يريده منها !...
نظرت الى الفراش لتتفقد حقيبتها لتتذكر أنها قد تركتها عل الأرجوحة بجوارها....
اسرعت الخطى لذهاب لاخذها فهي تحتوي على جهاز التصنت الصغير.....
____________________________________
احضرت حقيبتها وتفقدت محتوايها لتجدها مثلما تركتها حتى لميس كانت غير متواجده في الحديقة من المؤكد أنها ذهبت سريعا الى غرفتها فور ذهابها
مع جواد.....
كادت ان تصعد إدراج السلم المؤدي لغرفة نومها لكن تعرقلت عن السير حين سمعت سعال حاد من غرفة الجلوس وصوت ليس غريبا عليها كان صوت
أنعام تلك العجوزة التي مزالت علاقتهم حديثة التغيير منذ الصباح....
ولجت لغرفة الجلوس كي ترى مشهد أنعام المريع
تسعل بحدة وجهها المجعد شاحب وكان الهواء قد انقطع من حولها.....
تصلبت اقدام بسمة للحظة ولكن سرعان ما سيطرة على صډمتها واقتربت منها....
“ماما انعام مالك....”
“م.... مش ق..... قادره.........اخد ن نفسي آآه الحقيني....”تحدثت بصعوبة واضحة إصابة بسمة
بزعر عليها...
“طب اعدلي وضعيتك أكتر بصي اقعدي على طرف الكرسي ورفعي رأسك شويه لفوق وحولي تتنفسي
براحه وبانتظام وسترخي شوية....”ساعدتها بسمة
في تلك الأشياء وتمثلت أنعام لحديثها بوجها يكاد
يشابه الأموات بشحوبه....
بعد مرور ربع ساعة من تلك الاسعفات الأولية لحالة
ضيق التنفس تلك هدأ جسد انعام وبدأ بالاسترخاء
والاستنشاق بشكل طبيعي.....
“الحمدلله كده بقيتي أحسن....بس لازم تروحي تكشفي لحسان تكون أعراض ربو ولا حاجة...يعني ربنا يستر ويبعد عنك اي شړ بس لازم تطمني على نفسك برده ....”جلست بسمة بجانبها على مقعدا
ما....
نظرت لها انعام بامتنان وحزن....وحدثتها بتوسل....
“سامحيني يابسمة يابنتي....”
هزت بسمة رأسها بعدم فهم لتضع يدها على يد أنعام الموضوعة على ذراع المقعد...
“اسامحك على إيه ياماما أنعام...يعني أنتي عملتي إيه يعني...”
“عملت كتير كفايه اني اھانتك واسأت ليكي من اول يوم اتجوزتي فيها حفيدي...كفايه اني ظنيت فيكي
بسوء وفتكرتك إنك طمعانه فينا وان الجوازه بنسبالك مصلحه مش اكتر....”
لم تحزن بسمة من سرد تفصيل انعام لها وعن هذا الإطار الذي وضعتها به منذ ان رأتها او من الممكن ان يكون قبل أن تراها حكمت عليها بالمستوى الإجتماعي قبل ان تحكم عليها هي نفسها ذاتها لن تلومها فلم تلوم ظنون البشر أليس الظن شيء فطري فالبشر منا من يصنفها بالخير وتفاؤل ومنا من يصنفها بالشړ وسوء الظن بالله قبل العبد !....
“وإيه إللي غير فكرتك عني....”تساءلت بسمة بابتسامة هادئة صافية تحكي بها أن الأمر أبسط
من كل تلك الضغوطات التي تشعر بها أنعام الآن
أمامها...
“يعني إللي انتي عملتيه دلوقتي....والفترة إللي عشتيها معانا شوفتك بنت بسيطة محترمة قلبك
أبيض يمكن متصدفتش معاكي كتير لكن كانت دايما
عيني عليكي قربك من اسيل وصحوبيه الحلوه إللي
بينكم طمنتني أكتر وحسيت أن ممكن أكون ظلمتك
وحكمت عليكي غلط.... كمان قلة حبك للفلوس يعني انا ملاحظه إنك مزالتي شغاله في مكتبك ومتمسكه
بشغلك فيه مع إنك كان ممكن بابسط طريقه تطلبي
من جواد يشتريلك مكتب بأسمك