رواية روعة جدا الفصول من 24-26
البارت الرابع والعشرون
فاقد الشيء لا يعطيه!
كان يظن ان مشاعر الحب داخله قد دفنت معها او محيت مع مرور السنوات كأن ظن مائع غير متوازن مع طبيعتنا المتقلبة غير متوازن مع قلب قد جفل عن الحب عمدان ليكتشف مع الوقت أنه
عاشقا لأحدهم حواء جميلة ناعمة رقيقة مچنونة
تصيب قلبه ورجولته بمشاعر قد فقدها داخله منذ سنوات عديدة وللحق مشاعره معها بطعم مختلف يختلف عن الحب الأول هل حبها عشقا عشق آتى بعد النضوج ليشعر بمذاق مرارته قبل أن ينغمس بحلاوة جنونة....
دلف الى تلك الورشة الصغيرة بدون أن يطرق الباب فهو تعمد رأيتها وهي ترسم بصمت اختلس
النظر لها ببنيتيه متفقدها بعينتين مسبلتين طال
النظر عليها وعيناه ترصد أبسط حركة تصدر
منها...
تنهدت بعمق وهي تشخبط بلا أهداف بألوان عديدة على تلك اللوحة البيضاء.... شعرت باحتلال أحدهم خلوتها وعطر رجولي تحفظها على ظهر قلبها..... رفعت عينيها بتيقن على إطار باب الغرفة
لتجد سيف أمامها مطولا النظر بها....
تبادلا النظرات لبرهة قبل أن تتحشرج بصوتها بحرج....
“سيف.... انت هنا من أمته....” نهضت لتقف معطية مسافة ليست بقليلة بينها وبينه....
أغلق الباب وقترب منها مقبل عليها بقامة طوله الذي تشعرها بحجمها الضئيل أمامه....
“مبقليش كتير..... وحشتيني....” لمعة بنيتاه بالحب....
أبعدت رأسها عنه بارتباك جالسة على مقعدها الخشبي لتكمل ما كانت تفعله بصمت....
زفر سيف بضيق من طريقتها الجديدة معه....
“شكلي معطلك....” وقف خلفها وبدات أنفاسه
بالاسراع معلنة عن غضبه...
اجابته بالامبالاة....
“بصراحة آآه يعني أنا مش فاضيه وورايا كذا حاجه و.... ها..... سيف بتعمل إيه...” شهقت پصدمة بعد ان سحبها بقوة عن مقعدها عنوة
مصطدمة بعدها بصدره من مباغتة حركته الغير
متوقعه منه.....
“اي طريق دي ياسيف ف...”
“البنت إللي شوفتيها على الاب توب دي كانت حبيبتي بس هي ماټت من زمان اوي....” قاطعها
بتلك الكلمات الذي تخرج من بين شفتيه بتردد...
بلعت مابحلقها ولا تعرف بماذا تجيب الآن وما الانسب لهذا الموقف...
“مش هتردي عليا مش هتقولي أي حآجه...”
نظرت لبنيتيه الامعة بالحزن والحيرة كذلك....
“معنديش رد ....”
“يعني إيه معندكيش رد....”
“يعني دي حياتك الشخصية وأنت حر....” ابتعدت
عنه لتخفي عشقا يتربع في حدقتاها السوداء....
“بعدك عني ياسيل بيفسر عكس إللي بتوصليه ليه دلوقت ...”
“وتبريرك لصورة حبيبتك بأنها عايشه او مېته بيعكس ادعاءات الأخوه إللي بينا هو مش أنا أختك برده ولا إيه.....” اجابته بسؤال مماثل له يصحبه إبتسامة متهكمة....
زفر بقوة وكأنه يعارك أحدهم....
“لا مش أختي... انتي ...أنتي بنت عمتي...”
نظرت له بعناد....
“بنت عمتك يعني مختلفناش أختك الصغيرة برده....”
“كفايه يأسيل وبلاش تضغط عليه اكترمن كده ....” اولاها ظهره بحنق...
إبتسمت باستهزء....
“بالعكس أنا مش بضغط عليك أنا بفكرك
بكلامك..تقدر تفهمني بقه أنت جاي هنا ليه... “
الټفت لها ونظر لعيونها السوداء مطولا بتمعن قبل أن يقول بكذب....
“جيت أطمن عليكي....”
“شكرا فيك الخير يابن خالي....”بدأت باشغال ذهنها وعينيها بالعبث في درجا من إدراج مكتبها الصغير.....
“ اسيل.... “همهمت برد عليه وهي توليه ظهرها....
“ تحبي نخرج النهاردة.... “
“لا شكرا.....”
“يعني إيه هنفضل في دايره دي كتير....”تساءل بسأم....
“مفيش حاجه ياسيف بس أنا مشغوله شويه...”
صمت الإثنين لبرهة قبل أن تلتفت له اسيل تسأله
بحرج....
“قولي ياسيف هو طبيعي الراجل يفضل وافي كده لحبيبته حتى بعد ماتموت....”
تلاقت عينيهما بصراع قاسې مابين حزن وأسى وحيرة واعتذار....
“على حسب الشخص...وعلى حسب قوة حبهم لبعض.....”
جلست على المقعد الخشبي وتساءلت بصوت حزين....
“يعني أكيد كنت بتحبها أوي....”
جلس على مقعدا مقابل لها ليمسك كف يدها بين يداه وغير مجرى الحديث بتوسل ...
“اسيل بلاش نتكلم في الموضوع ده....”
تحدثت بثبات مصتنع....
“وليه بلاش مش بتحبها....”
“بحبها بس كمان عارف إنك بتحبيني....” وضع كف يده على وجهها بحنان ليمسح عبرات نزلت من مقلتاها عقب إنتهى جملته....
“أنت فاهم غلط ...” نهضت من أمامه ليقف في لحظه ممسك بيداها مقربها منه ليرتاح رأسها على صدره محاوط خصرها بيداه بقوة عانقهما الأول
يعتليه مشاعر غريبة متناقدة داخل كلاهما...
شخص يرى ضعفه خېانه في حق حبيبته الراحلة !....
وشخص يرى صمته مهانة لكرامته من حب ميؤوس منه.....
“صدقيني ياسيل أنا ضايع من زمان أوي ومش عارف ليه بلاقي نفسي معاكي... مش عارف انساها
ولا عارف أعترف بحقيقة مشاعري ناحيتك لا عارف أبعد عنك ولا عارف أقرب منك....