رواية روعة جدا الفصول من 18-20
تفصيلها وجهها جسدها الذي يثير جنونه من نظرة واحده له.... شعرها الأسود الطويل المتناغم على ظهرها بدلل
عينيها واهات منهم ومن كهرمانهم الخالص.....
“ جواد.... أنت هنا من أمته.... “
توقفت الكلمات بعقله بعد نداها المرتبك ونظرات الارتياب الموجها له بسبب ظهروه المفاجئ أمامها
وكذلك نظرت عيناه المثبت عليها كانت غريبة
ولم تعرف لها تفسير.....
بلع مابحلقه وحاول التريث برهة ومن ثم تقوس فمه
قليلا وهو يسألها بتلقائية عادية .....
“حضرتي الأكل.....”
“آآه جاهز.... يلا قبل مايبرد....”
قالت حديثها وهي تعدل وضعية الأواني الزجاجية
لتهرب من عيناه الشهونية ....
جلس على المقعد وعقد حاجبيه بانزعاج محدج بها ينتظر جلوسها ......
“مش ناوي تأكلي ولا هتفضلي وقفه.....”
كان يجلس على راس الطاوله وجلست بسمة علي يمينه وهي تضع الطعام في طبقه وكذلك طبقها
بدأ جواد بتناول الطعام بهدوء وعقله يعيد حديث عيسى وانقاذ بسمة له وهو فاقد القدرة على الشعور بما يحدث حوله .....
كانت تقلب في طعامها بحرج... لم تفقد الشهي فهي
تتدهور جوعا لكن خفقات قلبها ورجفت جسدها بالقرب منه تذكرها بذاك الإحساس وهي في
احضانه منذ دقائق !....
تحرك المقعد الجالسة عليه باتجاه جواد أي أمام وجهه مباشرة تكاد لا تفصلهم الا شعره واحده
توترت وهي تنظر ليده الذي تمسك بمقعدها الخشبي.....
“سرحانه في إيه.....”
“لا م.... مش سرحانه مفيش حاجة...” تلعثمت وهي
تجيب بنفس ذات التردد.....
“لو مش سرحانه ومفيش حاجة مش بتكلي ليه...”
رطبت شفتيها أمام وجهه بعفوية وهي تقول بكذب..
“بالعكس أنا باكل و......”
“أفتحي بؤقك...”
“ها....” فغرت شفتيها بعدم فهم ليحتل فمها قطعة من اللحم.... أغلقت فمها بحرج وهي تمضغ الطعام
على مضض....
وضع جواد قطعة من اللحم في فمه امضغها بتأني
وقال بهدوء....
“تسلم إيدك يافراولتي على الأكل...”
لم تعقب على حديثه ولا للقبها بثمرة الفراولة
فهي تعلم مغزى هذا الإسم !.....
“يلا أفتحي بؤقك....”
“جواد خلاص أنا هاكل لوحدي....”
“متأكده....”
“أيوه.... كل انت عشان العلاج إللي بتاخده....”
كادت أن تبعد بمقعدها عنه قليلا.....
“بتعملي إيه كلي وأنتي قعده في مكانك....”
مسك ذراعها بهدوء ممانع ابتعادها ولو
لسنتيمترات عنه.....
“إزاي هعرف اكل وأنا لزق فيك بشكل ده.....”
“خلاص أنا هاكلك....”
اغمضت عينيها بحزن وتاففت بانزعاج وهي تحاول الا ټنهار أمامه مما يدور الآن في خلدها.....
“مالك يابسمة أنتي تعبانه.....”وضع يده على عنقها
متفحصها بقلق صادق.....
“كفاية ياجواد مش قادره....”قفزة في جلستها مبتعده عنه بقوة ذهلته......
خطات عدة خطوات بعصبية.....
“بسمة استني......”
وقفت تنتظر باقية حديثه....أقترب منها بهدوء....مسك معصمها واخذ خطوة الى الإمام.....حدج بعينيها العسليتان وهو يسألها بتأني وتفحص شديد....
“مالك يابسمة....واي معنى كفاية دي كمان...”
برغم من ضعفها أمام مشاعر الحب بقربه...اجابته
بصوت حازم.....
“أنت عارف كويس أنا أقصد إيه ياجواد....”
اطرق وجهه قليلا للأرض بحيرة وتريث برهة
وأحاط كتفها بيداه وهو يرفع عيناه عليها قال
بصعوبة.....
“أنا عايزك يابسمة.....”
نظرت له لعدة ثواني قبل أن تضحك بتهكم وعدم تصديق.....
“عايزني عايزني إزاي.......عايز تعمل معايا علاقه وبعدين نطلق بعد فترة....”
“الموضوع مش موضوع جسم وسرير..... يابسمة أنا عمري ماشوفتك كده غير لما حسيت إني....”
صمت بتوتر وهو يبعد عيناه عن مرمى ابصارها
الثاقبة عليه.....
“لم حسيت إني بتجاوب معاك ومش ممانعه...
صح..”فهمت صمته وتوترها بشكل خاطئ وكلماتها
كانت تلفظها في وجهه بعصبية وتسرع.....
“ هو ده إللي قدرتي تفهميه من سكوتي إني عايزك
شوية وبعدين اطلقك..... “
“أمال سكوتك معنى إيه جاوبني أنت....”
“مش هقدر....”
هتفت بسخط أمام رفضه....
“لدرجادى صعب تقول إللي جواك....”
“اصعب من ماتتخيلي......”
وضع يده على وجهها بحنان اقشعر بدنها من لمسة واحده منه ......
“بسمة..... أنا عارف إني صعب وصعب أقول إللي جوايا ويمكن تحللي ده غلط.... بس أنا بجد عايزك
جمبي وبلاش تطلبي مني سبب أكتر من كده عشان تفضلي معايا...”
نظرت له وهي تهتف باستنكار....
“بس العكس صحيح... أنت إللي مش عايزني معاك
مش أنا....”
وضع كف يده الآخر على وجنتها الأخرى وقرب وجهها أكثر منه ليميل برأسه عليها لفرق الطول
بينهم قبلها قبلة سطحية على شفتيها وقال
بصوت اجش.....
“أنا عايزك دايما معايا.....”
“يعني إيه ....”
قبلها من قمة راسها وهو يقول بصوت حاني....
“يعني مش هاحررك بسهولة الا بقه لو أنتي إللي
طلبتي ده مني.....”
ابتسمت بسعادة وضعف فقد أضاء قلبها بحب المراهقة قبل الشباب..... رمت نفسها في احضانه
بتنهيدة حارة بالاشواق وهي تبوح بمشاعرها
بصدق....
“وأنا عمري ماهبعد عنك ولا