رواية روعة جدا الفصول من 18-20
ميلجأ لسلاح ...”
“يلجأ لسلاح ويحمي نفسه....كلامك غريب يابسمة
وكأننا في غابه انتي ناسيه ان البلد فيها قانون....”
“مش كاننا احنا فعلا في غابه....” قالت جملتها وهي
تفتح باب الشقة خارجه منه تحت انظار دعاء المصډومة من حديث شقيقتها الصغرة الذي يشوبه
الغموض وكثرة الشك بأمر تلك الزيجة.....
ترجلت بسمة من سيارة الاجرة وهي تطلع بعينيها متفقدت المكان حولها بتركيز ...
حي شعبي بسيط أقل مستوى من المكان الذي تقطن به مع عائلتها الصغيرة.......
“لو سمحت ياحاج....”نظرت بسمة الى الرجل الكبير ذو الحية البيضاء الذي وقف ونظر لها بتحفز مخفض
بصره في الأرض وهو يقول....
“ايوا يابنتي في حاجه بتسالي على حد....”
اومات له بهدوء وقالت بنبرة عادية....
“آآه كنت بسأل على بيت ع عوض شحاته متعرفش القيه فين....”
اكفهر وجه الرجل وتافف بانزعاج قائلا....
“عوض....آآه بيته تاني شارع هيقبلك أول بيت على إيدك اليمين......سلام عليكم “ذهب الرجل من أمامها
بضيق وانزعاج واضح وبدأ بالاستغفار بكثرة والتوحيد بالله......
زفرت بسمة بتردد من إكمال سيرها لمنزل
عوض شحاتهإلا أنها اصرت داخلها على الخوض
في هذا الظلام وكشف أسرار مزالت تجهلها....
صاحبة أكبر روح مغامرة !....
لقبها جواد بهذا الإسم حين رآها لأول مره ولعدة مرات أخبرها أنها لديها شجاعة مفرطه و روح
مغامرة تعلم أنها عاشقة للمغامراة ولتغيير من حولها
لكن تلك المرة الاولى التي تشعر أن خوض هذه المغامرة ليس هين وصعب الاستهانة به يجب أن تكون حظره أكثر....
اطرقت على باب خشبي متهالك فتحت لها بعد ثوان
سيدة في منتصف الأربعينيات ترتدي عباءة سوداء
ووشاح اشود فضفاض وجهها حزين بأس مجعد ليس
سن بل هما !....
“ سلام عليكم.... انتي الست إحسان مرات عوض شحاته.... “
اومات لها السيدة بعلامات جامدة....
“أيوه أنا انتي مين....”
إبتسمت بسمة ابتسامة مجاملة هادئة وقالت...
“أنا بسمة محمد الرفاعي محامية....”
اومات لها السيدة وقالت بستحياء...
“اتفضلي ياستاذ بسمة....”
دلفت بسمة باقدام متخبطة بهذا المنزل البسيط صغير المساحة ذو حوائط يحتلها شروخ عميقة فرش بسيط قديم منهمك تتناثر عليه هبات الزمن بقسۏتها ! ....
“اتفضلي... معلش المكان مش قد المقام....” قالت إحسان جملتها بحرج وعدلت من موضع وشاحها الأسود قائلة....
“تحبي أعملك حاجة تشربيها....”
قالت بسمة سريعا بنفي....
“ملوش لزوم ياست إحسان أنا كنت عايزه حضرتك في موضوع مهم.....”
ابتسمت إحسان بسخرية...
“حضرتي قوليلي يإحسان او يام شروق إللي
يعجبك...وبعدين انتي ډخلتي بيتي يبقى لازم تاخدي ضيفتك استني هعملك كوبية شاي هتحلفي بيها طول عمرك.......”اجبرت نفسها على ابتسامة رقيقة تكون الرد على بساطة تلك السيدة التي
مع العلم يظهر عليها الحزن والحمل الثقيل وكأن
بعض الوجوه كفيلة بسرد قصتها من عبر قسمات وجهها وليس فقط من محور عينيها !....
دلفت السيدة للمطبخ الصغير لعمل المشروب الساخن.....بدأت بسمة بتفقد المنزل بعينيها ليشد
تراقبها أطار صورة عائلية معلق على الحائط تجمع رجل كبير ذو لحية بيضاء ملامح بشوشة نقية كأن ممسك بيد فتاة صغيرة في سن الرابع عشر تقريبا وفتاة آخره تكبرها بعدة سنوات قليلة بجانب الفتاة الكبيرة سيدة بسيطة الملامح تبتسم بعذوبة وحنان لم تحتاج لتتعرف أكثر تلك هي إحسانوزوجها
عوض شحاته الذي دلف لسجن بدلا من جواد بعد أن أعترف انه مدبر الحاډث....
“ ده عوض جوزي والكبيره دي شروق بنتي والصغيرة دي شمس بنتي.... “اخرجت اسم بنتها الصغرة بصعوبة وحزن....
التفتت لها بسمة بحرج وقالت...
“ ربنا يحفظهم..... “
لم ترد عليها إحسان بل جلست وسألتها بهدوء...
“خير ياستاذة بسمة موضوع إيه إللي عيزاني فيه....”
تنحنحت بسمة قبل أن تقول ....
“كنت عايزه اترافع في قضية جوزك
عوض شحاته....”
“تترفعي....إزاي دي القضية اتحكم فيها من خمس سنين وعوض بقله أكتر من خمس سنين بيقضي
الحكم ....”
“بيقضي حكم مؤبد الچريمة إللي معملهاش...”كانت تود بسمة فتح الحديث بأي طريقة وتلك الطريقة
كانت الاسهل!....
اتسعت أعين إحسان بزهول وقالت بنبرة مرتجفة خائفه....
“انا معرفش انتي بتكلمي عن إيه بظبط.....”
نظرت بسمة نحو أطار صورة لفتاة صغيرة في عمر الأربعة عشر عاما وهي نفس ذات الفتاة التي في الإطار العائلي لكنها في تلك الإطار وحدها موضع على صورتها شريط أسود.....
اشارت بسمة على صورة وقالت بدون تردد...
“واضح إنك مخسرتيش عوض وشمس بنتك بس دا انتي كمان خسړتي نفسك وضميرك....”
نهضت إحسان بحدة وقالت بعصبية....
“انتي