رواية روعة قوية الفصول من الثامن عشر للثاني وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
قد ضعفت نظرت الفراغ وقالت
يوسف ابني فينك يا جلب أمك كنت مهتخلنيش اشتغل ومريحني عارفة إنك هتزعل على اللي بجينا فيه
تسعر نحيبها وهي تتابع بنبرة تفطر القلوب
أبوك ماټ تعالى
ثم وجهت بصرها للأعلى مستنجدة بالقدير ليرحم ضعفها وقلة حيلتها تابعت بمناجاة
خدني آني كمان وارحمني زيه أنا مهستحملش _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _!!
تضع الأطباق على المائدة مدركة نظراته التي يستلبها نحوها لم تكن بمفردها التي لاحظت كانت قسمت لهما بالمرصاد وتتابع بمكر ملأ غزل غيرة لا تعرف سببها حين مالت عليه زوجته الفظة وتتدلل عليه ثم تأففت في نفسها لترحل _ _ _
ابتسم مراد حين استشف غيرتها تلك قالت هدير وهي تتأبط ذراعه بعشق
اكتفى بتزيف بسمة صغيرة لها تدخل ماهر قائلا بسخط داخلي
مش قدامنا يا هدير باين مراد مكسوف يقولك كلمتين حلوين قدامنا!!
هيئة مراد الجافة اعربت عن اجباره للزواج منها رد عليه بنفور مكبوت
أيوة زي ما قولت كده
ثم ابعد يد هدير التي تكبله خاطبها بجمود وهو ينهض
نهضت هي الأخرى قائلة باعتراض
لسه مفطرتش يا مراد أنا عملت حاجة ضايقتك
ظهر امتعاض سميحة مما يفعله مع ابنتها بينما اتسعت بسمة قسمت مما يحدث رد عليها بمحبة مصطنعة
لا يا حبيبتي هو الشغل اللي بيضايقني
ليقصي حزنها طبع قبلة على خدها جعلتها تبتسم بتهلل خاطبته بمودة
هنخرج نتعشى سوا النهار ده
طيب اللي تشوفيه
أحبت هدير نبرته العطوفة معها عفويا قامت بمعانقته وهي تشرأب بقدميها كي تصل لمستواه بالكاد وقالت
هستناك
احرجته بحركاتها الجهولة ثم ابعدها قال متنحنحا
يلا أشوفك بليل
لم يمهلها الفرصة لتقول المزيد حيث تحرك سريعا في طريقه اصطدم ب غزل التي تحمل الطبق متعمدا بعجالة همس لها
ثم اكمل سيره تاركا إياه خلفه مشدوهة ومضطربة تابعت تحركها نحوهم راسمة للثبات ثم شرعت في وضع الطبق حدثت سميحة ابنتها باطلاع
هدير اللي بتعمليه ده يكون بينك وبين مراد هو جوزك بس كده غلط احرجتيه
ردت بلا مبالاة
هو أنتم اغراب إنتم أهلنا برة مش هاعمل كده
تدخلت قسمت بعد فترة صمت باتت فيها كالمتفرجة وقالت بخبث داخلي
أوجمت هدير من ذلك فردت سميحة بعدم ممانعة
السنة قربت تخلص يعني مفرقتش كتير المهم مراد ل هدير والكل عارف كده
لم تتحمل غزل حديثهم هذا فغادرت متضايقة نفخت وهي تتحرك ناحية المطبخ تحت نظرات قسمت القاتمة خشيت أن تقلل من قيمتها بزواجها بتلك الطريقة المستقبحة وتندثر كرامتها قالت في نفسها وهي تلمع الاطباق
آخرة الجوازة دي أيه مش معقول هيفضلني على بنت عمه
ثم تابعت بدعاء وتمن
يا رب اقدرلي الخير
____________________________________
افزعته صراخات سيدة ما فهرول ناحية الباب فتحه ضرغام بسهولة ثم توجه لهبوط الدرج وهو يرتدي جلبابه _ _ _
أثناء هبوطه الدرج وجد تجمع من الناس أمام باب السيدة فتنة مرق من بينهم حتى وصل ل نسمة التي تولول وتصك وجهها دنا منها واستنبط من هيئة السيدة فتنة ما حدث ردد بغرابة
لا حول ولا قوة الا بالله كان عنديها أييه
انتبهت نسمة لحضوره نهضت من جوار السيدة فتنة قائلة پبكاء عظيم
الست فتنة مرة واحدة لقيتها مش بترد عليا بهزها لقيتها مش بتاخد نفسها
وجه بصره للسيدة المسجية على الأريكة واستنكر رحيلها المفاجئ هذا لكن قدر الله وما شاء فعل قال بشهامة
الست دفنتها عليا دي وحيدة وملهاش حد
نكست نسمة رأسها وقالت بضيق ذراع
أروح لمين دلوقت أنا خلاص اتعودت عليها واكيد هتبهدل من بعدها
جاءت سيدة من الحارة وقالت لها بمواساة
ربنا كبير يا بنتي وأكيد مش هيتخلى عنك إنتي حلوة وصغيرة متعمليش في نفسك كده
وضعت نسمة رأسها على كتف السيدة لتقول پبكاء
حظي وحش أنا عارفة المفروض كنت أنا اللي أموت
هنا بالفعل بكت نسمة من أعماق قلبها فلم تتخيل أن تصل لهذا الطريق الضال لم يعلق ضرغام على ما قالته لكن اشفق عليها قال بمفهوم
إكرام المېت دفنه مهينفعش نسيب الست كتير راجدة إكده
هزت رأسها بتفهم ثم كفكفت عبراتها شرعن النسوة في الالتمام حول السيدة فتنة ثم حملناها بلطف كي يتم تغسلها والاستعداد لمراسم ډفنها
____________________________________
وهي برفقته وتتحدث في أمور مختلفة لاحظت حالته الشاردة ورده المقتضب عليها حضر أخيها الذي يمارس مهنة المحاماة حاملا لبعض المستجدات بخصوص ما حدث جلس منهكا فخاطبته بفضول
عملت أيه يا توفيق
أخذ نفسا طويلا قال باغتباط
كل حاجة مشيت زي ما احنا عاوزين بس يا خسارة العمارة اتحفظت عليها النيابة يعني راحت منك يا أنيس
التفتت سناء له ل أنيس فرأته كما هو لا يهتم عقدت جبينها باستغراب وقالت
أنيس ما تصحصح كده معانا
انتبه لينظر لها تابعت بعبوس
توفيق بيكلمك وإنت مش معانا خالص
تنهد وهو يوزع نظراته عليهما قال بعدم اهتمام
خليه يعمل اللي يشوفه المهم يخرجني من كل ده
بيقولك العمارة راحت عليك
تروح ما يهمنيش
قالها وهو ينهض تاركا إياهم مذهولين استفهم توفيق بغرابة
ماله ده
تحيرت سناء هي الأخرى وحملقت فيه وهو يقف في الشرفة بمفرده قالت بظلمة
يا ترى حصل أيه تاني أكيد الموضوع فيه قسمت _ _ _!!
حدق أنيس بالخلاء أمامه متذكرا حديث قسمت معه خشي أن تكون تتلاعب به وبمشاعره قال في نفسه بنفي
مظنش تكذب عليا هي عارفة إني مش عبيط علشان اصدقها بسهولة اكيد بنتي عايشة علشان ملقوهاش يوم الحريقة
تبهج قلبه وتلهف حتى زين ثغره بسمة عجيبة ردد بعدم تصديق
معقول عندي بنت من صلبي ياه أنا أب!!
حن لمشاعر الأبوة وجرفته لسيل من الحنان سيغدق به فلذة كبده بالتأكيد تابع بعزيمة قوية
بنتي هتكون معايا محدش هياخدها مني خلاص
______________________________________
قهقهت بصوت عال وهو يحاول حملها كنوع من محبته لها تعويضا لفترة غيابه عنها طوقت أمل عنقه وقالت وهي في أحضانه
مش هتعرف تشيلني
رد وهو ينهج باستسلام
باين كده خسي شوية
لوت فمها فالعيب يكمن في عمره الكبير ردت محتجة
أنا حلوة إكده شوف السبب هياجي إمنين
رد مبتسما ببلاهة
عندك حق إنت حلوة وعاملة زي المربى
قطبت جبينها واستفهمت
مربى يعني أيه!
رد وهو يضمها إليه بقوة
أكله حلوة قوي ومسكرة زي شفايفك الحلوة دي
ثم استرق قبلة فضحكت قالت بحزن مزيف
يا ترى جبتيلي أيه إمعاك من البندر
تذكر أسعد الحقائب فقال بحماس وهو يسحبها ناحيتهن
تعالي اتفرجي
شغفت في معرفة ما جلبه لها فتح الحقائب وعاونته ظهرت الأثواب البراقة ذات الألوان المختلفة سحبت أحدهم لتتأمله بسعادة غامرة رأت آخر لا يقل جمالا عنه جذبتها الأثواب فتهللت قائلة
كل الخلجات الحلوة دي بتاعتي
رد مؤكدا ويده تتمرر على ظهرها
بتاعتك يا أمل
متابعة القراءة