رواية روعة قوية الفصول من الثامن عشر للثاني وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
أوصلك واكلمك
ضحكت غزل بميوعة لتثير حنقه تسطحت على تختها وهي تحمل التليفون قالت بنعومة مصطنعة
أصل اللي عاوز يدوق العسل يستحمل قرص النحل
رد بنبرة خفيضة متحملا استفزازها
أنا جوزك وليا حقوق ولا نسيتي أنا مين!
تبدلت قسماتها للعبوس لتهجمه لها ردت مزعوجة
ومين قال إنك جوزي ولا حتى اعتبرتك كده
استنبط تأثير أنيس عليها قال بنبرة شبه مترجية
قالت ساخطة وقد استاءت
بابي عرف ومقدرش أعمل حاجة من وراه
وصل لقمته ليهتف باهتياج
ما تعقلي يا بت إنتي ولا خلاص نسيتي نفسك أنا لو عايزك دلوقت محدش هيمنعني
استمع لأنفاسها الغاضبة فابتسم بانتصار فقد أراد تخويفها تابع بخبث أغاظها
بس مش حابب يتم بالعافية عاوزك هادية في حضڼي
قول كده زي ما بابا قال عاوز تبسط نفسك بواحدة حلوة بس مش هيحصل وإنت ما تقدرش تعملي حاجة
وجد أن اغضابها والانفعال عليها لن يفيد وعليه اللين معها قال بحب مزيف
وإن قولت باحبك واتجوزتك علشان كده أنا ليل نهار بافكر فيكي ويوم ما اتجوزنا اتمنيت بس ألمسك ليه عاوزة تحرميني
اغمضت عينيها وهي تستمع لولهه بها ترقب مراد ردة فعلها حتى فاجئته حين قالت
ابتسم بشدة وقال
الليلة طبعا
خجلت وهي تقول برقة
طيب هجهز نفسي وأجيلك
_____________________________________
نهضت بسرعة شديدة من الفراش ثم توجهت للمرحاض بعدما شعرت بتقلبات مفاجئة بداخل معدتها أشعرتها بالغتيان أفرغت أمل ما في جوفها والعرق قد تصبب من وجهها ككل اعتدل أسعد في نومته ثم وجه بصره للمرحاض بأعين ناعسة تعالى صوته وهو يسألها
بعد فترة حتى تيقنت عدم وجود ما تفرغه دلفت وضعت يدها على بطنها وقد أبان عليها التعب تقدمت من الفراش وهو يتابعها بعدم فهم استلقت بجواره وقالت
باينلي كلت حاجة عفشة
الټفت ليضحى في مقابلتها قال بقلق
ما أنا كلت من نفس الأكل لتكوني تعبانة من حاجة
ردت بتحير
مش عارفة بس بطني بتوجعني
وضع قبلة على جبهتها قائلا
ردت مبتسمة بإجهاد
يعني بتحبني
ضغط على ذقنها بمداعبة لطيفة وقال
طبعا باحبك إنتي رجعتيلي شبابي كله وعلشان تتأكدي بعت مخصوص أجبلك حاجة هتعجبك قوي من مصر
لمعت عيناها متناسية وعكتها واستفهمت بشغف
هتجبلي أيه يا حبيبي
_____________________________________
فاكرني عبيطة لسه ميعرفنيش بس أنا شقية وهجننه لازم آخد أبسط حقوقي
ثم أخذت نفسا عميقا متأهبة لتنفيذ خطتها المرسومة ببراعة وجهت بصرها للخادمة التي تقف أمامها مطرقة الرأس ثم بخبث ابتسمت شرعت غزل في تدوير رقم القصر وبدأ مخططها المحنك حين صدح التليفون أشارت للخادمة أن ترد أمسكت الخادمة السماعة ثم وضعتها على أذنها همست لها غزل بحزم
اللي قولتلك عليه بالظبط اوعي تتلغبطي
هزت رأسها بطاعة ردت الخادمة على المجيب قائلة بثبات
عاوزة هدير هانم
بعدما سألتها عن هويتها قررت الأخرى أن تنادي سيدتها توترت غزل وبداخلها مسرورة أيضا حين ردت الخادمة على هدير انتفضت بترقب رهيب قالت الخادمة خاصتها دون مقدمات
أنا مش هطول عليكي في الكلام جوزك متجوز عليكي ومراته التانية هيقابلها الليلة في شقة جاردن سيتي
هتفت هدير بجهامة تامة
إنتي مين وبتخرفي تقولي أيه
ردت الخادمة بثقة أوجست هدير
وهتكدبيني ليه الشقة بتاعته وإنتي عارفاها روحي بنفسك هتلاقيه في حضڼ مراته التانية
أشارت لها غزل أن تغلق السماعة فليكفي لهذا الحد حين وضعت الخادمة السماعة سألتها بفضول
احكيلي حسيتي أيه من صوته
على الناحية الأخرى ظلت هدير تردد
ألو ألو
صرت أسنانها پغضب مدروس وقلبها يدق بشدة تركت السماعة باهمال ثم فركت يديها بأعصاب مشدودة قالت برفض
مراد معقولة!! ومش معقول عليه تصرفاته معايا بتقول كده
أيضا ثقة السيدة في الحديث جعلتها مسترابة في الأمر وقفت متحيرة للحظات وهي تسترجع بذاكرتها عنوان شقته أجل لديه شقة قد سمعت عنها وأحيانا يمكث فيها اعتزمت التأكد بنفسها وقالت
مافيش غير إني أروح هناك دا جوزي ومن حقي أطمن
يرتفع صدرها ويهبط من هول فاجعتها رددت بملامح لم تفارقها الصدمة
لو حقيقي الكلام ده ھفضحه في العيلة كلها هخلي جدي يتبرى منه
الفصل الثاني والعشرون
أ
أغلق سماعة الهاتف ثم حدق أمامه بذهن شارد ليظل متحيرا من هذه المكالمة التي أججت ريبته من زواج أبيه فرك ماهر كفيه وبه شيء من عدم القبول مستحوذ قسماته وجه بصره لأخيه المنشغل في تدوين بعض المعلومات تأمل ما يفعله وقال
منتصر سيب اللي في إيدك ده أنا عاوز أقولك على حاجة
انتبه له ثم نظر إليه تساءل بفضول
فيه أيه
تصلبت حدقتيه عليه وهو يقول بتمرد
جواز بابا مكنش لازم نرضى بيه
أنصت له منتصر جيدا فتابع هو بجهامة
من وقت ما البت دي دخلت حياته وكل شوية طالب حاجات ليها دا لسه مخليني قبل سفره شاريلها غوايش عمرها ما كانت تحلم تلبسهم
فكر منتصر في الموضوع سريعا ثم قال
بس بابا متجوزهاش دي معاه كده وخلاص
هتف ماهر بطلعة متبرمة
مفرقتش المهم بقولك طلباته كترت وكلها علشانها
رد عليه بعدم مسؤولية
تلاقي بابا عاوزك تشتريله من هنا علشان تاخد من الخزنة وعلشان ميصرفش حاجة من جيبه!
ضحك بسخرية على ذلك هتف بامتعاض
هو إنت فاكر أقدر آخد حاجة من الخزنة باين نسيت مراد ما إنت مش شغال معاه
تأفف ناهضا ثم استفهم وهو يجمع أوراقه
يعني عاوزني أعمله أيه مش فاهم
انزعج ماهر من لا مبالاته وقال
يا برودك يا أخي دي ممكن تضحك عليه علشان راجل كبير وتلاقيها بتخطط يكتبلها كل حاجة وقتها هنطلع أنا وإنت من المولد بلا حمص
ظل منتصر على وتيرته الهادئة من الأمر قال بظلمة مقلقة وهو يتهيأ بالرحيل
متضايقش نفسك قوي ولو فكرت بس في كده تبقى حكمت على روحها بالمۏت
___________________________________
تجهزت لتضحى بأفضل هيئة انتقت هذا الثوب الأحمر القاني من الحرير الخالص عاري الكتفين طويل لامس الأرضية وبلا نقوش تزينه بدت طلعتها ملفتة وهي تضع المساحيق بكثرة على شفتيها ووجنتيها وهي تتأمل انعكاس صورتها عبر المرآة توقفت فجأة لتأتيها لحظات عدم التصديق من جديد قالت بسخرية متهكمة
اتغيرتي يا غزل زي ما تكوني ما صدقتي اللي إنتي بقيتي فيه دلوقت ونسيتي
متابعة القراءة