رواية روعة قوية الفصول من الثامن عشر للثاني وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
فحدثها محذرا
ملكيش دعوة بيها واوعاكي تمسكيها دي تبع الشغل
هتفت بامتثال وهي تسكب له مزيدا الأرز
حاضر يا سيد الناس
تابع تناول الطعام فقال الصغير بألفة
بابا يوسف عاوز أخرج اتفسح يوم الجمعة
اتسعت بسمة نوال وهو يناديه بوالده بينما تعجب يوسف منها لم يحتج عليها بل تماشى مع رغبة الطفل قائلا بنبرة حنون
حاضر يا خالد هوديك المكان اللي هتحبه وتجول عليه
خشي جوه على ما أشوف مين
نهضت سريعا لتطيعه دون كلام تحرك يوسف ليفتح الباب تاركا الصغير يأكل بمفرده حين فتح رست أعينه على من أنكر أن تأتي له بقدميها بعد اكتشافها الحقيقة الكامنة منذ سنوات مضت تقدمت غزل خطوة لتمرق داخل عتبة الشقة دققت النظر في طلعته باعجاب داخلي فقد بات كرجال الأعمال هنا قالت بلطافة ورقة
فسح لها الطريق فمرت من أمامه تاركة عطرها يخترق أنفه سار يوسف خلفها ثم شدته هيئتها لأن يمرر نظراته عليها ثيابها الراقية ومجوهراتها النفيسة هذا الفرو الأسود الذي يغطي أكتافها العاړية والمٹيرة وشعرها المعكوص وقف عند عينيها التي تتكلم حين التفتت له فكم أحب نظراتها التي تعرب عما داخلها قالت بخبث
تحدثت دون قيود فهو ليس بأخيها رغم سنوات الأخوة التي جمعتهما فقد تناستها كليا ليصير غريبا عنها قالت ببسمة مستمتعة
مش عارفة ليه كنت باحس إنك مش أخويا فيه حاجة غريبة من اللي كنت بتعمله علشاني خلاتني أفكر في كده
دنا منها بخطوات بطيئة سألها بريبة
مصدقة إن الراجل ده أبوكي
نفخت بقوة وقالت بلا مبالاة
اخفض نظراته قليلا رافضا التصديق أحب معرفتها بالحقيقة لكن لم يخيل له أن تجد أهلها عاود النظر لها ثم استفهم بحزن ظاهر
يعني هتخليكي معاه!
ردت باستنكار
مش بابا ومن الطبيعي أعيش معاه
وأنا!
بدا كأنه يستفهم عن وضعه البائس لم تتفهم عليه فسألته
احتفظ بكل ما ضمره حيالها ولم يتجرأ على البوح بعشقه لها رد باحتراز
أقصد أهلنا هتنسيهم
بغتة دنت منه فاقشعر ودق قلبه ويدها تلامس ذراعه لم تعي مشاعره نحوها فتعاملت بعفوية هتفت بمودة قوية
أنا مش نادلة يا يوسف هتفضلوا قريبين مني ومش هتخلى عنكم وهسأل عنكم كتير
استهزأ في نفسه فاستغربت غزل نظراته الغامضة نحوها ظنته يرتاب في صدق حديثها فتابعت مؤكدة بجدية
ثم صمتت جاهلة ماذا تناديهما بعد الآن تابعت بود
أيد أبونا وأمنا
كم انتظر أن تأتي لحظة رجوعها معه لكن من بعدها نفض التفكير في العودة ليكون قريبا منها هنا فقط هتفت غزل بسخط وهي تلوي شفتيها وعينيها تتلفت حولها
فين مراتك العقربة
_____________________________________
عند دلوفه للمبنى القاطن فيه استمع لمشاجرة قائمة على أوجها أسرع ضرغام في صعود الدرج حتى تفاجأ ب نسمة تبكي وهي ملقاه أرضا لا حول لها ولا قوة ومن حولها بعض من الثياب غير المهندمة استشاط ضرغام من وقاحة من فعل ذلك ثم رمق الرجل پغضب عاونها على النهوض بمساعدة سيدة جارتهم فاغتبطت نسمة من حضوره تحرك ضرغام نحوه ثم أمسكه من تلابيب قميصه هتف بهياج
كيف يا راجل يا ناجص تعمل إكده في حرمة
تزعزعت أوصال الرجل وتوجس قال موضحا بتوتر
يا بلديتنا دي واحدة غريبة قاعدة في شقة أمي
لوهلة اتضحت الأمور أمام ضرغام لم يشفع تزكية ما فعله كونه تطاول على امرأة هتف بنفس انفعاله
وده مهيدكش الحق تحط يدك عليها
من شدة خوفه قال الرجل معتذرا
أنا آسف أنا آسف يا ست سامحني أنا فكرت أمي كتبتلها الشقة
حدجه ضرغام بنظرة احتقار بائنة وقال
ولساتك عاد فاكر إن ليك أم ما إنت فايتها ومهتسألش عليها
تنحنح الرجل بحرج فتركه ضرغام مشمئزا من الوقوف معه توجه ناحية نسمة التي أفرغت من جمع ثيابها في عباءة لها هي وبعض النسوة اللاتي شفقن على وضعها خاطبها ضرغام بعطف
متشليش هم ربك كريم
اجهشت بالبكاء وقالت
هروح فين دا أنا مقطوعة من شجرة واكيد محدش هيرحمني
تذكر ضرغام أمر الرجال وبالفعل قلق من ذلك ناهيك أنها لا تملك مكان ضاق ذراعه من إيجاد حل لمعضلتها هتفت سيدة ما بسماحة
تعالي يا بنتي عندي لحد ما تلاقي مكان أنا ساكنة قدامك أنا وجوزي بس وبناتي متجوزين
وجهت نسمة بصرها ل ضرغام ليتدخل متمنية أن يدعوها لمنزله ثبط ظنها حين وافق على حديث السيدة قائلا
فكرة حلوة وأهو برضيك على ما أشوفلك مكان على رواجة
امتصت حنقها من حديثه المستفز غمغمت بسخط
على رواجة
لم يستمع جيدا لها فسألها بانصات
هتجولي حاجة!
ردت كابحة انفعالها من بروده
لا مهجولش
عفويا ابتسم من تقليدها لهجته الصعيدية أطرب حواسها من هيئته البشوشة فرغم عمره الكبير حمل رجولة وملامح ذو هيبة فاقت الشباب قال بتودد
روحي مع الست دلوق وربك هيفرجها
اومأت لتمتثل لاقتراح السيدة وهي تتحرك شعر ضرغام بأنها لا تستحق كل ذلك وعد نفسه أن يقف معها حتى تستقر حياتها تنهد بقوة ثم صعد ليأخذ قيلولة قبل معاودته العمل _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _!!
____________________________________
عند مدخل المخزن صف يوسف السيارة قبل أن يترجل مراد سأل يوسف بمعنى
إنت بقالك كتير هنا! أول مرة أشوفك
نظر له يوسف عبر المرآة الأمامية ووضح
لساتني جديد يا بيه كنت بشتغل مع الريس ضرغام في الحمولات بس جالي ألبس بدلة وأبجى سواج لحضرتك
اطمأن مراد فهو من اختيار ضرغام أعجب أيضا من بنيته وجدية ملامحه قال
أنا اليومين دول فعلا محتاج حد جنبي يكون فاهم اللي بطلبه منه وينفذه وكويس إن ضرغام عرف يختار صح
رد يوسف باحترام
الله يجبر بخاطرك يا بيه
ابتسم مراد وسأله
متعلم يا يوسف
انحرج يوسف وتنمل في جلسته قال
لا يا بيه أصلي كنت باشتغل مع أبوي والحال ضيج
ظهرت عدم ممانعة مراد أن يعمل معه وهو هكذا لكن قال
يا خسارة!!
ثم فتح الباب ليترجل حدثه بمعنى
تعالى يا يوسف معايا جوه عاوز أفهمك شوية حاجات
ترجل يوسف ليتحرك من خلفه للداخل بخطوات رزينة فتح مراد الخزنة ثم سحب منها عدة حزم من الأوراق المالية وضعها مراد بداخل حقيبة سوداء صغيرة خاطبه بحزم
الفلوس دي عاوزك توديها للعنوان اللي هاكتبهولك من غير كلمة سلمهم وتعالى
انتظر يوسف حتى دون السيد العنوان مد يده بالورقة وتابع
يلا خد الفلوس ومتتأخرش علشان يمكن أروح أي مكان
تناولها يوسف ثم هدج للخارج ومعه الحقيبة ممتثلا لأمر السيد فور جلوس مراد على مكتبه استأذن أحد رجاله بالدخول نظر له مراد بشغف فأخرج الرجل ورقة صغيرة وقال
دا رقم التليفون يا بيه بتاع فيلته الجديدة
سحب مراد الورقة منه وعينيه متصلبة على الرقم عاود النظر إليه وأمره
روح إنت
دلف الرجل للخارج ثم شرع مراد بتدوير الرقم بتلهف واضح قال مراد بضيق مكبوت حين ردت عليه
مفكرة لما ياخدلك فيلا جديدة مش هاعرف
متابعة القراءة