رواية روعة قوية الفصول من الثامن عشر للثاني وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
كل حاجة
صمتت للحظات وهي تتابع بتعابير شاجنة
أنا عاوزة كده ما يمكن ربنا بيعوضني على كل اللي عيشته وتعبي في أحلى سنين عمري أنا متغيرتش دي حقوقي وباخدها
ثم اغمضت عينيها لوهلة محاولة تناسي ما يعكر صفو استمتاعها بما سيحدث الليلة وعليها الاستعداد لتلك اللحظة الجازمة لذا تابعت بترقب وترها
خليني انبسط باللي هيحصل أحسن
____________________________________
فور خروجه من الغرفة مرتديا أفضل ثيابه صدم حين وجد هدير تقف أمام الباب ليرتطم بها تلقائيا توتر مراد ثم تراجع خطوة خاطبها بدهشة
واقفة كده ليه يا هدير!
أخفت معالم وجهها الساكنة عما يدور بداخلها لذا تحير سألت بجمود
رايح فين
تنهد مراد وقال بهدوء ظاهري
أخفضت نظراتها لتتأمل أناقته من أسفل لأعلى وصلت لوجهه الذي بعث بغرابة من منظرها زيفت ابتسامة وقالت
كنت جاية أشوفك ياريت متتأخرش علشان أبقى أسهر اتكلم معاك شوية
مط شفتيه قليلا متأففا داخله رد بترحيب كاذب
هيحصل ممكن بقى توسعي علشان متأخرش!
تروح وتيجي بالسلامة
نظر لها مراد للحظات وفشل في استشفاف ما بها لم يهتم فتحرك ليغادر بخطوات سريعة ثابتة هابطا للدرج بخفة وقفت هدير مستندة على الدرابزين تتابعه وعينيها رغما عنها أسهبت في البكاء رغم اطراقها رددت بتمن
عارفة إنك مش بتحبني بس نفسي تحس بيا _ _ _ _ _ _ _ _ _!!
بلغ مراد سيارته وهو على أتم استعداده للمغادرة لحق ضرغام به قبل أن ينطلق قائلا بنهج
مراد بيه وجف!
الټفت له فوجده يتقدم منه باذلا مجهود مضني للوصول إليه حين اقترب ضرغام منه قال
جيت أطمنك يا بيه أنا جولتلك إنه راجل وجدها والفلوس وصلها في إمعادها
غموض شديد في حديث ضرغام ظهر حين قال مراد
لازم أطمن على اللي بيشتغلوا معايا وكان لازم اختبر أمانته
يوسف راجل صح وكمان عايش إمعايا في الحارة وتحت عيني
أومأ مراد بتفهم وأعينه موجهة ناحية يوسف الذي يستند بظهره على السيارة غير واع لحديثهما عنه أو بالاختبار الذي مر به اليوم رد بمعنى
خلاص يا ضرغام اللي تشوفه من بكرة تعلمه أصول شغلنا وتعرفه كل حاجة
تمام يا مراد بيه!
أدار مراد سيارته ليتحرك بها فتنهد ضرغام براحة وهو مكانه لمح السيد رشدي في شرفة غرفته جالسا على مقعده الجلدي يتابعهما نظر له ضرغام مطولا بنظرات غامضة كأن بينهما حديث غير مفهوم للعيان ثم أشار له كنوع من السلام عليه ابتسم له السيد هازا رأسه تنحنح ضرغام ثم سار ناحية يوسف ليتحدث معه قليلا حدثه بمفهوم
الساعة لما تدج عشرة روح يا يوسف _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _!!
استرابت كثيرا وتوغل عدم التصديق لقلبها أكثر ولذلك ذهبت للسيدة كي تتحدث معها في الأمر وقفت فتحية أمامها وهي جالسة على تختها تقرأ في كتاب ما قالت
أسفة يا هانم تلاقيكي عاوزة تنامي
وضعت السيدة هدى الكتاب جانبا ردت
حصل حاجة يا فتحية
خطت نحوها خطوتين ثم استطردت متسائلة
حضرتك متأكدة إن غزل بنت أختك
حدقت بها هدى لبعض الوقت مخفقة في إعطائها الجواب الأصح ردت بتحير
معرفش يا فتحية أنا الموضوع من أساسه أهلي كانوا مخبينه عني فمقدرش أقول أيوة
ابتلعت فتحية ريقها وقالت
طيب إزاي الست قسمت عارفة ومتأكدة
دهشت هدى وزاد فضولها سألت باهتمام جلي
وقسمت ډخلها أيه بالموضوع!
ردت بجدية وهي توضح
قسمت هانم هي اللي وصلتني بالراجل ده وخلتني اعترف قدامه إن غزل مش بنت أختي وأكدت قدامه إنها بنته
دق قلب هدى فجأة وقد تأججت حيرتها من معرفتها بالأمر قالت بشرود
اللي أعرفه إن قسمت كانت صاحبة هالة أختي يمكن تكون عارفة حاجة
انقشع على فتحية الجهل التام فمنذ علمت تهاتف أختها سعاد ولكن لا جدوى من الوصول إليها بينما لم يخلو فكر هدى من ماهية علاقة قسمت ب غزل تابعت بداخلها
تلاقي سر هالة معاها وعلشان كده عارفة
ذلك ما رددته في نفسها مع استمرار غموض الأمر عليها وتحيرها الغريب تنفست بضعف ثم قالت بانتواء
مينفعش أفضل قاعدة كده لازم أعرف كل حاجة بنفسي وأدور على الحقيقة _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _!!
وضعت حجاب خفيف على شعرها ثم بحرس تسللت لتخرج من القصر سارت هدير بخطوات احترازية نحو تجمع سيارات القصر وأعصابها مشدودة لم تجد أحد أحد سوى شاب منحني بجذعه يحكم رباط حذائه تقدمت منه ثم خاطبته بنبرة خفيضة
فين السواقين اللي هنا
انتبه يوسف لها ليرفع رأسه نحوها نظر لها فخمن أنها من سيدات المكان رد باحترام
كلياتهم مشيوا يا ست هانم بس آني موجود
وزعت نظراتها عليه ككل فطلعته الحسنة تتناقض مع لهجته الصعيدية قالت بجدية
عايزة أخرج فيه عنوان عاوزة أروحه ضروري
تأخر الوقت لأن تخرج السيدة بمفردها في عتمة هذا الليل لذا صمت ولم يقرر اردفت باقتطاب من استمرار وقوفه
أيه ما سمعتنيش باقولك عايزة إخرج يلا جهز العربية
تخبط يوسف ولم يعارضها رد بانصياع وهو يشير للسيارة
اتفضلي
رمقته بضيق ثم تحركت لتدلف للسيارة من الخلف استقلها يوسف وهو ينفخ فالساعة قد شارفت على العاشرة وهو موعد انتهاء عمله نظر لانعكاس صورتها ثم سألها
وسيادتك عارفة العنوان
ضايقها لأبعد الحدود من استخفافه بها نظرت له شزرا وهي ترد
أمشي وأنا هاقولك رايحة فين
قام بتشغيل السيارة وهو بتأفف فانزعجت بغل لكزته في كتفه ثم هدرت به
اتعدل شوية فاكرني باشحت منك حتة سواق مش هيسمع كلامي
أدار رأسه قليلا لها وقد توقدت نظراته سيطر على نفسه من تحكماتها ونظرات الاحتقار في عينيها رد كابتا حنقه
شكلك إكده خارجة من ورا أهلك آني باجول أحسن أدخل أجولهم إ _ _ _ _
هذه المرة خبطته بحقيبتها فاڼصدم من استمرار تطاولها عليه هتفت بتحذير وقد تسعرت غيظا
كلمة زيادة هاقول إنك كنت عاوز تخطفني وتعمل حاجات مش كويسة وأنا مرات مراد بيه يعني ھتموت ھتموت
سريعا كان يوسف قد تخلى عن المشاحنة معها ردد بطاعة مبالغ فيها
باعتذار يا هانم سامحيني
ثم تحرك بالسيارة وهي تنظر لها باستهزاء وتبتسم بانتصار قالت لتثير حنقه
فلاح
___________________________________
فور فتحه للباب أثنى ثغره ببسمة ناعمة وهو يراها تقف أمامه سحبها مراد من يدها لتلج الشقة فتوترت جابت غزل محتويات الشقة بنظرة سريعة ولم تخفي إعجابها بتنظيمها الراقي من الخلف ضمھا مراد لصدره وهو يشتم شعرها ارتبكت لتبعد عنه استدارت له قائلة
إ _ إنت مستعجل كده ليه!!
تجاهل ما
متابعة القراءة