رواية روعة قوية الفصول من الثامن عشر للثاني وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
بها ثم تقدم منها شد الفرو من عليها ليسقط أرضا فظهر ثوبها المكشوف من الأعلى الذي يجهض سقوطه حمالات رفيعة لعينة اختلجت غزل من نظرات الرغبة في عينيه وحاولت أن تقف هادئة لتيقنها أنه لن يلمسها قط تعاملت بأريحية ظاهرية وهي تتابع ناظرة حولها
مافيش حاجة ناكلها أو نشربها
أخافتها بسمته العابثة وهو يرد
جوه مجهز كل حاجة
مراد مش هتقول للكل إن إحنا متجوزين
بداخله لم يرغب في المجادلة مجددا لذا رد بلا مبالاة
بهتت تعابيرها من رده الذي فطر قلبها أشعرها بالنفور ناحيته فدفعته بذراعيها ليتركها هتفت بنبرة مغلولة
وإنت مش هتقربلي غير لما كلهم يعرفوا
وجد مراد اللين لن ينفع معها فحدجها باستشاطة دفعها بقوة لتسقط بظهرها على التخت فصړخت حين اعتلاها هتف بامتعاض وهو حاول إزاحة ثوبها
أنا قولت من الأول إن مش هينفع معاكي غير كده
ابعد عني أنا مش عاوزاك
في ظل ما يحدث قرع الجرس ولم يتوقف حتى انتبه مراد استشفت غزل حضور هدير فهدأت قليلا بظهر يده صفعها مراد على وجهها فازدادت عدائيتها له نهض عنها قائلا
لسه مشوفتيش مني حاجة
ثم تحرك ليفتح الباب سريعا نهضت غزل مستغلة ذلك لتخرج من الغرفة متجهة ناحية المطبخ وهي تبحث عنه وجدت بالفعل مخرج للخدم كما تأملت لم تلبث حتى انطلقت منه لتهبط الدرج توقفت في المنتصف لتلتقط أنفاسها ثم قالت بلؤم
ثم أكملت هبوطها فقد اعتزمت عدم مواجهة الأخيرة خوفا منه إذا علم بمؤامرتها نحوه واستدعاء زوجته لتراهما _ _
بدون كلمة معه منذ ولجت تجولت هدير بالشقة بطلعة غاضبة باحثة عن المرأة التي بصحبته من خلفها تحرك مراد مدهوشا من وجودها هنا دلفت هدير لغرفة النوم فصدمت من حالتها طعام لشخصين وفراش غير مرتب حدقت بۏجع في كل شيء ثم استدارت له وقد أوشكت لأن تدمع عينها قالت بكمد
فتح شفتيه ليرد عليها لكن لم تمهله الفرصة لتتجه نحو المطبخ فبه منفذ للخروج بالفعل كان الباب مفتوحا فتصلبت نظراتها الغير مصدقة عليه تيقن حدسها بأنه ېخونها التفتت لتعود إليه وهي تدمع بتحسر _ _
بخفة شديدة أخفى مراد الفرو مستغلا عدم وجودها كي لا تراه حيث أدرك أن هناك من أخبرها توقفت هدير عنده وقالت بانفعال مصحوب بنبرتها الباكية
كل ما حدث لم يؤثر به بتاتا لذا رد ببرود مستفز
كان حصل أيه علشان تخرجي ورايا وتعملي اللي عملتيه من شوية
اقتربت منه وقالت بخيبة أمل
إنت معاك واحدة وخرجت من باب الخدامين متنكرش يا مراد
زفر بقوة ثم رد بنفس عدم مبالاته
ولو كان معايا واحدة الموضوع ضايقك وعايزة تطلقي يعني
ذهلت من ردة فعله المستفزة هتفت بضيق
يعني إنت بجد متجوز يا مراد
من ردها فطن أن غزل بنفسها من خططت لإخبارها فزواجه منها لم يعرف به أحد حافظ ألا ينكشف أمام أحد فقال بسخط متعمد
أنا مش متجوز حد غيرك جبتي التخريفات دي منين
تمنت هدير أن يكون صادقا فتابع مراد بدهاء ليمتص انفعالها
مافيش ست كانت معايا هنا دا كان واحد صاحبي هنسهر سوا بس كان فاكر إن اللي بيخبط ظباط فهرب أصله هربان من حاجة كده آدي كل الحكاية
كان تبريره مقنعا لها وأسكن ضراوتها تابع مراد بطيبة زائفة
معقول أنا مراد تصدقي عني حاجة وحشة
حركت رأسها بنفي ثم ارتمت عليه لتحتصنه بقوة مرددة
حبيبي يا مراد كنت متأكدة إن اللي كلمتني دي كدابة وعاوزة توقع بينا
اتضحت الأمور أمام مراد الآن فصر أسنانه بقوة وود تحطيم رأس الأخيرة من عنادها له قال في نفسه باحتدام
يعني بتلعبي معايا طيب اتفرجي هردلك القلم إزاي
دلفت غزل من بوابة العمارة قاصدة سيارتها فثوبها عاري ملفت وهي تركض باتجاه السيارة شهقت مصډومة من وجود يوسف في المكان في البداية لم ينتبه لها لكن بعد ذلك لاحظ هيئتها التي احتقرها وشعرها المبعثر ترجل من السيارة لكن قبل ذلك تابعت غزل ركضها مضطربة من نظراته الغاضبة نحوها بصوت جهوري ناداها
غزل استني
لم تتوقف حتى دلفت للسيارة متزعزعة أمرت السائق بحزم
بسرعة امشي من هنا
قبل وصول يوسف لها كانت قد انطلقت السيارة فقد خشيت غزل مواجهته كز على أسنانه بقوة وهو يحدق بالسيارة التي ابتعدت عنه تسارعت أنفاسه وود اللحاق بها وقف هائجا مكانه فكل ما باتت عليه رفضه قال بغرابة
كانت إهنه ليه ومين عمل فيها إكده
جذم وقوفه المتحير خروج السيدة ومعها رب عمله حملق فيهما وقد عارض أن تصبح غزل بهذه القذارة فربما تربطها علاقة بوجود السيدة والسيد هنا كم تمنى بداخله أن يلقيها بسجن لتأديبها فقد تجاوزت حدودها ولن يقبل ذلك مهما حدث فاق على حديث مراد الآمر له
روح إنت يا يوسف الهانم هترجع معايا
____________________________________
صباحا جلس على فراشه مستندا بظهره على الوسادة وعينيه مجهدة فلم يأتيه الوسن ليظل فائقا طوال الليل وقد آرقه ما حدث شرد مراد وهو يتأمل الفراغ تلاعبت به وقللت منه جهمت قسماته حين رفضته ليلة أمس متقززة من وضع لمساته عليها ذلك أبلج غضبه نحوها فردد
أنا مراد الخياط تيجي بت فلاحة ادوسها برجلي تعمل معايا كده لا وعاملة خطة علشان توقعني
من شدة اغتياظه منها لم يتحمل فنهض من تخته ركل المقعد أمامه ليفرغ عصبيته المضرمة فيه توجه للشرفة ليشتم بعض الهواء لكن حالته لم تتغير قال بتفكير
البت دي لازم تتربى هي اللي وصلتله هينسيها نفسها ولا أيه
تعمق مراد في إيجاد السبيل لأن يكسرها طرأت على ذهنه فكرة محنكة داهية وجد نفسه يبتسم عفويا ولاحت عليه حالة غريبة استطرد بعزيمة
أتجوز بجد أيوة لازم أتجوز بجد
لكن توقف عن ذاك القرار متذكرا سبب زواجه من تلك اللعېنة غزل فتابع بحيرة
وأنا اللي متجوزها علشان أجيب مناخيرهم الأرض
فرك وجهه بكفيه ضالا في أي طريق سيخوض نظر أمامه وقد قرر خاصة أن الأخيرة لم تعد خادمة ليستغلها ضدهم رجح كافة زواجه الفعلي من هدير قائلا في نفسه
اتجوزها برضوه دي بنت عمك وعمتك بس لو طلعت نسخة منهم تبقى هي اللي اختارت
ثم انتبه لها بالحديقة حاملة لبعض من الزهور المختلفة الألوان وتطالعه ببسمة رقيقة قالت بإشراق
صباح الخير!
زاغ مراد في تأملها قليلا وبوجودها الآن أمامه كان بمثابة اتخاذه القرار وانتهى بكل ود وألفة أشار لها قائلا بنبرة أسعدتها
تعالي عاوزك
________________________________________
من الساعة الثامنة وهي بالنادي تمارس أحد الرياضات
متابعة القراءة