رواية تحفة الفصول من الرابع وعشرون للثامن وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات
المحتويات
بلسانك قدام حد ..يا .. هيشو ..
أتبع قولها ضحكة رقيعة مستفزة تصاعدت بشكل تدريجى أثناء مغادرتها وتجاوزها لباب المنزل الذى لم يغلق منذ البداية حيث ظلت تلك الضحكات تتخلل قوقعتى المستمع الذى تحرك من مكانه أخيرا بعد عدة لحظات عقب إداكه لرحيلها تسارعت خطواته إلى الخارج محاولا إقتفاء أثرها أو تتبع مسارها إلا أنه كالسابق لم يرى بالخارج سوى الأمطار تهطل ولم يستمع سوى لصرصرة العواصف وقصف الرياح لتختفى هى بداخلهم فجأة كما ظهرت فى وقت سابق من العدم أيضا فجأة ....
رنين مستمر لهاتف النائمة فشل فى إيقاظها تلك المرة بخلاف زوجها الذى تنبه له بعد عدة لحظات من بدأه فأعتدل أعلى فراشه بتثاؤب قبل أن تمتد أصابعه إلى هاتفه غير مدرك أن ذلك الرنين منبعث من هاتف زوجته رؤيته لعقارب الساعة تشير إلى التاسعة صباحا نبهت حواسه التى تحولت جميعا إلى الهاتف الذى يبعد عنه عدة سنتيمترات بجوار النائمة مال بجسده يلتقطه بخفة ناظرا إلى شاشته المضيئة والتى لم تكن تحمل سوى اسم شقيقة زوجته كما توقع ..
_ الو .. هنا ..
بعد بضع ثوان ساد فيهم السكون آتاه صوتها وكأنه يخرج من بئر سحيق قائلة بنبرة ناعمة
_ إزيك ياكيمو وحشتنى ...
وقبل أن ينبس ببنت شفة أكملت هى بلا حياء
_ مبروك ياعريس سمعت إنك مولعها ڼار ..
تفاجئ كريم من كلماتها الجريئة تلك والتى لم يتوقعها على الإطلاق فعجز لسانه عن النطق لبضع ثوان قامت هى بإستغلالهم فى الحال مكملة
أتسعت عينى كريم بذهول من تلك التفاصيل التى على دراية بها فنظر إلى زوجته الغافية بعبوس بينما أكملت هى
_ كان نفسى أبقى مكانها جمبك وساعتها كنت هعرف أزاى أدلعك .. ولا أقولك احنا فيها تحب أقو.......
_ انتى واحدة رخيصة ووقحة ولو مكنتيش أخت مراتى كان هيبقى ليا معاكى تصرف رخيص زيك ..
كادت أن تسترسل فى حديثها متغاضية عن إهانته لها لولا أن أغلق كريم الهاتف دون مقدمات لتتصاعد بعدها لعناته عليها بصوت جهورى عجز عن التحكم فى نبراته مما أدى إلى أستيقاظ زوجته بفزع متسائلة وهى تتلفت يمينا ويسارا
كظم الزوج غيظه وحاول التحدث بهدوء قائلا
_ مفيش ...
لاحظت هى هاتفها بين يده فتسائلت بإستغراب
_ كنت بتكلم حد من موبايلى !
وقبل أن يجيبها جذبت هى هاتفها من بين أصابعه لتجد تلك المكالمة من شقيقتها فتسائلت پذعر
_ أنت رديت عليها ! قولتلها إيه ومصحتنيش ليه !
_ زمانها زعلت دلوقتى .. ليه كده ياكريم
أغاظه بشده خۏفها الواضح على مشاعر شقيقتها التى لم تلق لها بالا فأجابها پغضب مكتوم
_ للدرجادى تهمك أوى..
نظرت إليه بإستغراب متسائلة
_ قصدك إيه !
أجاب على الفور
_ أقصد إنها طلعت عارفة كل تفصيلة فى حياتنا ..
تلعثمت فرح لبضع لحظات قبل أن تجيبه
_ عادى يعنى هى بتطمن عليا وبحكيلها دى أختى ...
أجابها بحدة
_ حتى لو مامتك .. أسرارنا المفروض متطلعش لحد وخصوصا تفاصيل اوضة نومنا ..
هزت فرح رأسها بخجل مجيبة
_ محصلش حاجة لده كله ..
لكنه أجابها بإنفعال
_ لاحصل وانتى عارفة قولتيها إيه كويس وعارفة إنه مينفعش يتحكى ..
هزت فرح رأسها بهدوء قائلة
_ حاضر ..
رغم ذلك أسترسل هو آمرا بحدة
_ حياتنا محدش يعرف عنها حاجة وخصوصا أختك ويستحسن لو تقللى مكالماتك معاها أصلا ...
فى تلك اللحظة خرجت الزوجة عن صمتها قائلة بحنق
_ فى إيه ياكريم هو أى تحكمات وخلاص هو أنا يعنى بكلمها إيه غير كام دقيقة فى اليوم ...
مالبثت أن بدأت نبراتها فى الإختناق مكملة
_ مش كفاية إنى بعيدة عن اهلى كمان عاوز تقطع صلتى بيهم خالص .. حرام عليك ....
أنهارت المتحدثة فى الحال وبدأت فى البكاء رغما عنها فحاول الزوج تهدئتها متسائلا بهدوء
_ طب بس بتعيطى ليه دلوقتى !
أجابته من بين دمعاتها
_ انت أتغيرت أوى .. عمرك ماكنت بتعاملنى كده .. أمتدت ذراعيه إليها يجتذبها بين أحضانه برفق قائلا
_ حبيبتى أنا خاېف عليكى وعلى حياتنا مع بعض ... أرجوكى بلاش تحكى تفاصيلنا لحد ..
هزت رأسها مطيعة
_ حاضر ..
قبل كريم رأسها بحنو هامسا
_ خلاص أرجعى نامى شكلك تعبانة ..
أراحت جسدها داخل أحضانه مجيبه بضعف
_ الدوا الجديد ده بينيمنى كتير قوى ...
جذب إليها أطراف الغطاء ليحكم تغطيتها قائلا بخفوت
_ معلش وأنا كمان هنام ..
أبتسمت فرح بإطمئنان داخل أحضان زوجها وسرعان ما غفت وسط إحساسها بالدفئ والإحتواء الذى ملأها بهم بينما هو أنشغل تفكيره بكلمات تلك الساقطة مفكرا فى السبب وراء وقاحتها إلى تلك الدرجه خاصة بعد إقترانه بصورة رسمية بشقيقتها التى تعلم جيدا مقدار حبه لها وولهه بها فمالها لاتلق بالا لذلك إلا إذا ماكان مابرأسه هو ماتسعى إليه !
التفرقة بينه وبين شقيقتها .. بأى طريقة ممكنة !!!
للأسف لم يجد هشام مفر من تحويل المبلغ المطلوب لحساب هنا فى النهاية مادام ذلك هو خياره الأوحد لتحقيق إنتقامه وإسترداد فتاته ..
فتلك الخطة التى أعدتها شريكته تضمن له ذلك وهو ماعليه سوى محاولة التقرب من كريم وفرح كصديق مخلص أشتاق إلى تواجد أقرانه إلى جانبه وبمرور الوقت سيحاول توطيد علاقته بفرح من جديد حتى تثق به كالسابق فى نفس الوقت الذى سيعمل فيه سرا حتى يحين الوقت المناسب للإعلان عن تفرده بالشركة ..
وفى الجانب الآخر ستعمل هنا جاهدة لزرع الشكوك بقلب كريم تجاه زوجته وصديقه الذى سيزداد تقربا إليها فى تلك الآونة حتى تستفحل الريبة داخل عقل الأول وينتهى به الأمر بتطليقها حينئذ وفى أوج حزن وصدمة الزوجة التى شكك بها وتخلى عنها زوجها لن تجد سوى أذرع هشام المفتوحة على مصرعيها لتحتويها ذلك الصديق القديم الذى يستمع إليها دوما دون ملل أو كلل بل حبها الأول الذى لازال يحتل مكانا ولو ضئيلا بداخلها ..
فى تمام الواحدة ظهرا من ذلك اليوم ..
كان هشام كعادته يجلس وراء مكتبه مفكرا عندما قرر البدأ فى تنفيذ خطته فألتقط هاتفه يعبث به قبل أن يخرج صوته قائلا بإبتسامة بغيضة
_ إيه ياعريس نموسيتك كحلى ..
تخلل صوت كريم إلى قوقعته عن طريق سماعته الإلكترونية المثبتة على أطراف أذنه وهو يقول
_ صباح الخير ياهشام اخبارك ايه يامعلم ..
أنكمشت الإبتسامة ليحل محلها العبوس وهو يقول
_ المهم أنت ياعريسنا ...
ثم أضاف بغيظ مكتوم
_ إيه مش هنشوفك قريب ولا ناوى تكمل شهر عسل الأول ..
أجابه كريم بجدية
_ لا شكلى هنزل الشغل من
متابعة القراءة