رواية تحفة الفصول من الرابع وعشرون للثامن وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

للدكتور وأنا اللى دماغى راحت لحاجة تانية ..
رمقته بنظرة غاضبة فأضاف هو بتصميم 
_ يلا بلاش دلع قومى عشان تجهزى ..
لم ينتظر إجابتها بل ولاها ظهره متوجها إلى حمامه بينما هى صدمت رأسها أعلى وسادتها بسخط وحنق بينما بداخلها تتوجس خيفة من تلك الزيارة التى لم تخطر لها على بال من قبل ..

تركت نسمات الهواء الشتوية تداعب شعيراتها بلطف بينما هى أراحت رأسها على مسند السيارة متأملة الطريق بصمت أثناء تخلل نغمات موسيقى هادئة إلى قوقعتى أذنها بدأ صوت تلك الموسيقى ينخفض بالتدريج إلى أن أختفى وأتبعه صوت كريم وهو يقول بحماس 
_ إيه رأيك نفطر فى المكان اللى فطرنا فيه قبل كده ..
أجابته بخمول دون أن تنظر إليه  
_ ماحنا كنا لسه هناك امبارح ..
هز كريم رأسه موضحا  
_ أقصد المكان التانى اللى روحناه قبل كده مرة قبل ماأوصلك الشغل ..
ثم أضاف غامزا 
_ لما مسحتيلى الشوكولاته اللى وقعتيها عليا ..
أعتدلت فى مقعدها متسائلة بجهل واضح 
_ انهى ده !
نظر إليها كريم بتشكك قائلا 
_ انتى بجد مش فاكره !
أجابته بتردد مصطنعة التذكر 
_ اه اه تقصد المكان ده ..افتكرته طبعا ..
راقب ملامحها المضطربة من خلال مرآته قبل أن يقول مختبرا 
_ وإيه هو اللى افتكرتيه ! 
أجابته على الفور 
_ المكان يعنى ..
ثم أضافت بإبتسامة 
_ فعلا وحشنى .. 
كريم بحذر  
_ وفاكرة الترابيزه اللى كنا قاعدين عليها !
هزت رأسها مجيبة 
_ آه آه طبعا كان مكان حلو أوى ..
لم يستدع الأمر الكثير من الذكاء حتى يتمكن كريم من إدراك جهلها التام بذلك المكان أو حتى تذكرها لذلك اليوم المميز حين تناولا فطورهما داخل سيارته لذا قرر التوجه إلى مكان آخر لمراقبة رد فعلها على ذلك ..
فلم يمر الكثير من الوقت حتى كان يصطف بسيارته أمام إحدى المطاعم الصباحية التى تفوح منها رائحة المخبوزات الطازجة والقهوة قائلا بهدوء 
_ يلا بينا وصلنا ..
تأملت المكان من الخارج لعدة لحظات قبل أن تقول 
_ أوك يلا..
ترجل الزوجان من السيارة وتقدم كريم إلى فرح يلتقط ذراعها بلطف كى تتأبط ذراعه أثناء دلوفهما الى الداخل مختلسا النظر إليها كل دقيقة مترقبا نتيجة مايحدث ..
وفى النهاية تسائل بإبتسامة  
_ ها قعدنا فى انهى ترابيزة بقى !
مسحت عدستيها المكان بسرعة مجيبة 
_ مممممم بص هو أنا مش فاكرة أوى يعنى ...
ثم أشارت إلى إحدى الطاولات قائلة 
_ بس ايه رأيك نقعد على الترابيزة دى ..
ظهرت إبتسامة مقتضبة اعلى شفتى كريم قائلا 
_ كويس إنك افتكرتى المكان .. 
بادلته الإبتسام معلقة 
_ لا ازاى طبعا فاكرة كل حاجة حتى القهوة هنا تجنن ..
اومأ كريم برأسه قائلا وهو يتوجه بها إلى إحدى الطاولات  
_ آه فعلا معاكى حق ...
لم تمتد يدى كريم لذلك الفطور الموضوع أمامه بينما هى تناولت بضع لقيمات على مضض قبل أن تلاحظ أنظار كريم المثبتة عليها فتسائلت بعدم فهم 
_ مالك ياكريم بتبصلى كده ليه !
أجابها بجدية  
_ لا ابدا مستنيكى تخلصى فطار عشان نتحرك ..
أومأت برأسها موافقة 
_ يلا بينا لو تحب ..
بالفعل تحرك الزوجان فى الحال إلى الطبيب الذى كان فى إنتظارهما حيث تجاوزت الساعة الحادية عشر صباحا ببضع دقائق والذى ماإن دلفا إليه حتى ظهر على وجهه البشوش علامات الترحاب الزائد وكأنه على معرفة سابقة بالزوج ..
أمتدت يد كريم إليه قائلا 
_ ازيك ياأيمن ..
ثم قال معرفا وهو يشير إلى زوجته 
_ فرح مراتى .. 
وأضاف 
_ ده بقى ياستى دكتور أيمن صديق الطفولة ..
اومأت فرح برأسها بينما قال أيمن  
_ أهلا وسهلا يامدام .. اتفضلوا .. 
ثم أردف 
_ ها تحبوا تشربوا إيه..
هز كريم رأسه نافيا بعدما جلس فى مقابلة زوجته 
_ ملوش لزوم ياأيمن .. خلينا نبدأ على طول .. إحنا جينا النهاردة عشان فرح ..
سلط الطبيب نظره على الجالسة بخجل متسائلا  
_خير يامدام فرح بتشتكى من إيه بالظبط 
شرعت فرح فى فرك كفيها بتوتر مجيبة  
_ أبدا بقالى فترة بيجيلى صداع ومش بيروح غير لما باخد مسكن..
أيمن بإهتمام  
_ فتره قد إيه 
فرح  
_ يعنى حوالى ٧ شهور 
أستند الطبيب بذراعيه على مقدمة مكتبه قبل أن يتسائل من جديد  
_ وإيه نوع المسكن اللى بتاخديه 
على الفور أخرج كريم من جيب بنطاله العلبة الخاصة بالدواء والتى تناولها من مكانها قبل مغادرته المنزل دون أن تشعر زوجته ولوح بها أمام ناظرى الطبيب قائلا 
_ هو ده ..
رمقته فرح بنظرة ڼارية بينما الطبيب ظهرت على ملامحه علامات القلق متسائلا 
_ مين كتبلك الدوا ده .. 
أجابته بلا إكتراث  
_ الصيدلى ..
رفع أيمن إحدى حاجبيه بإستنكار قبل أن يتسائل 
_ طيب ومفيش أى أعراض تانية بتظهر مع الصداع ..
صمتت فرح قليلا مفكرة قبل أن تجيب  
_ لا ..
قام أيمن بإستدعاء إحدى الممرضات والتى أمتثلت أمامه على الفور فوجه كلماته إلى فرح قائلا 
_ مدام فرح .. هنحتاج منك تتفضلى دلوقتى على غرفه الاشعه مع ريهام نعمل شوية أشعة كده بسيطة على المخ ..
ظهر على ملامح فرح الفزع بينما كريم تسائل بقلق 
_ فى إيه ياأيمن !
اجابه الطبيب مطمئنا  
_ متقلقش كده .. ده بس عشان نطمن مش أكتر .
ربت كريم على يد فرح قائلا  
_ متقلقيش يافرح يلا هروح معاكى .. 
أوقفه ايمن بكلماته  
_ملوش لزوم ياكريم تقدر تستناها هنا هى مش هتتأخر فى دكتورة هتبقى معاها ..
غادرت فرح بصحبة الطبيبة بعد أن شحب وجهها من شدة الخۏف بينما كريم تتبعها بأنظاره حتى اغلق الباب من ورائهم فوجه أنظاره إلى الطبيب قائلا بريبة 
_ فى إيه ياأيمن طريقتك مش مريحانى ..
زفر أيمن بهدوء قائلا بمهنية 
_ أنا طلبت إنك تقعد عشان أتكلم معاك بصراحة ... الدوا اللى هى بتاخده ده متحذر منه من فترة من وزارة الصحة وكويس جدا إن هى محصلتلهاش أى مضاعافات منه ...
أبتلع كريم لعابه بتوتر قبل أن يقول  
_ الحقيقة ياأيمن إن فى شوية حاجات كده بتحصل بس مش عارف إذا كانت من الدوا ولا لأ ..
صمت قليلا قبل أن يضيف موضحا 
_ اللى عرفته أنها لما مش بتاخده بيجيلها كوابيس وتقوم مڤزوعة ولاحظت كمان إن فى حاجات بدأت تنساها ..
حرك أيمن رأسه بتفهم موضحا 
_ هو فعلا بيلعب على الذاكرة شوية ودى من آثاره الجانبية.. إنما حكاية الكوابيس دى أو إنها تقوم مڤزوعة فده يعتبر رد فعل طبيعى من دماغها لما تبطل تاخده ...
ثم أضاف متسائلا 
_ بس هو ده كل اللى بيحصلها  
ظهرت على ملامح كريم علامات الحيرة قبل أن يجيب 
_ بيتهيألى ..
علق أيمن بهدوء  
_ عموما ياكريم هى لازم تبطل الدوا ده وبالتدريج من غير ماهى تحس والحمد لله أنها جت على قد كده ..
كريم بقلق 
_ طب وهى هتتحسن على طول لما تبطله وموضوع الصداع ده إيه نظامه 
أجابه أيمن محاولا طمأنته 
_ هو طبعا آثار الدوا ده
تم نسخ الرابط