رواية تحفة الفصول من الرابع وعشرون للثامن وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

صبيحة يوم الأحد ..
تثائبت فرح بتكاسل أعلى فراشها قبل أن تنظر إلى زوجها الغافى جوارها بوله واضح ثم أنسحبت بهدوء إلى حمامها بعد أن ألتقطت العديد من الثياب المطواة بعناية التى أعدتها بشكل مسبق منذ الأمس ..
كانت الساعة تشير إلى الثامنة عندما داعبت شعيرات زوجها هامسة داخل إحدى أذنيه 
_ حبيبى يلا أصحى ...
أستغرق العديد من الدقائق قبل أن يلتقط ندائها المتكرر والذى هيئ له أنه يأتى من بير سحيق فأجاب أخيرا بصوت متثاقل يغلب عليه النعاس 
_ سيبينى شوية يافرح ..
لكنها أصرت عليه قائلة وهى تقوم بفتح ستائر الغرفة التى شملها الضوء فى ثوان وأغدقها بكل جوانبها 
_ الساعه ٨ يلا قوم بطل كسل ..
ظهر تأففه بشكل جلى خاصة عندما جذب إحدى الوسائد بعصبية ووضعها أعلى رأسه پغضب كى يحجب عن عينيه ذلك الضوء المفاجئ قائلا بحدة 
_ أقفلى الستاير دى ... مش وقت هزار ...
خففت هى من حدة الضوء بتغطية الجانب الأكبر من النافذة العريضة تاركة بصيص نور صغير أرتكز على جانبها من الفراش ثم تحركت بخفة إلى جوار زوجها قائلة برقة مداعبة ماظهر من وجهه الذى أختفى معظمه أسفل الوسادة قائلة 
_ مش كفاية دلع بقى .. 
لم يجيبها فى البداية لكن مع تكرار مداعبتها لأسفل ذقنه أجابها بخمول 
_ عاوزة إيه يافرح ..
أجابته برقة 
_ النهاردة الأحد ...
حسنا .. يبدو أنه قد أستغرق فى النوم من جديد حيث تعالت أنفاسه بإنتظام من أسفل وسادته مما جعلها تزيحها عنه بهدوء لتعيد الكرة من جديد وتهمس فى أذنه برقة 
_ حبيبى أنت نمت تانى ..
صدرت منه همهمات خفيفة خرجت من جوفه دونما أن تتحرك شفتيه إشارة لإستعداده للإنسحاب إلى المرحلة الثانية من النوم حيث ترفرف روحه بعيدا إلى عالم الأحلام لكنها لم تتركه يصل إلى هذا الحد من النعاس بل ألتمعت عيناها بحماس قائلة بصوت عال متعمد كى يصل إلى مسامعه 
_ وأنا اللى كنت عاوزة آخد رأيك فى ال ....
لاحظت هى توقف أنفاسه المنتظمة عقب جملتها تلك فأبتسمت بثقة بعدما نجحت فى إستراق إنتباهه مما جعلها تكمل بدلال 
_ مش عارفة حاسة البتاع اللى لابساه ده مكشوف أوى ..
دون مقدمات وجدت عيناه مفتوحتان عن آخريهما محدقا بها قبل أن يتسائل 
_ هو فين ...
قطبت مابين حاجبيها قائلة 
_ هو إيه ...
أعتدل أعلى فراشه جالسا قبل أن يفرك وجهه بكفيه موضحا 
_ اللانجرى اللى كنتى عاوزة تاخدى رأيى فيه ... 
صمت قليلا قبل أن يلاحظ ذلك الروب الحريرى الذى ترتديه فأكمل بأعين محدقة 
_ تحت الروب ده صح ...
أبتعدت عنه على الفور محاولة كتم ضحكاتها وهى تقول 
_ لانجرى إيه ! أكيد كنت بتحلم ...
نظر إليها بتشكك قبل أن يوليها ظهره إستعدادا للنوم قائلا 
_ بقى كده .. طيب أنا هكمل فرجة فى الحلم ..
وثبت إليه فى لحظات وجذبته من ذراعه تمنعه من الإستلقاء قائلة 
_ كريم أنت صحيت خلاص متحاولش تهرب بالنوم ...
فرك الزوج وجهه بإحدى كفيه قائلا بضيق 
_ فرح انا مش هروح الشغل النهاردة .. ريحى نفسك وبطلى زن ...
رفعت هى إحدى حاجبيها بدهشة مجيبة 
_ يعنى أنت مركز وفاكر إتفاقنا إمبارح ..
أجابها دون أن ينظر إليها 
_ تقصدى إتفاقك انتى .. أنا موافقتش على حاجة ..
تصنعت الدلال من جديد محاولة إقناعه قائلة  
_ ياحبيبى ليه بس ده إحنا حتى هنروح نبص بصة سريعة مع بعض وبعد كده نتغدى برة فى المكان اللى تختاره ..
أجابها بهدوء 
_ هنروح ونبص ! نون الجمع بتعمل إيه هنا !
هزت كتفيها بلا مبالاة موضحة 
_ آه هروح معاك مش أنت وافقت إمبارح !
حرك هو رأسه نافيا  
_ لا أنا موافقتش أنا قولت هبقى أشوف .. فى فرق كبير ..
أمتعضت قسماتها مصطنعة الحزن وهى تقول 
_ وأهون عليك تسيبنى أقعد لوحدى ..
أجابها بغير تأثر 
_ أنا قولتلك ارجعى شغلك تانى وانتى اللى رفضتى ..
طأطأت رأسها إلى الأسفل بإنصياع مجيبة  
_ حاضر هقدم طلب عشان أرجع الشغل تانى مادام ده هيريحك ..
صمتت قليلا قبل أن تضيف بإنكسار 
_ وهقعد فى البيت الفترة دى زى ماأنت عاوز .. مكنتش أعرف إن وجودى معاك فى مكان واحد تقيل على قلبك للدرجادى ..
أنفطر قلبه كعادته من مسحة الحزن التى حلت بها ومن نبرة الخذلان التى ملأت كلماتها فلم يجد فى النهاية مفرا من قوله 
_ طب يلا روحى أجهزى هننزلى معايا النهاردة عشان أفرجك على الشركة ..
فى ثوان أنقلبت قسماتها إلى النقيض وأنارت الإبتسامة وجهها دون مقدمات وأمتدت أصابعها إلى رباط ثوبها الحريرى تجذبه بنعومة لينفرج جانبيه حتى آخرهما مظهرا بوضوح مايستتر أسفله .. 
رفع هو حاجبيه بدهشة قبل أن يعلق متأملا ماترتديه 
_ ده أنتى كنتى واثقة إنك هتقنعينى بقى ..
أرخت ذراعيها إلى الأسفل لينزلق الثوب الناعم أرضا قبل أن تتوجه هى إلى مرآتها تهندم ملابسها الكلاسيكية وهى تقول بثبات 
_ أنا عارفة ياحبيبى إنك مش ممكن ترفضلى طلب ..
ثم أضافت بعدما رمقته بنظرة طويلة داخل مرآتها قائلة 
_ مش أنا فروحة حبيبتك ولا إيه ..
ظهرت على شفتيه شبه إبتسامة مجاملة ردا على جملتها تلك دونما التفوه بأى كلمة وأتبعها تحرك جسده من أعلى فراشه بصمت موحش وبوجه واجم فى طريقه إلى حمامه لبدئ يومه مع إنقباضة صدر موجعة لم تغب عنه يوما منذ زواجهما وكأنها ترجوه بإلحاح للإنتباه والتحقق عما يجرى من حوله ..
 
يبدو أنها بالفعل على دراية تامة بما تفعله 
هذا هو ماحدثته به نفسه أثناء تناوله لقهوته الصباحية بداخل مكتبه متأملا الفناء الخارجى لشركته من نافذته الزجاجية ..
فهاهى سيارة كريم تصطف بالأسفل ويترجل منها كلا من فرح وصديقه كما أخبرته هنا بالأمس ..
ومثلما أمرته هى قام بترتيب الأمر والإتصال بإحدى الشركات التى يتوجب على كريم توقيع بعض الأوراق بصحبتهم وقام بالإتفاق على تواجدهم داخل مقر الشركة فى تمام العاشرة صباحا لإنهاء الصفقة وذلك بالطبع كى يقوم بإبعاد كريم لبعض الوقت ويتمكن هو من الإختلاء بفرح بصورة أكبر ..
ظهرت أسنانه البيضاء اللامعة بشكل واضح عند تبسمه بخبث قبل أن يتوجه رأسا إلى مكتب كريم بعد عدة دقائق من دلوف الزوجان إلى مقر الشركة ...
وقبل أن تطأ قدماهما ذلك المكتب الأنيق الذى أشتاق بشدة لزيارة صاحبه كان صوت هشام الجهور ينبعث من داخله قائلا بتهليل مصطنع 
_ أهلا بالعرايس نورتوا الشركة .. 
ألتفتت أعين الزوجان بدهشة إلى ذلك الجالس بأريحية شديدة فوق إحدى المقاعد المقابله للمكتب لكن سرعان ما تحولت تلك الدهشة إلى إبتسامة بشوشة على وجه فرح بينما كريم عبست ملامحه متسائلا بجدية 
_ بتعمل إيه فى مكتبى !
غادر هشام مقعده متوجها إليهما بصورة حميمة قائلا بترحاب  
_ الناس تقول صباح الخير الأول ياأخى ..
ثم وجه كلماته إلى الزوجة قائلا وهو يمد يده إليها مصافحا 
_ نورتى الشركة يافرح ..
أستقبلت يده بخجل مجيبة
تم نسخ الرابط