رواية تحفة الفصول من الرابع وعشرون للثامن وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

سيطرت عليه عندما قاطع إجتماعه اليوم مكالمة واردة ألحت عليه بشدة حتى قام بالرد عليها 
ظن فى البداية أنها موجهة إلى زوجته فحاول التغاض عنها إلا أن تكرارها المستمر دون داع دفعه للإجابة موضحا عدم تواجد زوجته برفقته ..
لكن كعادتها قاطعت حديثه الأول قائلة بدلالها المعتاد 
_ رغم إنى زعلانة منك .. بس وحشتنى ..
أكملت دونما إنقطاع 
_ كده بردو تضايق من إن فرح بتفضفض معايا بكلمتين طب احمد ربنا إنها بتفضفضلى أنا أحسن ماترتاح فى الكلام مع حد تانى وتحكيله هو ...
أنقلبت لهجتها إلى التهكم متابعة 
_ أووووبس .. مايمكن فعلا بتحكيله هو دلوقتى وهم قاعدين فى مكتبه لوحدهم .. تفتكر وصلت معاه لحد فين !
خرجت ضحكة رقيعة من بين شفتيها مكملة 
_ أوعى تفهمنى غلط .. أقصد وصلت معاه لحد فين فى كلامها عن حياتكوا مش فى حاجة تانية أنت عارف إن فرح بنت رقيقة رومانسية ملهاش فى الكلام ده وأنها لما بتحب بجد بيبقى من قلبها وإستحالة تخون أو تنسى حد حبته بسهولة كده بس ياترى بقى هى بتحب مين دلوقتى !
مش بيقولوا ..وماالحب إلا للحبيب الأول !
فى تلك اللحظة كان كريم قد أستشاط ڠضبا من كلماتها التى عجز عن الرد عليها وسط ذلك الحشد من الأناس فحاول كتم غيظه مما جعل عروق وجهه تستنفر بشكل ملحوظ بعد أن تحول لونه إلى الأحمر بينما قبضته أشتدت حتى خيل له أنها على وشك ټدمير الحائط الفاصل بين مكتبه ومكتب ذلك الخائڼ ..
دفعته ساقيه رغما عنه للتوجه إليهما وكأنه بصدد القبض عليهم متلبسين بجرمهما لكن أوقفه إحدى أعضاء الوفد قائلا بالإنجليزية 
_ سيد كريم نحن ننتظرك ..
فى تلك اللحظة أفاق من الحالة التى سيطرت عليه ونظر إلى هاتفه ليجد أن المكالمة قد أنتهت منذ ثوان دونما أن يشعر ..
نفض عن رأسه كلمات تلك الخبيثة محاولا بث الطمأنينة بداخله إلى إخلاص زوجته إليه إلا أنه رغما عنه ظل فى ذلك الصراع الداخلى حتى أنتهى إجتماعه وهرول متجها إلى مكتب هشام ...
كم تمنى فى تلك اللحظة ألا يراها بصحبته كم رغب فى رؤية عبوس وجهها وجديتها فى الحديث معه إلا أن مارآه خالف جميع أمنياته .. 
فقد كانت تبتسم إبتسامتها التى طالما عشقها !!! كانت تضحك بسخاء حتى يبدو للرائى أنها فى قمة سعادتها وكأنها برفقة من تهوى ..
آتاه صوتها الضاحك من الخارج وهى تتحدث معه بود !! 
لقد سمحت له بالتمتع برؤية جمال ثغرها الممتلئ بإبتسامتها الرقيقه التى تنير وجهها !
لقد أذنت له بتجاذب أطراف الحديث معاها وتسليط نظراته عليها دونما حياء أو خجل ...
هو يعلم جيدا هذه النظرة التى رآها بداخل عدستيها فى تلك اللحظة والموجهة إلى صديقه إنها تشبه إلى حد كبير تلك النظرات التى كانت توجهها له من قبل نظرات ممتلئة بالإعجاب والشغف و ... والحب ..
يتبع

تم نسخ الرابط