رواية تحفة الفصول من الرابع وعشرون للثامن وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات
المحتويات
_ شكرا ياهشام ..
أحتفظ هشام بيدها لمدة ليست بالقصيرة مما جعلها تحاول التحرك من مكانها للإفلات منه معقبة
_ أنا قولت آجى أتفرج بقى ولو عجبنى الوضع أشتغل معاكوا ..
أفلتت نظرة جانبية منه موجهة إلى صديقه المتحفز والذى رمق زوجته بنظرة محذرة قبل أن يقول الأول بدهاء
_ أنا واثق إن كل حاجة هتعجبك هنا وهتفضلى معانا على طول ...
_ مقولتليش أنت هنا بتعمل إيه ..
إستعاد هشام وضعية الجلوس من جديد أعلى مقعده قائلا برسمية
_ وفد الشركة اليابانى فى الطريق عشان يمضوا العقود المتأخرة وكنت همضيها أنا .. بس بما إنك جيت يابطل أستلم بقى مهام وظيفتك ...
_ وهى العقود دى مكنش ينفع تتمضى فى مكتبك ولا هو مكتبى عليه سكر ..
لكن قبل أن يجيبه هشام الذى حاول العثور على إجابه لذلك السؤال المباغت تعالت طرقات خفيفة على باب المكتب من الخارج أتبعها ظهور سكرتيرته الخاصة تبلغه بوصول الضيوف المنتظرة فى الموعد المحدد فلم يمهل هشام صديقه فرصة للرد عليها بل أجاب هو على الفور آذنا لها بإدخالهم ..
_ أسمحيلى أنا أفرجك على باقى الشركة على ماكريم يخلص إجتماعه ..
أوقفه كريم بإشارة من يده محذرا
_ فرح مش هتروح فى حتة .. هتفضل معايا هنا لحد ماأخلص ..
_ مينفعش دول جماعة يابان وأهم حاجة عندهم التركيز والإلتزام هى هتفضل هنا بصفتها إيه ! غير إنك مش هتركز وهى معاك ...
صدقت فرح على كلماته قائلة
_ معاه حق ياكريم متقلقش أنا هتفرج على الشركة وبعد كده هستناك فى مكتب هشام على ماتخلص ..
هز هو رأسه بقوة رافضا لكن قبل أن ينطق بكلمة أعتلت الطرقات من جديد بالخارج أتبعها على الفور دخول طاقم كامل مكون من ستة أفراد أمتلأت بهم الغرفة فى الحال مكونين حاجزا بشريا يمنعه من الوصول إلى زوجته التى أتبعت صديقه فما كان منه سوى أن يرمقهما بنظرات ڼارية غاضبة حاول إخفائها أثناء ترحيبه بالطاقم اليابانى الذين توالوا مصافحته بحرارة مع همهمات باللغة اليابانية المختلطة بالإنجليزية زادت من حنقه وسخطه ..
لم تستغرق تلك الرحلة الإستكشافية أكثر من ثلث الساعة أستمتع فيها هشام بقربه وبحديثه إليه كالأيام الخوال إلى أن أنتهى المطاف بهما داخل مكتبه فهاهى تجلس بمقابلته بغير تكلف أو عناء يفصله عنها أقل من نصف المتر تحتسى معه قهوته المفضلة ..
تأملها لبضع لحظات بإبتسامة بلهاء قبل أن يتسائل بتملق
أرتشفت رشفة صغيرة من فنجانها ثم أجابته برقة
_ لسه بردو ذوقك زى ماهو متغيرش ..
أراح ظهره على مقعده معقبا بفرحة حاول إخفائها
_ وأنتى لسة فاكرة ذوقى ..
أجابته دون تفكير
_ وهنساه ليه !
ثبت نظراته على رماديتيها متسائلا برجاء
_ يعنى منستيش زى ماأنا كمان منستش !
هزت رأسها مجيبة وهى تضع فنجانها بجوارها
_ أزاى صداقة سنين تتنسى ..
تحرك بجسده إلى الأمام بإنفعال واضح قائلا
_ فرح أرجوكى بلاش ...
لم تفهم هى المغزى من وراء كلماته فتسائلت بدهشة حقيقية
_ فى إيه ياهشام ! هو إيه اللى بلاش !
أجابها موضحا بوجه غلب عليه الشوق
_ بلاش تعاملينى على إنى كنت مجرد صديق قديم ..
أبتسمت بلطف موضحة
_ مين قال كده !
صمتت لبضع لحظات أنفرجت فيها ملامح الجالس بلهفة متأملا سماع المزيد من الكلمات التى تبث بداخله الأمل من جديد فأكملت هى موضحة
_ انت مش كنت صديق قديم ولاحاجة بالعكس إحنا لسة أصدقاء ..
ظهرت عليه علامات الخيبة الواضحة لكن رغما عن ذلك لم يستطع سوى أن يجيبها قائلا
_ماشى يافرح وأنا موافق ..
تناولت فنجانها من جديد ترتشف منه بضع رشفات قبل أن تستطرد فى حديثها قائلة
_ أنت بقيت غريب أوى ياهشام .. إيه اللى غيرك كده !
خرجت تنهيدة حارة من بين شفتيه مجيبا
_ بقى مش عارفة !
حاولت فرح الهرب من نظراته المسلطة عليها فقالت بإرتباك مشيرة إلى فنجانه الذى لم يمس بعد
_ قهوتك هتبرد ..
أعجبه ذلك التوتر الذى شملها وزاده ثقة بتواجد ولو بذرة صغيرة له بداخلها يستطع إنباتها من جديد فأبتسم بخيلاء ملتقطا فنجانه والذى قام بإحتسائه على دفعة واحدة قى لحظات ترددت فيها هى قليلا قبل أن تقول
_ إيه رأيك لو أشتغلت معاكوا !
ألتمعت عينيه بشغف مجيبا دون تفكير
_ ياريت ..
فرح بإحباط
_ ياريت كريم كان متحمس زيك كده ..
صمتت قليلا قبل أن تتسائل ببراءة
_ تقدر تقنعه !
خرجت ضحكة ساخرة من بين شفتيه مجيبا
_ للأسف أنا الوحيد اللى مقدرش أخدمك فى الموضوع ده ..
تأففت بضيق قائلة
_ طب أنا مش عارفة ازاى أخليه يوافق ..
لمعت عينيه بفكرة راودته وسرعان ماباح بها دون تفكير قائلا
_ خلاص أدخلى شريكة معانا وتبقى حطتيه قدام الأمر الواقع ..
صمتت هى لبضع لحظات مفكرة قبل أن تقول بتردد
_ مقدرش أعمل كده وبعدين .. وبعدين أنا معيش سيولة اقدر اخش بيها معاكوا ..
أجابها مطمئنا بوجه باسم
_ لو على السيولة متشيليش هم مش عاوزك تدفعى حاجة خالص ..
رمقها بنظرة طويلة شملتها فى ثوان قبل أن يقول هامسا
_ أصلا كفاية إنك تبقى شريكتى ..
ألتمعت عينى فرح بطريقة ملحوظة وكأنها على وشك التحول قبل أن تتراجع بظهرها إلى مسند مقعدها قائلة
_ بس كريم مش هيوافق إنى أدخل شريكه إلا إذا ..
هشام بلهفة
_ إلا إذا إيه !
وضعت فرح ساقا فوق الأخرى بغرور قائلة
_ فى حل بس بيتهيألى مش هتوافق عليه ..
هشام بحماس واضح
_ قولى إنتى بس وملكيش دعوة أنا موافق على أى حاجة تقوليها ...
أقتربت إلى الأمام بجسدها هامسة
_ إن الشراكة دى تبقى بأسم هنا
هشام بإستغراب
_ هنا ! وإيه علاقتها بالموضوع !
أستقامت فرح من جديد معتدلة فى جلستها موضحة
_ ساعتها هنا هتبقى هى اللى شاركتك وأنا مجرد بتابعلها نصيبها فبالطريقة دى مش هيقدر يعترض .. ووجودى معاكوا هيبقى حاجة خارجة عن إرادتى ..
هشام بتردد
_ بس ..
نكست فرح رأسها بحزن مقاطعة
_ شوفت بقى مش قولتلك مش هتوافق
هز هشام رأسه محاولا نفى تلك التهمة عنه قبل أن يقول بإبتسامة مرتعشة
_ وانتى واثقة فيها للدرجادى !
أجابته بحماس
_ طبعا ياهشام هنا أتغيرت خالص فى الفترة اللى فاتت دى ...
رمقها هو بنظرة متشككة محاولا فيها فهم مايدور بخلدها قبل أن تضيف هى
_ وبعدين دى توأمى يعنى يعتبر أنا وهى واحد مش كده ولا إيه ..
ألتمعت عينيها بطريقة واضحة فى الجملة الاخيرة تلك قبل أن يظهر شبح إبتسامة صغيرة على
متابعة القراءة