رواية تحفة الفصول من الرابع وعشرون للثامن وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات
المحتويات
يمر بتلك السرعة فهاهى الساعة تعن دقاتها عن الثانية عشر مساءا عندما أعتلى كريم فراشه بتكاسل بينما زوجته تتقدم إليه بتمايل حاملة بين يديها أصناف الطعام المختلفة لتناول الإفطار فأعتدل هو بحماس قائلا
_ مش كان زمانا قى الفندق مرتاحين بيجيلنا الفطار والغدا والعشا فى الأوضة ..
أجابته بدلال
_ ماأنت أهو بيجيلك لحد السرير وهأكلك بنفسى كمان .. عاوز إيه أكتر من كده دلع ...
_ عاوزك انتى ترتاحى وتدلعى ياحبيبتى ...
قبلته فى وجنته قبل أن تبدأ بإطعامه قائلة
_المهم أنت ياحبيبى تتغذى كده وترتاح عشان لما تنزل الشغل تبقى فايق ..
كان فمه منشغل بمضغ الطعام والذى ماإن أنتهى منه حتى أجاب دون حماس
_ أحنا فين والشغل فين دلوقتى ..
ثم اقترب منها مدللا بمرح
تملصت هى منه بغنج قائلة
_ أزاى هتسيب شركتك كل الوقت ده ياكيمو لازم تنزل تشوف اللى بيحصل ..
أجابها غامزا
_ انتى زهقتى منى وبتطرأينى ولا إيه ..
أجابته على الفور نافية
_ لاااااا طبعا ياروحى مقدرش أزهق منك ..
ثم أضافت مكملة
_ وعشان أثبتلك ده هنزل معاك الشغل من النهاردة ..
_ هنعيده تانى ...
داعبت أصابعها شعيراته قائلة بهدوء
_ من غير ماتتنرفز بس ياحبيبى .. خلينا نتناقش ..
زفر بضيق مجيبا
_ طيب بعدين يافرح نتكلم .. كده كده مش هنزل الشغل النهاردة ..
ظهر على ملامحها الحزن الواضح وهى تجيبه بإقتضاب
_ طيب اللى يريحك ..
حاول هو إزاحة ذلك التوتر الناشب بينهما قائلا بلطف
تسائلت دون النظر إليه
_ احنا هنخرج !
أجابها أثناء إستكماله لفطوره
_ تحبى نروح الكافيه بتاعنا ..
عبست مابين حاجبيها متسائلة بإستغراب
_ الكافيه بتاعنا !
أجابها موضحا
_ اللى كنا بنقعد فيه على طول .. فى إيه مالك يافرح !
تلعثمت هى بتوتر قائلة أثناء مغادرتها الفراش
جذبها من معصمها إليه قائلا
_طب تعالى ننام كويس ...
تملصت من بين يديه بنعومة قائلة بإعتراض
_ سيبنى بقى ياكريم بجد ورايا حاجات أعملها ..
تسائل هو بعينيه دون أن ينطق فأردفت موضحة
_ عاوزة أوضب هدومى .. الشنط من وقت ماجبتها من البيت عندى وهى مقفولة ..
_ خلاص ياستى وانا هساعدك ..
نظرت إليه نظرة طويلة قائلة بتحذير
_ بس بأدبك فاهمنى ولا ...
أقترب منها بعناد متسائلا
_ ولا إيه ! عاوز أعرف هتعملى إيه لو قليت أدبى !
لمعت عيناها بشغف مجيبة بتحد
_ جرب وأنت تعرف ...
تأملها كريم لعدة لحظات محاولا فهم تلك التركيبة المتناقضة لزوجته فتارة تصبح كعذراء خجولة منطوية لاتجرؤ على النظر بداخل عينيه وتارة اخرى تغدو جريئة خليعة وكأنها معتادة على تلك المواقف ..
راقبها وهى تفرغ محتويات حقيبتها قبل أن يتسائل بتشكك
_ فرح عاوز أسألك على حاجة ...
اجابته دون أن تنظر إليه
_ أسأل ..
كريم
_ هو أنتى دلوقتى حاطة مكياج أو أى خافى لعيوب البشرة !
صدرت ضحكة صغيرة منها قبل أن تجيبه
_ لا ليه !
ثم أستدركت بثقة
_ مستغرب يعنى إنى حلوة كده على طول .. لا أطمن ياسيدى مش حاطة حاجه كله طبيعى ..
تقدم لبضع خطوات حتى أصبح فى مواجهتها يتأمل وجهها بدقة متسائلا بجدية
_ أمال النمش فين !
عبست متسائلة بإستغراب
_ نمش !
أجابها موضحا
_ النمش اللى كان على مناخيرك وخدودك !
أبتلعت لعابها بصعوبة عدة مرات قبل أن تقول بتلعثم
_ عادى يعنى راح
تسائل بعدم إقتناع
_ راح ازاى !
صمتت هى لبضع لحظات قبل أن تجيب بثقة
_ بالليزر والكريمات .. جبت كريمات من لندن وكنت بواظب عليها لحد مااختفى وقبلها عملت ليزر ..
ظهر على الزوج علامات الأسف متسائلا
_ هو كده مش هيرجع تانى !
هزت كتفيها بلا مبالاة قائلة
_ اشمعنى يعنى ..
أجابها ببراءة طفل
_ بصراحة كنت بحب أوى شكل خدودك بالنمش الروز ده اللى كان مخلى خدودك حمرا على طول وكنت ببقى عاوز آكلها ..
اجابته بإبتسامة
_ خلاص ياسيدى ليك عليا أقعدلك فى الشمس طول النهار لحد مايطلع تانى ...
ثم أضافت غامزة
_ وبعدين هو أنت يعنى سايب خدودى فى حالها ماانت بتاكلها بردو .
صدرت ضحكة عالية من بين شفتيه قبل أن يتمتم
_ كدة طب أنا عاوز أدوق دلوقتى ..
أجابته بصرامة
_ وبعدين بقى هترجع فى كلامك ولا إيه ! قوم يلا فرغ معايا الشنط ..
أمتثل هو لمطلبها رغما عنه قائلا بتأفف
_ حاضر أمرى لله ...
شرعت هى على الفور بإخراج محتويات الحقيبة الأولى التى تحتوى على العديد من ملابسها بينما كريم قام بفتح الجزء المخصص لها من الخزانة متناولا منها ماأنتهت من ترتيبه ليضعه أعلى الرفوف الخاصة بها بعناية بعد أن لفت أنظاره تلك الملابس الغير مألوفه له والتى لاتناسب زوق زوجته نهائيا ..
تناول هو إحدى القطع الكاجوال الصيفية بين يديه يتفحصها بعناية قبل أن يقول بإستخفاف واضح
_ دى مفتحة من كل حتة شباك ومناور .. اومال فين باقى البيجامة دى ..
صدرت منها ضحكة صغيرة قبل أن تقول
_ بيجامة إيه ده خروج ...
أرتفع حاجبيه بإستنكار مصطنع فهو يعلم جيدا أنها ليست قطعة بيتية وأجاب بعدم رضا
_ ازاى يعنى هتلبسيها كده مش ملاحظة إن زوقك اتغير ١٨٠ درجة ...
أجابته دون أن تنظر إليه
_ للأفضل طبعا .. مش كده أحسن من اللبس الرجالى اللى كنت ډافنة نفسى فيه ..
توقف هو عما يفعله معلقا
_ لا مش أحسن ولا حاجة ... انتى كنتى عاجبانى بأستايلك ده إنما الحاجات الجديدة دى مينفعش تتلبس غير أنها لا زوقك ولا شخصيتك ..
لم تهتم لكلماته حقا بل أخرجت إحدى ملابس النوم الناعمة الخاصة بها باللون الأسود قبل أن تقول بخبث
_ أنا بردو بقول إن الحاجات دى لا زوقى ولا شخصيتى فهستغنى عنها ..
كادت أن تلقى مابيدها جانبا لولا أنه أمسك معصمها بقوة قائلا
_ لاااا كله إلا ده ..
ألتقطه منها على الفور وقام برفعه إلى الأعلى بأطراف أصابعه يتأمله بإعجاب قبل أن يصدر من بين شفتيه صفير طويل أتبعه قوله
_ أهو هو ده الكلام .. يلا قومى ألبسيه ..
تجاهلت كلماته قائلة بفخر
_ على فكرة ده العادى بتاعى يعنى ..
صدرت منه ضحكة طويلة أتبعها بقوله
_ فعلا معاكى حق ده بأمارة بيجامة الميكى ماوس واللكلوك الأرنوب اللى كنتى لابساهم يوم الحاډثة صح ..
أتسعت عدستيها پذعر واضح قبل أن تقول بتلعثم
_ ح..ادثة ! حاډثة إيه !
أقترب منها محاولا تهدئتها قائلا
_ لما رجلك أتلوت وجبتلك الدكتور ... مال وشك أصفر كده ليه هى رجلك لسة وجعاكى ...ورينى كده ..
أنحنى كريم على إحدى ركبتيه بخفة محاولا فحص قدمها التى سبق أن أصيبت قائلا
_ هى دى صح ..
أزاحت قدمها عنه
متابعة القراءة