رواية تحفة الفصول من الرابع وعشرون للثامن وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

دون إكتراث _ كده ازاى !
كريم بنبرة أقرب إلى الحدة 
_ جايبنا عشان تسكت ولا تتفرج علينا !
أنتبه هشام إلى مايفعله أخيرا قبل أن يعلق بتملق  
_ لا طبعا احنا هنا النهاردة عشان نحتفل مع بعض بمناسبة جوازكوا وأعزمكوا على عشا يليق بيكوا ..
همهم كريم بتأفف 
_ طب أتفضل أعزم عشان نخلص .
أشار هشام بإحدى يديه إلى النادل والذى أقترب على الفور حاملا بيده لوح إلكترونى بينما وجهه مزين بإبتسامة عريضة قائلا 
_ مساء الخير يافندم تحت أمركوا ..
تولى هشام زمام الأمور وتسائل بترحاب 
_ ها تحبوا تطلبوا إيه ! 
ثم توجه ببصره إلى فرح معلقا 
_ أعتقد انتى يافرح طبعا هتطلبى الأسكالوب اللى بتحبيه ..
قاطع كريم كلماته واضعا ذراعه أعلى كتفى زوجته قبل أن يقول بهدوء 
_ لا خلاص بطلت تحبه ..
ثم أضاف بتحد 
_ بقت بس تحب اللى أنا أحبه ...
صمت قليلا قبل أن يضيف موجها كلماته إليها 
_ هاتحبى أطلبلك إيه يافرح .. 
أجابته على الفور ببشاشة  
_ اللى تطلبه ياحبييى ..
أملى كريم ماأراده على النادل بينما هشام أغتصب إبتسامة مجاملة حاول إخراجها بجهد واضح محدثا النادل عقب إنتهاء صديقه  
_ طيب بالنسبالى أنا هاخد اسكالوب .. اصلى بحبه من زمان وهفضل أحبه مهما أتغير ..
أضاف جملته الاخيرة بينما عيناه مرتكزتان عليها قبل أن يقول وكأنه يصحح ماخرج عنه سهوا 
_ أقصد مهما طعمه أتغير من مكان للتانى ..
بالطبع ألتقط الزوج ذلك التلميح الوقح الساذج من وراء كلمات صديقه فزاد من إحكام ذراعه أعلى كتفى زوجته بقوة بصورة تلقائية لم يشعر هو بها سوى عند خروج صوت تألمها بضعف هامسة وهى تنظر إليه 
_ كريم ..
ألتفت إليها على الفور فوقعت عيناه عليها وهى تحكم الضغط بأسنانها على شفتها السفلى كى لايفلت منها صوت تألمها فأتسعت عيناه پغضب واضح وتطاير منه الشرر فور رؤيتها على تلك الصورة متغاضيا الطرف عن السبب من ورائها ..
ماإن رمقها بتلك النظرة الغاضبة حتى حررت فرح شفتها السفلى وتوجهت بوجهها إلى الأسفل بخجل فى نفس الوقت الذى ثبت فيه هشام نظره على العروسين محاولا فهم مايحدث وعند ملاحظته ذلك التوتر الذى نشب بينهم قال بخبث 
_ إيه ياجماعة أخبار شهر العسل .. توقعت إنكوا هتسافروا لندن ..
رفعت فرح رأسها إليه تجيبه بسرعة 
_ قولنا نقضى الاسبوع ده فى بيتنا أحسن .
أجابها ساخرا 
_ ومستعجلة على الحبسة ليه .. 
ثم أضاف متسائلا بأعين لامعة 
_ صحيح إيه أخبار بابكى ومامتك و .. هنا ..
ظهر التوتر على ملامح فرح قبل أن تجيب دون النظر إليه  
_ الحمد لله بخير ..
لاحظ هو ذلك الإضطراب الذى شملها فتسائل على الفور 
_ مش ناوين ينزلوا مصر قريب !
صمتت قليلا قبل أن تجيبه بتلعثم  
_ مش عارفة .. معتقدش ..
ظهرت إبتسامة جانبية اعلى شفتيه معلقا 
_ على كدة هنا بتكلمك أكيد ..
بدأت ساقيها قى الإهتزاز بتأزم واضح أسفل الطاولة عندما لاحظ كريم ماأصابها فأجابه هو تلك المرة  
_ إيه ياهشام انت بقيت تشتغل وكيل نيابة ولا دى هواية قديمة عندك .
أبتسم هشام بسخرية قبل أن يجيب بمكر  
_ لا أبدا بس أصل بصراحة هنا وحشتنى ونفسى نرجع لبعض بس مش عارف أوصلها خالص .. 
صمت قليلا قبل أن يضيف موجها كلماته إلى فرح 
_ أبقى أدينى رقمها يافرح قبل ما ....
لكن كريم قاطعه قائلا 
_ فرح هتبقى توصلها رغبتك دى ولو هى موافقة أكيد هتكلمك ..
أرتكز هشام بمرفقيه أعلى الطاولة معلقا وهو يجول ببصره على قسمات الجالسة أمامه 
_ فرح طول عمرها هى همزة الوصل وحمامة السلام بينى وبينها ..
ثم اضاف بحرارة متسائلا 
_ فاكرة يافرح ..
هزت فرح رأسها بضعف قائلة وهى تضع أصابعها على إحدى جوانب رأسها مجيبة 
_ آه فاكرة .. 
لاحظ كريم على الفور ماأصاب زوجته وشعر بوهنها الواضح فتسائل بقلق واضح 
_ مالك يافرح الصداع رجع تانى ولا إيه !
هزت رأسها ببطئ دون أن تتحدث فألتفت بجسده إليها بإنزعاج معاتبا 
_ ماخدتيش الدوا قبل ماننزل صح ..
أجابته مبررة 
_ ماأنت عارف بينيمنى إزاى وببقى دايخه ومكنتش هقدر أنزل ...
بالطبع ألتقط هشام أطراف الحوار الشبه هامس بينهما فتسائل متصنعا القلق 
_ خير دوا إيه مالها فرح !
أجابه كريم بغير إكتراث دون أن ينظر إليه 
_ أبدا شوية صداع .. 
ثم وجه كلماته إلى زوجته من جديد قائلا 
_ طب تحبى نتحرك دلوقتى .. 
أجابته على الفور دون تفكير 
_ لا لا ملوش لزوم دلوقتى أبقى كويسة أنا معايا الشريط فى الشنطة .. هاخد الجرعة حالا ..
تدخل هشام معلقا  
_ خلاص خليها براحتها ياكريم .. دلوقتى تندمج فى السهرة وتنسى الصداع ..
رمقه كريم بنظرة مزدرية قبل أن يتجاهله موجها كلماته إلى زوجته من جديد محمسا  
_ لو تعبانة نمشى .. مترهقيش نفسك على الفاضى ..
هزت رأسها نافية مع إبتسامة مطمأنة قبل أن يتحدث هشام مرة أخرى قائلا بخبث 
_ ميبقاش قلبك رهيف كده ياكيمو هى تلاقيها بس مبتاكلش كويس اليومين دول ... 
ثم أضاف متطلعا إلى جسدها بوقاحة 
_ مش شايفها خاسة أزاى ..
رمقه كريم بحنق قبل أن تتكور قبضته پغضب راغما فى تلقين ذلك الأحمق درس على تجاوزه ذلك لكن سرعان ماأحس هذا المتحزلق بماهو على وشك الحدوث فأرتفع صوته مازحا  
_ أهو الأكل جه على السيرة عشان متاخدش الدوا على معدة فاضية ..
شعرت فرح بتلك الحالة التى عليها زوجها فوكزته بمرفقها مهدأة قبل أن تتناول دوائها بوجه شاحب فأستعاد كريم إهتمامه بها من جديد وحثها على تناول الطعام الذى لم يمسه هو بينما الطرف الثالث فى تلك الجلسة لم يتوقف عن إلتهام ماأمامه پحقد واضح وأعين حاسدة وماإن أنتهى حتى أشار إلى النادل لرفع ماتبقى وإحضار فنجان من القهوة إليه فى حين رفض ضيفيه تناول شئ آخر ...
ظهر على فرح علامات التحسن عندما تناولت القليل من الطعام وزاد تركيزها عند خوض الشابان لذلك الحديث عن العمل فأرهفت السمع وأنتبهت حواسها لكل كلمة تقال لكن حالة زوجها المزاجية لم تسمح لذلك الحديث بالإطالة وسرعان ماأنهاه قائلا 
_ نكمل كلامنا فى الشركة أظن أحنا مش جايين نتكلم فى الشغل ...
أرتشف هشام آخر رشفة من فنجانه معلقا 
_ زى ماتحب ..
فى تلك اللحظة تعالت أصوات الموسيقى الناعمة من حولهم داعية العاشقين لبدأ رقصتهم الأولى على أنغامها فأنتهز هشام الفرصة على الفور وغادر مقعده متجها إلى فرح ليقول بتهذيب مادا يده إليها مع إنحناءة 
_ تسمحيلى بالرقصة دى ..
أتسعت عينى كريم من جرأته تلك بل من فجوجه إلى تلك الدرجة لكن ماآثار حفيظته وعدم تصديقه حقا هو رد فعل زوجته التى مدت يدها إليه بهدوء دون حتى أن تلتفت إليه تسأله الموافقة على ذلك ..
ألجمته المفاجأه عن التصرف فعجز عن الحراك لبرهة من الزمن أستيقظ منها عندما أبتعد الثنائى إلى حلبة الرقص حيث توسطا الراقصين بادئين أولى
تم نسخ الرابط