رواية تحفة الفصول من الرابع وعشرون للثامن وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات
المحتويات
خطواتهما..
أرتفعت ذراع هشام بغير خجل لترتكز على خصر شريكته بينما هى وضعت يدها أعلى كتفه بتحفظ ويدها الاخرى تعلقت بداخل كفه المرفوعة إلى مستوى صدره حاولت قدر الإمكان الحفاظ على المسافة المناسبة الفاصلة بينهما خاصة مع أعين زوجها المثبتة عليهما لكن تلك المسافة بدأت بالتقلص حين تحدث هشام قائلا
_ تعرفى إنك أتغيرتى أوى ..
_ أتغيرت أزاى !
ظهرت إبتسامته حنونة عذبة موضحا
_ معرفش من ساعة مارجعتى وأنتى فيكى حاجة غريبة ..
ثم أضاف هامسا
_ يمكن عشان أحلويتى أوى .
أبتسمت بخجل وهى لاتزال تراقب زوجها الغاضب بعدستيها
_ مرسى ياهشام
أقترب منها بضع سنتيمترات دون أن تشعر هى مكملا
_ تعرفى إنى كنت مستنيكى وعمرى مافقدت الأمل ولو للحظة إنك ترجعى طول الفترة اللى فاتت دى وكنت بمنى نفسى بيوم ماأشوفك تانى ..
_ كنت مستنينى أنا ولا هنا !
تناسى الراقصان خطوات الرقص وأكتفيا فقط بالحديث فأجابها العاشق متأملا ملامحها التى أشتاقها بشدة
_ فرح انتى عارفه إن علاقتى انا وهنا خلصت قبل ماتسافروا ...
تسائلت بخبث
_ أنت مش كنت لسه بتقول إنك عاوز ترجعلها ..
_ صدقينى يافرح مفيش فى قلبى غيرك ..
حاولت فرح إفلات يدها من قبضته وتراجعت إلى الخلف پذعر محاولة الفرار منه لكن داهمها ذلك الدوار المعتاد من تأثير الدواء الذى تناولته فترنحت بإعياء قبل أن تستند عليه من جديد هامسة بإسمه ..
ظهرت إبتسامة النصر أعلى محياه معتقدا نجاحه فى إستمالتها فأكمل قائلا بحرارة ولهفة
فى تلك اللحظة لم تعى فرح حرفيا ما يدور حولها فأراحت رأسها أعلى صدره بإنهاك عقب أن فقدت التركيز وشعرت بالأرض تدور من حولها ..
وقبل أن ټنهار تلك المسكينة كان كريم قد غادر مقعده فى طريقه إليها بملامح مهتاجة وعضلات منقبضة على إستعداد لتحطيم كل مايقف أمامه من عقبات وحينما أصبح على بعد عدة خطوات منها رآها وهى ترتمى داخل أحضان صديقه فوثب إليها ممسكا ذراعها پعنف قائلا بحنق
لكن وبعكس ماتوقع فوجىء بها تتهاوى بين ذراعيه فاقدة الوعى تماما ..
يعنى مفيش حاجه خطيره ياأيمن
كانت تلك الكلمات بصوت زوجها هى أول ماتسلل إلى سمعها حينما بدأت بالإفاقة ففتحت عينيها ببطئ محاولة إدراك مايجرى حولها وجدت نفسها مستلقية أعلى فراش غرفة نومها وعلى بعد خطوات منها يقف زوجها وبجواره طبيبها الذى أجابه مطمأنا
زفر الزوج بإرتياح وربت على ذراع صديقه شاكرا قبل أن يقول معتذرا
_ شكرا إنك جيت ياأيمن وإسف إنى أزعجتك فى وقت زى ده ..
أبتسم أيمن قائلا بصوت خاڤت
_ متقولش كده أنا تحت أمرك فى أى وقت ..
ثم أضاف
_ اسمحلى أستأذن أنا بقى الساعة داخلة على ٢ ...
جذبه كريم إلى الخارج قائلا بود
_ تعالى بس نشرب فنجان شاى مع بعض الأول قبل ماتخرج فى الجو ده ..
نظرت فرح فى إثرهما بعدما غادرا الغرفة بهدوء وأنغمست هى فى ظلام دامس ساعدها على الإسترخاء والإستغراق فى النوم من جديد بسرعة شديدة لم تعهدها من قبل حتى أنها لم تشعر بزوجها الذى أستقر بجوارها بعد نصف الساعة وأخذ يعبث بشعيراتها برقة قبل أن يجردها من حذائها ويحكم تغطيتها من جديد ويستلقى هو الآخر بجانبها بعد أن سيطر عليه النوم على الفور من شدة الإرهاق ..
فى نفس الوقت كان أحدهم يرتمى بتثاقل داخل إحدى البارات عقب إنتهائه من المكالمة اليومية المحفزة لطاقة الشړ الموجودة بداخله ..
أما قبل ذلك بعدة ساعات ...
فكان يجلس بإعتدال أعلى المقعد الطويل المقابل للبار الذى أعتاد الفترة الاخيرة التردد عليه لتناول الخمر مساءا خاصة بعد زواج فرح من صديقه وظهور هنا ...
حيث كانت تلك المحادثات اليومية تفقده القدرة على النوم فيلجأ إلى ذلك البار القريب من منزله عله يستطع تناسى مايحدث فتنخمد الڼار المستعرة بداخله لكن مايحدث هو العكس ففى كل مرة تزداد إشتعالا بداخله ولاتنطفئ إلا بعد أن يقضى ليلته مع إحدى العاھړات دون تمييز لشكلها أو لونها أو حتى هيئتها فجميعهن يتشكلن داخل مخيلته فى صورتها هى .. التى فضلت صديقه عليه ..
فى تمام الثانية صباحا ..
أرتفع رنين هاتفه بعدما لهى الخمر برأسه فأجاب بلسان متثاقل
_ أهلا بالعفريتة ..
جائه صوتها الساخر قائلة
_ أنت سکړان ..
أجابها دون إكتراث
_ وفيها إيه ماانا كل يوم بسكر .. بس النهاردة بقى سكرت قبل معادى ..
ارتفعت ضحكة ساخرة من بين شفتيه محملة برائحة الخمر النفاذة قطعتها هى قائلة بجدية
_ أنت لازم تفوق أحسن تضيعنا ...
رغما عن تلاعب الخمر بعقله إلا إنه أجابها بلسان واع
_ وأنتى ايه اللى هيضيعك مش فلوسك بقت فى حضنك خلاص ..
أحتد صوتها قائلة بغيظ
_ أفهم ياغبى احنا مصلحتنا واحدة ..
خرج صوته متقطعا وهو يقول
_ انتى .. لغاية دلوقتى .. مبتعمليش حاجة ..
جائه صوتها واثقا وهى تقول
_ أنا خلاص بدأت وقريب أوى هعرف أسيطر عليه ...
خرجت ضحكة عالية من بين شفتيه ممزوجة بالحسړة قائلا بقلب كاد أن يقطر دما
_ بس هى بتحبه هو وعاوزاه هو ..
أجابته دون تفكير
_ هخليها تكرهه ..
أجابها بلسان متثاقل
_ يووووه أنا لسه هستنى لما تكرهه ...
ثم أضاف بمقت
_ انا لازم أقتله وأخلص منه بنفسى ..
أرتفعت شهقتها محذرة
_ إياك تعمل حاجه من دماغك وتبوظ كل حاجة بخططلها ...
هشام ساخرا
_ طبعا خاېفه على حبيب القلب ..
أجابته بتحد
_ زى ماأنت خاېف على حبيبة القلب .. وخليك فاكر فى إيدى أنا بس إنى أقنعها تبقى مع كريم أو تسيبه وتجيلك ..
خرج صوته متحمسا رغما عن تثاقل كلماته
_ بسرعة بقى أعملى أى حاجة مش قادر اشوفهم مع بعض ...
أجابته آمرة
_ نفذ اللى أتفقنا عليه وكل حاجة هتبقى تمام ... سلام ..
ألقى السكير هاتفه بجواره بغير إهتمام قبل أن يتكأ برأسه الثقيلة على سطح البار متمتما بغير وعى
_ هتكونى ليا يافرح .. انتى بتاعتى أنا وبس ...
لم يشعر بعد ذلك بحاله سوى وهو يصطدم بأرض صلبة پعنف بعدما ألقى به عاملو البار فى العراء عقب إستغراقه فى نوم عميق غير مبالى بموعد الإغلاق الذى حان بعد أن نثر الصباح أولى خيوطه اليومية معلنا عن بدئ يوم جديد ...
الفصل الثامن والعشرون
سرعان ماأنتهت أوقات الراحة والدلال ومرت أيام العسل على العشيقين كحلم وردى لم يعكر صفوه سوى تلك الحالة من الأضطراب الذى سيطر على العروس فى بعض الليال قبل أن يغلبها النوم عقب تناولها لدوائها المعتاد ....
ومع بداية أسبوع جديد .. تحديدا
متابعة القراءة