رواية تحفة الفصول من الرابع وعشرون للثامن وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

دون تفكير 
_ هنبدأ امتى .. 
هنا بمكر 
_ العشرة مليون الأول يكونوا فى حسابى ..
أجابها رافضا 
_ وأنا إيه اللى يضمنلى إنك هتنفذى .. 
أجابته بلا إكتراث  
_مفيش أى ضمانات ولو مش عاوز براحتك ..
سيطر الصمت على المحادثة لبضع لحظات حاول هو فيها التفكير بتمعن قبل أن يجيب قائلا بهدوء 
_ نص المبلغ دلوقتى والنص التانى بعد ماكل حاجه تتم .. 
أجابته بدلال  
_وانا مش هكسرلك كلمة ياهيشو اتفقنا ..
ثم أضافت 
_ هبعتلك رقم الحساب ..
رغما عن ذلك الشك الذى ملأ قلبه إلا إنه لم يملك سوى أن يتسائل بقلة حيلة  
_ لما أحب أوصلك أعمل إيه !
لكنها أجابته بنفس الكلمات 
_ أستنانى كل يوم هكلمك فى نفس المعاد ..
صدرت كلماته بصورة غاضبة محتجا على تلك الجملة التى تزيد من إستفزازه فقال بحدة  
_ يعنى إنتى عاوزانى أحولك ٥ مليون وانا معرفلكيش مكان ولا رقم أقدر أوصلك عليه ! أنا لازم أعرف أنتى فين بالظبط ..
لم تكترث مطلقا لتلك النبرة الغاضبة التى يتحدث بها وأجابت بلامبالاة 
_ قولتلك متستعجلش ياهيشو وكل حاجه هتعرفها فى وقتها .. أنا لازم أقفل ..
تفاجئ هشام بإنقطاع المكالمة دون أن يأذن هو بذلك فأزداد غيظه الذى أمتزج بذلك الإحساس داخله بعدم الثقة فغادر مقعده بعصبية مفكرا فى السبب وراء إختفائها عنه بذلك الشكل المريب المتعمد وعدم إكتراثها بكلماته وكأنها تمتلك الحجة الكاملة عليه لإرغامه لتحقيق مطالبها ..
فى تلك اللحظة تكورت قبضته بإنفعال متمتما 
_ ده أنا ابقى اهبل لو حولتلك الفلوس كده عميانى ..

تململ كريم فى نومته بإرهاق واضح قبل أن يعتدل جالسا بتأفف عند إدراكه لهوية ذلك المكان الذى غلبه النوم فيه فهاهو يعتلى الأريكة الخاصة بغرفة المعيشة بينما لازال يرتدى ملابس البارحة مسد مؤخرة عنقه بثقل محاولا تذكر أحداث الليلة الماضية ...
فبعد إستغراق زوجته فى النوم أنسحب هو إلى الأسفل مفكرا فى حالها وماآلت إليه وعلى ذلك الأساس قرر الإتصال بشقيقتها علها تستطع توضيح الأمر ولكن كالسابق لم يكن الهاتف داخل نطاق الخدمة وبعد عدة ساعات أستطاع الوصول إليه لكن أيضا دون فائدة حيث أنشغل الخط لبضع دقائق قبل أن يغلق من جديد ..
لعنها فى سره بغيظ وهو يلقى هاتفه بجانبه متسائلا عن سر إهمالها هى ووالديها لفرح وعدم السؤال عليها أو محاولة الإطمئنان على حالها فلا أحد يحادثها من ذويها سوى هنا التى تدعى زوجته محادثتها اليومية لها بتلك المكالمة المجهولة باكرا والتى لاتستمر سوى بضع دقائق ...
لذا قاوم هو رغبته فى النوم مقررا التيقظ حتى الصباح إلى وقت إتصال هنا اليومى بشقيقتها عله يستطع محادثتها وفهم مايحدث لزوجته لكن رغما عنه غلبه النوم ودخل فى سبات عميق لم يستيقظ منه سوى الآن وهاهى الساعة قد جاوزت التاسعة صباحا بعشرة دقائق كاملة ..
ماإن تنبه كريم إلى الساعة حتى وثب من أعلى أريكته بسرعة متوجها إلى الدرج صاعدا إلى الأعلى بقفزات واسعة وماهى إلا لحظات حتى كانت أصابعه تمتد إلى مقبض باب الغرفة يفتحها بأنفاس لاهثة فأستمع إلى قول زوجته 
_ ماشى ياهنون سلميلى على بابا وماما خالص بقى ..
أوقفها بإشارة من يده قائلا بصخب 
_ أستنى هاتى اكلمها .
تأملته فرح بإستغراب قبل أن تقول من خلال هاتفها 
_ الو هنا استنى خدى كريم عاوز يكلمك .. الو الو .... 
لكنها هزت كتفيها بقلة حيلة موضحة 
_ الظاهر أنها قفلت ..
ثم تسائلت بحيرة 
_ كنت عاوزها فى حاجة !
تجاهل قولها قائلا بتعجل  
_ طيب أتصلى بيها تانى دلوقتى ..
هزت رأسها موافقة لكن ماإن اعادت الإتصال حتى قالت بإستغراب 
_ مقفول ..
ظهرت علامات الڠضب أعلى قسمات الزوج الذى تسائل بحدة 
_ وهى لحقت تقفله ! أنا عاوز أعرف بتقفل الموبايل ليه !
أجابت فرح بتلقائية فور تذكرها  
_ اه صحيح .. كانت قالتلى إن الخط اللى جايباه مخصوص للمكالمات لمصر وبتبقى سعر المكالمة أرخص تقريبا فمش عارفة هى قالتلى نظام الخط كده إنه يتصل وممكن يستقبل فى أوقات قليلة أوى ..
أقترب كريم من زوجته قائلا بغير إقتناع 
_ ازاى مفيش وسيلة تواصل غير الرقم ده ! ليه مش بتتكلموا ماسنجر ولاعلى واتساب ولا على أى ابلكيشن خاص بالمكالمات الدولية ! سيبك من ده كله تدينا رقم نكلمها احنا عليه ومتشيليش هم حساب الدقايق الدولية إحنا مش واقعين للدرجادى يعنى على الأقل عشان تطمنى على بباكى ومامتك فى أى وقت ..
صمتت فرح قليلا مفكرة قبل أن تجيبه 
_ هنا الفترة اللى فاتت بعدت عن كل وسائل التواصل الإجتماعى ومبقتش عاوزة تنزل أى ابلكيشنز على موبايلها وبابا كمان عشان صحته مانعين عنه الموبايلات وماما .....
كريم مقاطعا 
_ ايوه وماما إيه ! مش ملاحظة إنك عمالة تقولى حجج ميصدقهاش عيل صغير ..
ثم اضاف بسخرية 
_ لو مستخبين من حاجة قوليلى ..
أنتفخ وجه فرح پغضب قائلة 
_ إيه مستخبين من حاجة دى مالك فى إيه ياكريم على الصبح بدل ماتقول صباح الخير داخل عاوز تتخانق مع دبان وشك ... 
ثم أضافت بتشكك متأملة ملابسه 
_ وبعدين أنت كنت فين بدرى كده ! انت منمتش هنا !
أجابها پغضب مكتوم  
_ كنت متنيل فى الليفنج تحت ..
رفعت إحدى حاجبيها بعدم إقتناع مجيبة 
_ بهدومك دى !
أجابها بنفاذ صبر 
_ ماانتى نايمة بهدومك .. كلمتك أنا ..
كانت لاتزال أعلى فراشها عندما تطلعت هى إلى ماترتديه بإستغراب قبل أن تتذكر أحداث الليلة الماضية قائلة بإضطراب 
_ طب ماأنت عارف إنى كنت تعبانة ونمت بهدومى ..
تذكر هو الآخر حالتها بالأمس فأقترب منها أكثر وجلس بجوارها مربتا 
_ وأنا كمان كنت قلقان عليكى ونمت من غير ماأحس فى الليفنج من كتر التفكير ...
تطلعت إليه بدلال قائلة برقة 
_ وهو أنا كل مرة هبقى تعبانة فيها تقوم متزربن كده عليا وتقعد تزعق !
أصابه تأنيبها فى مقټل فأجاب معتذرا  
_ معلش حقك عليا ...
ثم أضاف بإهتمام 
_ النهاردة إن شاء الله هنروح للدكتور عشان موضوع الصداع ده ..
هزت رأسها رافضة  
_ لا مش هروح لدكاترة .. 
تجاهل قولها ونهض متجها إلى خزانته وهو يقول 
_ انا هاخد دش وأغير هدومى وأنتى كمان أجهزى وهنخرج نفطر برة وبعد كده نروح للدكتور على الساعة ١١ ..
فرح بإمتعاض  
_ طب مانفطر هنا ..
اقترب منها مرة أخرى حاملا منشفته وهو يقول 
_ حبيبتى مش عاوز اتعبك لحد ماأتطمن عليكى ..
جذبته إليها بدلال قائلة 
_ طب ماتيجى أطمنك ..
كاد أن يزعن إليها لولا تنبهه فى اللحظة الأخيرة فتملص منها قائلا بإعتراض 
_ لا احنا كده مش هننزل فى يومنا ده ..
أقتربت منه من جديد هامسة  
_ وفيها إيه بلاش ننزل .. 
لكنه أصر على موقفه قائلا  
_ لازم نطمن عليكى يافرح الأول عشان خاطرى ..
أجابته بإمتعاض طفولى 
_ يووووووه بقى بردو هنروحله ..
رفع كريم حاجبيه بإستنكار قائلا 
_ اااااه قولى كده بقى بتعملى كل ده عشان متروحيش
تم نسخ الرابط