رواية تحفة الفصول من الرابع وعشرون للثامن وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

اه لافعلا معاكى حق ده أحنا هنخرج من بيتنا ونروح بيتنا لا هنشوف حد ولا حد هيشوفنا فعادى ننزل بقمصان النوم والبكينى ....
صمت قليلا قبل أن يرتفع بصره إليها قائلا بسخرية جادة 
_ أقولك .. أنا هروح بالبوكسر ...
كان قد قطع تلك الخطوات الفاصلة بينهم فى ثوان وأمسك إحدى ذراعيها بقوة حينما أزدردت هى لعابها پخوف مستمعة إلى كلماته الشبه هامسة وهو يقول 
_ انتى عارفة اللى المفروض تعمليه .. صح ..
هزت رأسها ببطئ فأضاف هو 
_ قدامك ربع ساعة بالظبط .. بعديهم تقدرى تخليكى بقميص النوم اللى انتى لابساه ده عادى مش هتفرق لأننا مش هنتحرك من البيت ...
رمقها بنظرة طويلة غاضبة قبل أن يغادر الغرفة صافقا بابها ورائه پعنف بعد أن تناول سترته بينما هى تنفست الصعداء فور خروجه وبدأت على الفور فى تبديل ملابسها بوجه ممتعض ..
الفصل السابع والعشرون
لم منحها ذلك المتسع من الوقت !
لمالم يكتف بسبع دقائق فقط لاغير كمهلة ومن بعدها يقوم بإلغاء تلك المقابلة التى لا طائل من ورائها !
لعڼ غبائه بل لعڼ إقتراحه لها بإعطائها فرصة لتبديل ملابسها منذ البداية...
كان يقف فى منتصف بهو منزله ينظر إلى ساعته بتأفف قبل أن تلتقط أذناه صوت طرقات حذائها تعلن عن قدومها فألتفت إليها بوجه لم يخل من العبوس والوجوم يملؤه التحفز للإنتقاد وإفتعال شجار لكن تلك النظرات سرعان ماسيطر عليها اللين عندما أصطدمت بعينيها الباحثة ...
كانت تهبط الدرج بخطوات بطيئة واثقة كدوقة من دوقات العائلة الملكية أو أميرة من أصحاب السمو الرفيع تستعرض أناقة ثوبها ورقى مظهرها أمام البسطاء من العامة توقفت فى المنتصف بخيلاء عندما وقعت عدستيها عليه ولاحظت تلك النظرة المنبهرة التى تطل من عينيه ..
تسمرت عيناه عليها بإعجاب مسترجعا بذاكرته ذلك المشهد الذى أسترعى إنتباهه بقوة إحدى المرات على شاشة التلفاز عندما كان صغيرا هو يتذكره بجميع تفاصيله وكأنه يراه الآن من جديد بالتصوير البطئ لحظة هبوط الأميرة ديانا لدرجات السلم الملكى الطويل لافتة أنظار جميع الحضور من الرجال والنساء والمشاهدين أيضا قبل أن تنضم إليهم فى حفل مهيب يضم العديد من الملوك والملكات من مختلف بلاد العالم برزت وسطهم بوضوح كوردة جورية مزدهرة تنضح وجنتيها بالحمار مفعمة بالحيوية والنشاط على عكس المحيطين بها والذين يغلب عليهم التصنع والجدية ..
كما هى الآن زوجته ...
تبا لها .. كيف يتلون جمالها مع كل قطعة ترتديها وكأنها صنعت خصيصا لأجلها ففى كل مرة يراها فيها تستكشف عيناه بملامحها فتنة وسحرا يزيدونها حسنا وملاحة ..
لم لا وهى ترتد ذلك الثوب الطويل من القطيفة الناعمة باللون القرمزى الدافئ ذات الأكمام المتناسقة والتى تغطى ذراعيها بأناقة أبرزت رشاقة عضدها الذى تزين من منتصفه علوا إلى كتفيها بنقوش من سلاسل الذهب الرفيعة التى نقشت أيضا أعلى نهاية الثوب من الخلف حيث ذلك الذيل الصغير أما نحرها فتألق بعقد زمردى ريحانى نقى أنعكس عليه لون ثوبها القاتم فزاده بريقا عزز من توهج بشرتها البيضاء الناعمة والتى اشرأبت بالحمرة التى كست ملامحها وساهمت فى إبراز درجة رماديتيها الساحرة أما شعيراتها الناعمة رفعتها إلى الأعلى بإحكام تاركة بعضا من خصلاتها تنسدل أعلى جبهتها واخرى تختبأ وراء اذنيها المحليتان بقرطين صغيرين من الزمرد تدلا منهما بأناقة ..
هل كل ماينقصها الآن هو تاج ماسى مرصع يوضع أعلى شعيراتها كى يثبت أصولها الملكية !
ذلك هو مادار بخلده أثناء تطلعه إليها بندم عاضا أنامله بغيظ على ذلك المأزق الذى أوقع نفسه بداخله فكيف له أن يترك العنان لأحدا سامحا له بمطالعة ذلك الجمال !
هل تأخر الوقت بالفعل على الإعتذار عن تلك الدعوة ! أم هل يمكنه يمنتهى الثبات والقوة إظهار إعتراضه على ذلك الرداء هو الآخر معترفا أنه يزيدها حسنا فوق فتنتها الآخاذة !
هبطت ماتبق من درجات بتؤدة حتى أستقرت أمامه بهدوء متسائلة 
_ ها عندك إعتراضات تانيه !
ضغط على أسنانه بقوة من شدة غيظه قبل أن يجيبها بإقتضاب عندما لاحظ رداء الفرو خاصتها مرتكزا على إحدى ذراعيها فأشار إليه بعينيه قائلا  
_ ألبسيه عشان الدنيا برد بره ..
أطاعته فى الحال بإبتسامة رقيقة كادت أن تفقده جديته فولاها ظهره متجها إلى الخارج وأتبعته هى بتعجل عقب إرتادائها ماأمرها به وماهى إلا لحظات حتى كانت تجلس بجواره داخل سيارته التى أنطلق بها على الفور ..

تأبطت ذراعه بدلال أثناء دلوفهما لذلك المكان الأنيق حيث هشام يجلس فى إنتظارهما وماإن رآهما حتى هب واقفا بإبتسامة تزين محياه ..
لم يكن من الصعب العثور عليه خاصة مع بذلته السوداء الأنيقة تلك التى ميزته عن جميع الحضور بملابسهم الكاجوال المريحة ومع طوله الفارع وجسده المتناسق وخضراويتيه الجذابتين كان محط أنظار الجميع تلك الليلة قبل وصول الثنائى المنتظر ..
لم يستطع ذلك الوسيم إبعاد ناظريه عن تلك الجميلة التى تتأبط ذراع صديقه فتجولت عدستاه على كل تفصيلة بها من أعلى راسها حتى أخمص قدميها متجاهلا نظرات الڠضب التى تطل من عينى زوجها الذى قربها إليه بإمتلاك حتى كاد أن يخفيها بداخله إحتجاجا على تلك النظرات الموجهة إليها من كل صوب ...
فى الحقيقة لم تلاحظ هى من هذه النظرات سوى تلك المسلطة على زوجها من الفتيات المتناثرات على كل طاولة من حولهم فأزدادت إلتصاقا به حتى توقفا أمام طاولة هشام والذى تأملها بإعجاب واضح قبل أن يمد كفه مصافحا صديقه الذى لامس يده بفتور فلم يأبه الأول كثيرا لذلك بل إنتقل سريعا إلى يد فرح متناولا أصابعها بخفة قبل أن يحتفظ براحتها كاملة داخل خاصته لبضع ثوان قائلا بإعجاب 
_ لسه زى القمر زى ماأنتى متغيرش فيكى حاجة ...
أبتسمت فرح بإقتضاب مجاملة قبل أن تلقى نظرة جانبية سريعة على زوجها الذى أحمر وجهه ڠضبا حتى بات للرائى أنه على وشك الإڼفجار فى أى وقت فقالت بخفوت 
_ مرسى ياهشام 
فى تلك اللحظة حرك هشام المقعد الفارغ على يمينه إلى الوراء مشيرا لها بالجلوس مع إبتسامة مرحبة واسعة لم تستطع هى رفضها فأطاعته ومن بعدها هم هو بالجلوس أعلى مقعده قبل أن يوجه كلماته إلى كريم قائلا 
_ أقعد ياكريم اتفضل اتفضل ...
رمقها كريم بنظرة ڼارية جاذبا إياها من إحدى ذراعيها قائلا بسخرية وهو يشير إليها بالجلوس فى المقعد المجاور له قبل أن يحتل هو مكانها 
_ ماأنا هتفضل .. بس جمبك لو معندكش مانع ...
أومأ هشام برأسه قائلا بخبث 
_ طبعا ..
لم يفطن كريم إلى أنه وضعها فى مرمى بصر ذلك الذئب القاطن بجواره فأستطاع هشام أن يثبت نظراته الوقحة عليها دون جهد يذكر بينما حاولت هى بشكل واضح الهروب من تلك النظرات بتصنع الإنشغال بإكتشاف المكان من حولها ..
للمرة الأخيرة حاول كريم السيطرة على غضبه وأرتكز بذراعيه على الطاولة متقدما بجسده إلى الأمام محاولا إخفاء زوجته من ورائه قائلا بتهكم 
_ إيه ياإتش هتقضيها كده ولا إيه !
ازاح هشام نظره عن فرح بصعوبة معلقا
تم نسخ الرابط