رواية تحفة الفصول من الرابع وعشرون للثامن وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

هتفضل فى الدورة الدموية شوية مش هتختفى على طول بس لازم تكون جمبها الفترة دى وأنا هديها دوا تانى لموضوع الصداع بعد ماأشوف الأشعة المقطعية وإن شاء الله خير متقلقش ..
أستمع كريم إلى كلمات صديقه حتى النهاية محاولا التشبث بأى أمل لبث الطمأنينة بداخله عل ذلك الهاجس الذى يسيطر عليه بقوة يضمحل ويتلاش إلى العدم ..

كعادته فى ذلك الوقت ..
جلس وسط الظلام ينتظر هاتفها الذى بدأ فى الرنين تمام الساعه الثانية صباحا فأجاب على الفور 
_ الو 
أتاه صوتها الهامس قائلة 
_ مفيش حاجه وصلتنى فى الحساب ياريت ميكونش التأخير من عندك ..
أجابها دون إكتراث  
_ آه من عندى أنا أصلى مضمنكيش ..
ارتفعت ضحكتها الصاخبة مجيبة  
_ خلاص براحتك سلام ..
لكنه أوقفها على الفور قائلا بتردد  
_ استنى بس أنا هحولك المبلغ بس لازم اشوفك الأول ..
زفرت هى بضيق قائلة بصوت خاڤت  
_ رغم إنى ميتلويش دراعى بس أنا موافقة ..
ظهرت اللهفة على نبرات صوته متسائلا 
_ بجد امتى وفين  
أجابته بثقة 
_ افتح الباب ..
لم تنتظر إجابته كعادتها وأغلقت الهاتف بينما هو ظل ينظر إلى خاصته ببلاهه قبل أن يطالع ساعته يتأكد من التوقيت فهاهى الساعة الثانية وعشر دقائق بعد منتصف الليل أزاح الستائر عن نافذته باحثا عنها فى الخارج لكنه لم يرى سوى حبات المطر تلطخ النافذة ولم يشعر سوى بالصقيع يتخلله فتوجه إلى باب منزله يفتحه بحذر متلفتا يمنة ويسارا لعدة دقائق متلحفا برداؤه البيتى من الصوف ..
أحكم إغلاق الرداء على رقبته وصدره بتأفف قبل أن يتقدم عدة خطوات إلى الخارج محاولا تبين إذا ماكانت فى منزلها المقابل له أم لا لكن كل المؤشرات تدل على خلوه من أى قاطن به لذا تراجع إلى الداخل پغضب وأزاح الباب من وراؤه بقدمه وهو يوليه ظهره متمتما _ أنا اللى أستاهل مادام صدقت واحدة زى دى ڼصابة كان لازم أفهم من الأول أنها بتلعب بيا الكورة ..
لكن فى تلك اللحظة ومن اللاشئ أتاه صوتها الناعم من خلفه قائلة بعتاب  
_ مش عيب ياهيشو تقول على هانو حبيبتك نصابه ..
الفصل السادس والعشرون

ألتفت إليها بأعين جاحظة وذعر واضح يملأ ملامحه قبل أن يتراجع بخطوات بطيئة إلى الوراء متسائلا بلسان مرتعش 
_ انتى .. انتى هنا ازاى 
سيطر الظلام على تلك البقعة التى تقف بداخلها فلم يستطع هشام تبين ملامحها بسهولة خاصة مع الخۏف الذى سيطر على أوصاله ومنع عقله من التفكير وكأنها عفريتة من الجن تجتاز الأبواب والنوافذ لايقف أمامها مانع ولايردعها رادع ودون أن يشعر تلاشت الخطوات الفاصلة بينهما وأصبحت على بعد خطوة واحدة منه من غير أن يلاحظ حركة جسدها حيث أنه كاد أن يقسم فى تلك اللحظة أن ساقيها لم تتقدم إليه خطوة واحدة ..
حسنا يبدو أن هول المفاجأه أخرجه من الواقع إلى عالم الخيال لكنه سرعان ماأستعاد رشده حين ألقى بصيص النور من غرفة المعيشة سناه على جزء منها فتمكن من رؤيتها بصورة شبه واضحة ..
فهاهى كما عهدها بشعيراتها الشقراء الطويلة وعدساتها المميزة التى لم يرها بدونها إطلاقا يغطى جسدها معطف أسود صوفى يصل إلى مابعد ركبتيها منتعلة حذاء أسود شتوى طويل من الجلد تتلاق نهايته مع نهاية المعطف أما تلك الإبتسامة الناعمة الممزوجة بالسخرية فكانت تقفز أعلى شفتيها مستمتعة بتلك الحالة التى هو عليها قائلة بخفوت 
_ مش أنت اللى طلبت تشوفنى .. 
ثم أضافت غامزة دون أن تكمل جملتها 
_ اللى يحضر الجن بقى ....
أزدرد لعابه پخوف عند ذكرها لذلك التعبير الذى ورد على خاطره منذ لحظات ليبدأ إرتعابه من جديد من كونها ليست بشړية لكنه حاول التنحنح قائلا بصوت جاهد لإخراجه 
_ اصلى كنت واقف بره ومشوفتكيش وانتى جاية ..
ثم أضاف بتوتر 
_ بصيت على بيتكوا لقيته ظلمة ولسه مقفول زى ماأختك سابته ..
تجاوزت الخطوة الفاصلة بينهما قائلة بفحيح ناعم 
_ وإيه المشكله .. مش يمكن .. قاعدة فيه وهو مقفول ..
ثم أضافت بخبث 
_ أنت عارف اللى زينا مبيحتاجش نور عشان يعيش ..
جحظت عينى المستمع وتراجع بجسده إلى الخلف مبتعدا عنها بعد أن أرتفعت دقات قلبه پعنف بينما هى أنقلبت ملامحها وصدرت منها ضحكة عالية متحدثة بطريقة طبيعية  
_ ايه مالك ياهيشو أنت فاكرنى عفريتة بجد ولا إيه ..
زفر هشام بإرتياح قبل أن يمسح وجهه بيده معلقا 
_ عفريتة إيه وهبل إيه انتى شايفانى عيل هخاف من الډخلة اللى دخلالى بيها ...
ثم أضاف متسائلا بجدية 
_ وصلتى مصر امتى 
أشاحت عنه بوجهها متأملة المكان من حولها وهى تقول بلا إكتراث 
_ دى تفاصيل مش مهم تعرفها ..
ثم ألتفتت إليه من جديد قائلة بغنج 
_ تعرف إنها أول مرة أدخل فيها بيتك ..
قطب مابين حاجبيه مجيبا 
_ آه فعلا .. 
أقتربت منه ببطئ متسائلة 
_ أطمنت لما شوفتنى .. 
هز رأسه فى الحال نافيا 
_ بالعكس ...
أزدادت إقترابا هامسة  
_ وياترى إيه اللى ممكن يطمنك ! تحب تلمس إيدى ولا شعرى ولا ... ولا تحب تشوف اللى مشوفتهوش قبل كده ..
أشاح لها بكف يده كى تتوقف عن التحدث قائلا بإزدراء  
_ بس بس خلاص أتأكدت إنك هى ...
صدرت منها ضحكة صاخبة مجيبة بإستنكار  
_ ليه أنت كنت فاكرنى فرح ..
ولته ظهرها مضيفة 
_ وهى بردو هتجيلها الجرأه تجيلك البيت الساعه ٢ الفجر ...
ثم ألتفتت إليه من جديد بأعين لامعة راغبة فى إغضابه 
_ خصوصا بعد ماأتجوزت اللى بتحبه ..
نجحت بالفعل فى إفتزازه لكنه رغم ذلك أجابها بسخرية متجاهلا جملتها الأخيرة 
_ لا اطمنى مكنتش فاكرك هيا .. لأن واحدة بأخلاقك دى إستحالة تتكرر مرتين ..
أمتلأت ملامح وجهها بالبغض رغما عن ضحكتها العالية الساخرة قائلة بصخب 
_ مشكلتكوا إنكوا متخيلينها ملاك بجناحين نازل من السما ..
لكن نبرتها العالية سرعان ماهدأت وهى تقول بمكر 
_أكيد مش محتاجة أقولك فرح الملاك بتعمل إيه دلوقتى مع صاحبك ..
حاول إسكاتها معلقا 
_ ملوش لزوم ياهنا الكلام ده دلوقتى ..
لكنها تجاهلته مكملة 
_ فكرت قبل كده ليلة دخلتهم كانت عاملة أزاى ! صاحبك عمل إيه فيها ! أكيد اتمنيت تكون مكانه صح .. بس للأسف هو اللى كان معاها مش أنت ...
فى تلك اللحظة تكورت قبضته بشدة وود لو أنه يستطع تحطيم فكها لكنه فى النهاية صاح بها قائلا 
_ ماقولنا خلاص ياهنا ..
فى الحال تحولت ملامحها من التهكم إلى الجدية ومن الغنج إلى القسۏة الممتزجة بالمقت وخرجت الكلمات كالصخر من بين شفتيها قائلة بلهجة آمرة لاتقبل النقاش وهى فى طريقها إلى الخارج  
_ يبقى تنفذ اللى اتفقنا عليه وبكرة بالكتير ألاقى المبلغ فى حسابى .. 
تسائل بشراسة من ورائها  
_ الموضوع ده هيخلص امتى ..
ألتفتت إليه برأسها بعد أن لانت ملامحها من جديد قائلة بدلال 
_ انت وشطارتك بقى ..
وأضافت أخيرا 
_ خلى بالك محدش يعرف إنى هنا غيرك .. ياريت متقعش
تم نسخ الرابط