رواية تحفة الفصول من الرابع وعشرون للثامن وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

مبتعدة عدة خطوات وهى تقول 
_ أكيد طبعا خفت من زمان مش هتقعد كل ده بتوجعنى يعنى ..
تأملها بإستغراب قبل أن يومأ برأسه قائلا 
_ ماأنا ملاحظ إنك الحمد لله بقيتى تقفى عليها كويس لمدة طويلة ...
قالت بهدوء بعد أن ألتقطت حقيبة أدوات الزينة الخاصة بها 
_ اه الحمد لله ..
أستقام جسده واقفا ليقترب منها عدة خطوات هامسا  
_ طيب أبقى فكرينى أعملك مساج أحسن الۏجع يرجع ..
ظهرت على شفتيها إبتسامة خفية مجيبة بدلال وهى تقوم بفتح الحقيبة على مصرعيها 
_ أنت بتتلكك بقى ..
أجابها على الفور  
_ومتلككش ليه مش مراتى حبيبتى اللى ...
توقف عن الحديث فجأة عندما لاحظ تلك العلبة البلاستيكية الشفافة التى يظهر جزء منها من أسفل ادوات الزينة والتى يظهر من داخلها ذلك المحلول الشفاف يتوسطه عدستين باللون الفيروزى فتسائل بحذر 
_ انتى بتلبسى لينسز !
أجابته بتلقائية 
_ لا ليه !
ألتقط بأصابعه تلك العلبة البلاستيكية معلقا 
_ امال إيه ده !
ثم أضاف قائلا 
_ شبه اللون اللى بتلبسه أختك ..
حدقت به لبضع لحظات محاولة إستيعاب الامر قبل أن تقول بإبتسامة وهى تلتقطها منه  
_ الظاهر أخدتها غلط من حاجات هنا من غير ماأخد بالى ..
هز هو رأسه موافقا قبل أن يقول بإقتضاب 
_ طب حطيها على جمب ومتلبسهاش ...
ثم أضاف بشك واضح 
_ فين نظارة النظر بتاعتك !
ولته ظهرها مجيبة على الفور  
_ لا ماأنا عملت ليزك ... 
خرجت نبرته متهكمة بعض الشئ وهو يقول  
_ أنتى سافرتى غيرتى كل حاجه هناك ورجعتى ..
أجابته بضيق  
_ فى إيه ياكريم هو تحقيق إيه المشكلة يعنى لما اغير شوية حاجات ملهاش لازمة ولا انت مش عاوزنى ابقى أحلى ..
أمتدت أصابعه للعبث بأدوات الزينة الخاصة بها وهو يقول 
_ ومين قال إن الحاجات دى مكنش ليها لازمة .. بالعكس كان شكلك مختلف وكيوت اكتر .. 
أقتربت منه بدلال هامسة  
_ بسيطة أجيب نظارة وألبسها ياسيدى ولا تزعل ..
فى تلك اللحظة أصطدمت أطراف يده بخصل ناعمة ملفوفة بشكل دائرى فألتقطها رافعا إياها امام ناظريه قائلا بإستغراب 
_ إيه ده باروكة !
أختطفت هى من بين يديه على الفور تلك الشعيرات الناعمة باللون الاشقر قائلة 
_ حاسب ياكريم تبوظها ...
ثم أضافت موضحة 
_ دى مش باروكة ده أكستنشن على فكرة .. 
أجابها بسخرية  
_ ده اللى هو إيه بقى 
فرح بنفاذ صبر  
_ حاجات بيطولوا بيها الشعر ..
لاحظ كريم ذلك التقارب الواضح بين درجة لون شعيراتها ولون تلك الشعيرات الصناعية قبل أن يقول بتذمر  
_ أصلا مش عاجبنى اللون اللى انتى عاملاه ده البنى كان لايق عليكى اكتر ومش فاهم هتحتاجى تطولى شعرك ليه ماهو طويل ..
فرح بهدوء  
_ المهم انه عاجبنى أنا وبعدين الأكستنشن بيخلى شكل الشعر حلو وبيعمل فوليوم .. 
كريم بعدم فهم 
_ وضحى لو سمحتى عشان حاسسها حاجة عيب ..
أرتفعت ضحكاتها موضحة  
_ فوليوم يابنى يعنى عشان يبان شعرى تقيل وكتير وكده .. محسسنى يعنى إنك متعرفش حاجة عن حاجات البنات..
ثم اضافت بتهكم 
_ اومال بنات إيه بقى اللى كنت مصاحبها ومقضيها معاهم ..
ظهرت على ملامح الزوج علامات الجدية متسائلا بإستنكار 
_ مقضيها مين قالك كده !
أجابته غامزة 
_ انت هتعملهم عليا .. ماأنا عارفه كل حاجة ..
ثم أضافت موضحة  
_ هنا قالتلى ..
رفع كريم حاجبيه بإستنكار معلقا 
_ وياترى هنا قالتلك إيه كمان !
أجابته دون النظر إليه  
_ انك تعرف بنات بعدد شعر راسك وكنت بتفضل ورا كل واحدة لحد ماتجيب رجليها وتحبك وبعد كدة تسيبها ووصلت لأنك ت ...
صمتت هى قليلا متأملة ملامحه فأستحثها على إكمال الحديث متسائلا 
_ كملى إنى إيه ! 
أشاحت بوجهها عنه قائلة  
_ انك توعد البنات بالجواز وتسيبهم غير العلاقات اللى كنت بتعملها برة ..
ابتسم هو بسخرية متسائلا 
_ وصدقتى يافرح !
أجابته بهدوء  
_ عادى ياكريم ماأنت قولتلى إنك عرفت كذا واحدة قبل كده ..
أجابها مدافعا عن نفسه 
_ اه عرفت بس عمرى ماخدعت واحدة أو ضحكت عليها وسبتها وخليت بيها ..
هزت كتفيها بلا مبالاة قائلة 
_ خلاص ياكريم مالك مكبر الموضوع ليه ..
جذبها من مرفقها حتى تلتفت إليه متسائلا بصرامة 
_ رضيتى ليه تتجوزينى !
تسائلت بعدم إستيعاب 
_ قصدك إيه !
كريم موضحا  
_ إيه اللى غير رأيك خلاكى توافقى تتجوزينى .. بعد ماكنتى معترضة ...
ثم أضاف متسائلا بتشكك 
_ ياترى هو ده بقى كان سر إعتراضك اللى خوفتى تقولى عليه وأتحججتى بأختك وهشام !
تملصت هى من قبضته مجيبة 
_ إيه الهبل اللى بتقوله ده ياكريم انت اټجننت ..أزاى تكلمنى كده وتمسكنى بالطريقة دى ...
أنتفخ وجهه پغضب وحدجها بنظرة طويلة مستنكرة قبل أن يتركها مغادرا الى الأسفل حيث غرفة المعيشة فأعتلى إحدى المقاعد بعصبية واضحة بينما قبضته تكورت پعنف قبل أن يلتقط ريموت التلفاز ويعبث به بلا هدف دون أن ينظر حتى إلى فحوى القنوات الظاهرة أمامه وماهى إلا دقائق حتى بدأت حواسه فى الإسترخاء عندما ألتقطت أنفه شذى ذلك العطر المحبب إلى قلبه وأعقبها ظهروها أمامه مرتدية زى النوم باللون الأسود الذى أبدى إعجابه به منذ قليل ..
الفصل الخامس والعشرون
وكأنها سنون قد مضت وليس مجرد شهور ...
أستشعر هو تلك السعادة بداخله من جديد أثناء تواجدها برفقته داخل ذلك المكان المحبب إلى قلبه وأعلى تلك الطاولة التى شهدت أكثر أيام حياته إغتباطا ..
فهنا وقعت عدستيه عليها لأول مرة حينما كان فى أوج تيهه وهنا أعلن لها عما يجول داخل فؤاده ولم يخجل من إظهار ضعفه أمامها وكأنه وليدها الذى خرج من أحشائها وهنا تأمل بريق عينيها ورقة ملامحها عن قرب فأدرك السبب الحقيقى وراء وجوده وهنا أفشت هى أسرارها إليه وكشفت عن حبها له فأمتلك هو الدنيا ومن عليها هنا تبدأ حياته وهنا تنتهى هنا مكان مولده وياحبذا لو كانت تلك بقعة هلاكه بين أحضانها ..
عبثت أصابعه بأدوات المائدة الفضية الماثلة أمامه أثناء مراقبته لزوجته التى مسحت عدستيها المكان من حولها بإهتمام واضح وكأنها تراه لأول مرة متأملة كل تفصيلة محيطة بهما بأعين زائغة مضطربة ووجه وواجم خال من الإبتسام ...
فتحدث هو بهدوء متسائلا وهو يمسك بإحدى يديها برقة 
_ وحشك المكان !
أومأت برأسها عدة مرات دون أن تنطق بل أكتفت بإبتسامة صغيرة سرعان ماتلاشت عندما لاحظت إحدى العاملين يتقدم إليهما والذى ماإن أمتثل امامهما حتى قال بإبتسامة ودودة 
_ مبروك يافندم ..
وجه إليه كريم إبتسامة شاكرة قبل أن يقول غامزا 
_ الله يبارك فيك ...
عبست فرح بإقتضاب محاولة إستيعاب مايحدث حولها فجميع الطاولات من حولهم فارغة تماما لايتواجد بالمكان سواهم هم فقط إلى جانب طاقم الخدمة الذين أصطفوا على مقربة منهم تعلو وجوههم الإبتسامات المبالغ فيها اثناء تحديقهم بطاولتهم ..
فى تلك اللحظة خرجت هى عن صمتها متسائلة بقلق  
_ فى إيه ياكريم هم بيبصولنا كده ليه ومال المكان فاضى ومفيش غيرنا فيه ...
لم يجيبها هو بل
تم نسخ الرابط