رواية تحفة الفصول من الرابع وعشرون للثامن وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات
المحتويات
الفصل الرابع والعشرون
لا أريد شيئا سوى أن أنام قليلا وعندما أستيقظ أجد ذاكرتى بيضاء كغمامة
واسينى الأعرج
فى بعض الأوقات يتملكك ذلك الإحساس الدفين برغبتك فى النوم لعدة سنون أو عقود أو ربما الدهر كله لكن رغم ذلك ومهما طالت المدة يحين وقت الأستيقاظ فى النهاية ويفطن العقل فى الحال دون مقدمات ليبدأ عمله فى تنبيه باق الأعضاء الذين تتوالى أدوارهم فى الحراك والتخلص من السكون بعد أن دبت بهم الحياة من جديد وأمتلأت خلاياهم بالنشاط ..
_ صباح الخير ياهنونة عاملة إيه
جائها صوت شقيقتها من الطرف الآخر وهى تقول دون الإنتظار إلى أن تتم المتحدثة جملتها
_ صباح الخير يافروحة .. أخبارك إيه انتى والعريس ياترى عملتى اللى قولتلك عليه ..
_ بقولك إيه لازم تكونى جريئة كده زى ماأتفقنا وأتلحلحى بلاش الكسوف اللى انتى فيه ده ...
فرح بخجل
_ لا متقلقيش ده حتى ....
لكن المتصلة قاطعتها بحماس قائلة
_ طمنينى كريم عمل معاكى إيه لما قولتيله على موضوع الشغل .. لازم تصممى إنك تنزلى معاه وتعرفى كل صغيرة وكبيرة فى الشركة...
_ حاولى تقنعيه بطريقتك زى ماقولتلك الرجالة كلهم بيجوا بالطريقة دى.. المهم بقى هبقى أكلمك بكرة أقولك تعملى إيه .. لازم أقفل دلوقتى سلام ...
أجابتها فرح بلهفة
_ طيب متنسيش تسلميلى على بابا و ماما ...
لكن يبدو أن المتصلة لم تتلق كلمات فرح الأخيرة حيث مالبثت أن أضاءت الشاشة على الفور معلنة إنتهاء المحادثة ..
_ خضتنى ...
جذبها إلى أحضانه بحنان قائلا بإعتراض
_ انتى هتفضلى كل يوم كده تتسحبى من جمبى من غير ماأحس ...
أجابته بخبث
_ وأعملك إيه إذا كان انت نومك تقيل ...
رفع كريم إحدى حاجبيه بإستنكار معلقا
_ بقى كده ..
ثم أضاف هامسا بشغف
_ يعنى مش انتى اللى عاوزة تهربى .
ولته ظهرها بخجل قائلة وهى لازالت تحمل فنجانها
_ وأهرب من إيه يعنى ..
أحتوى جسدها الصغير بين ذراعيه متكئا برأسه على إحدى كتفيها قائلا
_ مش هتدينى شوية قهوة ...
ألقت نظرة سريعة على فنجانها الذى شارف على الإنتهاء قائلة
_ هروح أعملك واحد جديد ..
هز رأسه معترضا من خلفها قائلا وهو لازال يحتضنها
_ لا أنا عاوز أشرب من فنجانك ..
مدت ذراعها إليه دون أن تلتفت إليه معلقة
_ أتفضل بس هو برد خالص ..
أجابها بهمس قائلا
_ طب ما تلفيلى الفنجان كده عاوز أشرب من مكان شفايفك
ألتفتت إليه بشغف مجيبة دون خجل بأعين لامعة
_ إيه رأيك لو تشرب منى أنا على طول ..
لم تكن تلك الشرفة الوحيدة الشاغرة فى ذلك الوقت من الصباح بل وعلى بعد عدة كليومترات كان هناك من يقف داخل شرفته ينفث دخان سيجارته بعصبية واضحة وبجواره منفضة ممتلئة عن آخرها بأعقاب السچائر المتهالكة إلى جانب العديد من أكواب القهوة الفارغة التى أعتلت المنضدة من خلفه بعشوائية مذرية حتى أن إحداها أنسكبت قطراتها أرضا دون إكتراث ذلك الواقف والذى أنشغل تفكيره بتلك المحادثة الغير متوقعة منذ عدة ساعات ...
كان يتكأ على السور الحديدى بتثاقل بينما عينيه الشاردتين مرتكزتين على الشرفة الفارغة أمامه منشغل عقله بإسترجاع فحوى تلك المكالمة كاملة حين أجابته هى بثقة
_ أنا اللى أنت بتدور عليها وقالب الدنيا عشان توصلها ..
وما إن لفظ إسمها بعدم تصديق حتى أجابته بظفر
_ أيوه برافو عليك .. ياهيشو ..
ثم أضافت بدلال
_ إيه مفيش وحشتينى ...
أجابها على الفور بكلمات متقطعة
_طبعا .. وحشتينى طبعا ..
ثم أضاف بعدما أستطاع إستيعاب تلك المفاجأه
_ كنتى مختفية فين طول الفترة دى .. والشهور اللى فاتت فى لندن اتقطعت اخباركوا ليه مرة واحدة
أجابته دون إكتراث
_ ومسألتش فرح ليه !
خرجت كلماته تحمل الكثير من الڠضب كمن يشكو إلى ولى أمر صديقه الذى يتجاهله عن عمد قائلا
_ فرح من ساعة مارجعت وأنا مش عارف أكلمها كلمتين على بعض لحد ما ..
قاطعته قائلة بسخرية
_ لحد ماأتجوزت كريم ..
خرجت نبرته تحمل الكثير من الدهشة متسائلا
_ انتى عرفتى !
أجابته بتهكم
_ أكيد طبعا .. فرح متقدرش تخبى عليا حاجة زى دى ..
أزداد غضبه من إستخفافها الواضح فأجاب بحدة
_ وأنتى عادى بالنسبالك أنها تتجوزه مش ده كريم اللى كنتى حاطه عينك عليه ..
أجابته بإستنكار مصطنع
_ أنا !
أرتفع صوته بعصبية موضحا
_ وهو أنتى فاكرانى مكنتش فاهم إنك كنتى عاوزة تخلصى منى ومن فرح عشان يخلالك الجو معاه ..
جاء صوتها هادئا رزينا وهى تجيبه بتعقل
_ سيبك من اللى فات ياهيشو خلينا فى اللى جاى ..
تسائل بحيرة
_ وهو إيه اللى جاى !
صمتت هى لبضع لحظات قبل أن تجيبه بنعومة
_ أعتقد إن مصلحتنا واحدة دلوقتى ..
هشام
_ ازاى !
فى تلك اللحظة أفاق هشام من تفكيره عندما وقعت عدستيه بصورة غير متعمدة على شرفة كريم من بعيد حيث أستطاع تمييز العروسين اللذين تقارب جسديهما بطريقة واضحة فتكورت قبضته پغضب قبل أن يراهما يتوجهان إلى الداخل بخطوات بطيئة سبقها العديد من القبلات ..
ألقى سيجارته پعنف أرضا خارج شرفته ومن ثم توجه إلى الداخل حيث هاتفه الملقى بإهمال أعلى فراشه ألتقطه بعصبية محاولا الإتصال برفيقة ليلته الفائته يخبرها بموافقته على ماأقترحته عليه لكن لم يجيبه سوى صوت رساله صوتية مسجلة تعلن صعوبة الوصول إلى صاحب ذلك الرقم ..
أعاد المحاولة بإنفعال وحنق عدة مرات لكن دون جدوى فقرر فى النهاية التحرك والتأهب للمغادرة الى شركته عله يستطع التفكير هناك بتمعن ووضوح اكثر .
لم يشعر العروسان بالوقت وهو
متابعة القراءة