رواية غلطة وندم بقلم مروة البطراوي الفصول من 1-10
المحتويات
أن كرامتها فوق كل شئ ...علي الجانب الاخر اغتاظت حوريه من رد غاده البارد علي شهاب فاندفعت قائله
تعب بسيط...انتي هتستهبلي...هنروح للدكتور...والجزمه فوق رقبتك...ومټخافيش انتي اللي هتدفعي فلوسه...اصله ده دكتور كشفه رمزى...
حاول شهاب تخفيف الأمر فابتسم بهدوء قائلا
اه والله ...دي حوريه مجنناه كشوفات كل ساعه والتانيه...من ساعه ما عرفت انه رخيص...وكل شويه تقولي وديني للدكتور أبو بلاش.
بصراحه حوريه دي فعلا حوريه من الجنه...رغم ان بابها مټوفي...بس اتربت تربيه حلوة...أنا واثقه انها تربيه ايدك..علشان يبقا في قلبها كميه الحب دي كلها.
وجدت حوريه شهاب ينجذب الي كلمات غاده كأنه كان ينتظر هذه الكلمات منذ زمن ويحلم أن يسمع من أي أحد ليستشعر بكميه التضحيات التي قام به فاندفعت قائله
لتتعالي ضحكات شهاب قائلا
يا خړابي عليكي يا حوريه...في واحده برضه هتعاكس واحد بتعتبره زى أخوها
كانت لضحكاته الاثر في ابتسامتها والتي انقبضت اثر نعته ليها بالاخت الذي أزاد من اختناقها أكثر هو دلوف فريال وفي يدها ثراء والتي نظرت اليها باستحقار قائله وهي موجهه أنظارها نحو شهاب الذي تفاجئ من وجودهم في هذا الوقت بالتحديد
ثم رفعت أنظارها لغاده قائله
أعتقد الوقت اتأخر...شكرا علي طبيخك للأكل...هبقا أقولك علي رأيي فيه بكره في الجامعه...طيرى انتي بقا علشان زمان مامتك قلقت عليك.
اعتصرت غاده عينيها وتنفست بصعوبه...وأخذت حقيبتها وخرجت مسرعه غير عابئه بندائات حوريه وشهاب والذي نظر الي ثراء نظرات غاضبه واتجه الي غرفته مسرعا ېصفع الباب من خلفه متوجها نحو الشرفه ليجدها تهرول في الشارع تضع يدها علي قلبها ليشعر انه المذنب الوحيد في حقها.
غلطه_وندم
الفصل_الثاني
مروة_محمد
بعد مرور أسبوعين منذ ذلك اليوم العصيب الذي مرت به غاده منذ مكالمه والداتها لوالدها وحضوره وذهابها الي حوريه وشهاب وخروجها تعيسه الحظ بسبب قله ذوق واستفزاز ثراء لها...انقطعت عن الذهاب الي الجامعه... حتي لا تتواجه مع ثراء...وحتي لا تري شهاب وتتعلق به أكثر..حاولت حوريه اقناعها مرارا وتكرارا أن تأتي الي منزلهم...ولكنها رفضت رفضا قطعيا...خاصه بعد أن أخبرتها حوريه ان والداتها كانت في صف ثراء...ولقله حيله حوريه معها اضطرت للذهاب اليها يوميا لاعطائها المحاضرات والمذاكرة معها..ذات يوم من هذه الايام تأخرت حوريه كثيرا عن موعد رجوعها...ولنقل أنها قصدت ذلك عن عمد...قلق عليها شهاب خاصه عندما وجد هاتفها مغلق...ولأنه كانيوصلها دائما الي منزل غاده......عزم أمره ان يذهب ليحضرها..صعد درجات السلم المؤدي الي شقتهم...ورغم درجاته العاليه الا أنه شعر بالكثير من الراحه...لا يعلم من حيث أتت تلك الراحه...قام بدق الجرس...وجده لا يدق...فعلم انه معطل...فاضطر ان يطرق علي الباب طرقات خفيفه...لم يسمعها غير زهيرة...فتحت له الباب مبتسمه ترحب بها ترحبيا بسيطا قائله
هز شهاب رأسه مبتسما ودلف وجلس علي الكرسي البسيط قائلا
أنا أسف اني جيت في وقت مش مناسب...بس أصل حوريه اتاخرت أوى...وأنا بصراحه قلقت خصوصا لما لقيت موبايلها مقفول...فقلت أجي أروحها بنفسي.
ربنا يحفظكم انتم الاتنين لبعض...مفيش أحلي من الأخ اللي ېخاف ويحافظ علي أخته...ده حاجه تخليها مرتاحه طول عمرها...وبصراحه حوريه بنت مؤدبه وتستاهل كل خير.
ليضحك شهاب بخفوت قائلا
كل الناس أخده مقلب في حوريه...ما عدا أنا...بيفكروها حوريه من الجنه...وهي الجنان بعينه...بتقعد تذل فيا كل يوم...علي بال ما تجهزلي الغداا.
لتنتفض زهيرة قائله
..نسيت يا شهاب صحيح...دي فعلا قالت ليا انك بتاكل من ايدها...وفاتك جاي دلوقتي تاخدها علشان تلحق تجهزلك الغدا ...ياريت تاكلوا عندنا النهارده.
ليهز شهاب رأسه بحرج قائلا
لا والله ما أقصد...انا أكلت في الشغل...أنا فعلا قلقت عليها...وجيت علشان كده...متحرجنيش حضرتك...ومتتعبيش نفسك...خيرك سابق.
لتندهش زهيرة قائله
خيرى سابق ايه يا ابني...ده انت حتي أول مرة تزورنا...وبعدين ما غاده علي طول بتجيلكم تاكل وتشرب عندكم...وبترجع شبعانه....
شرد شهاب في أخر مرة كانت غاده بمنزلهم وخروجها بدون غذاء تنهد وقال لزهيرة
بترجع شبعانه....واحنا كمان بنشبع من أكلها ونفسها الجميل في الاكل...اللي ورثاه أكيد من حضرتك...ربنا يباركلك فيها وتفرحي بيها.
كادت ان ترد عليه ولكن ارتفع رنين هاتفه يعلن ان خاله يريده ...رد عليه وانتفض من صوته صارخا پغضب
طبعا حضرتك خارج كالعاده مع بنتي ثراء...وسايب الشغل يضرب يقلب...بقولك ايه...أنا استحملتك كتير...مش معني انك ابن أختي هتغاضي عن تقصيرك.
ليندهش شهاب من اتهامه بالخروج مع ثراء ويرد قائلا
ثراء مش معايا يا خالي...مين اللي قالك انها معايا...أكيد ماما صح...لا معلش بلغ أمي اني في بيت صاحبه حوريه... علشان اتاخرت..وبالنسبه للشغل ان خلصت كل شغلي..وتقدر تراجعه كل بكره ان شاء الله.
ليبتسم ذكي بخبث قائلا
لا بجد...يعني ثراء مش معاك...ااااه يبقي أكيد مع شريف ابن خالتها...أومال أمك بتقول كده ليه...بدارى عليها مثلا...معلش يا حبيبي متزعلش مني حقك عليا.
ليتزايد ڠضب شهاب عندما علم بخروج ثراء مع شريف رغم تحذيراته المستميته لها فرد پغضب قائلا
هو ده اللي كان مزعلك يا خالي...ان ثراء تكون معايا...مش زعلان انها مع شريف...والله أعلم هما فين دلوقتي...وطبعا حضرتك مش قلقان.
ليرد عليه ذكي بلا مبالاه قائلا
متحطش في بالك انت...ده ابن خالتها...وهيحافظ عليها زى أخته...ومتنساش اننا بنسايسه علشان...مياخدش الاملاك كلها...والبت تطلع من المولد بلا حمص....اقفل انت دلوقتي وخليك في أختك وانا هخليني في بنتي
ثم أغلق الهاتف في وجه شهاب ليغمض شهاب عينيه من الڠضب حتي انتبه علي صوت زهيرة الحنون ليتذكر ان الحديث كان أمامها ويشعر بالحرج خاصه عندما قالت
ايه يا بني...هو خالك زعلان علشان حوريه عندنا...عنده حق...معلش يا ابني...أنا مش عارفه غاده...مالها بقالها أسبوعين من ساعه ما كلمت أبوها في التليفون علشان يجيلنا وياريته ما جه وهي رافضه تروح في أي حته.
اقتضب وجه شهاب خاصه عندما تذكر ان كل شئ حدث بسبب ثراء فتنحنح قائلا
ليه هو والدها مش بيجي يزوركم ديما...أقصد يعني أنا عارف من حوريه انه مطلق حضرتك...بس يعني أكيد بيجي يشوف غاده باستمرار...بس ليه غاده ديما بتعاني من الوحده.
جلست زهيرة ترتاح من التعب قائله
ربنا يسامحه بقا...رافض يجي يزورنا...ولاحتي ياخدها يوم عنده يعيشها في العز بتاعه...ولا يعرفها علي اخواتها...وأخر مرة جيت أتكلم معاه...ملقيتش غير الاهانه.
في غرفه بعيده عنهم تمطعت غاده وقررت النهوض لاحضار الطعام لها ولحوريه كانت ترتدي كنزة بنفسجيه اللون بأكمام طويله ومن تحتها تنورة سوداء قصيرة فوق الركبه تبرز جمال ساقيها الممشوقه وكانت تعصق شعرها علي شكل كحكه معقوده بقلم كانت تكتب به ...خرجت وهي تتائب غافله عن شهاب الموجود حيث كانت تفرك عينيها قائله
يا مااااما...أنا جعت أنا و حوريه...ياريت تحضري لنا أكل ...لاحسن أنا خلاص جبت أخرى...والبت فرفرت مني جوه...وبينها نامت ووووووو
لتزيح يدها من علي عينيها وتتسمر أمامها محدقه بعينها عندما رأت شهاب أمامها يخفض رأسه أرضا يكتم ضحكاته لينتبه علي ساقيها ويغض بصره أكثر.
نهضت زهيرة وهي تضحك قائلا
طب همتك معايا يا غدغوده...النهارده أستاذ شهاب هيتغدي معانا...ولازم نضايفه...زى ما بيضايفوكي في بيتهم...ولا ايه يا غاده هانم.
لتخرج حوريه تمسك ظهرها قائله
ابت يا غاده...انتي حطيتي منوم في الشاي...نيمني وقفل الموبايل يا بت...زمان شيبو دلوقتي هيعلقني...كل ده بسببك...يعني كان لازم تحلفي انك معنتيش هتجيلنا بسبب ثراااا
فاقتضبت كلماتها عندما وجدت غاده تضع يدها علي فمها قائله بامتغاص وضيق تود أن تسحقها حتي لا يعلم أنها حزينه بسبب ثراء فردت بحنق قائله
بسسس...اسكتي...اخرصي...انكتمي...أقولهالك بأنهي لغه...انتي ايه يا شيخه...ڤضيحه...مبتستريش...أستاذ شهاب...جه يأخدك...ادخلي اغسلي دماغك المضړوبه دي وتعالي نتغدا.
لينهض شهاب مبتسما بخبث يود التحدث مع غاده قائلا
كملي يا حوريه...وقولي ان غاده معدتش بتيجي بسبب ثراء.
ثم نظر في اتجاه غاده مركزا علي عينيها قائلا بأسف
..أنسه غاده...أنا أسف بسبب اللي عملته ثراء أخر مرة...معلش هي طبعها حامي شويه.
كانت في هذه الاثناء زهيرة بالمطبخ تستمع الي حديثهم تتحسر علي رد ابنتها المتعجرف لشهاب وهي تقول
اسمعني يا أستاذ شهاب معلش...اذا كان هي طبعها حامي...أنا طبعي أحمي...وعندي كرامه...الفرق اللي بيني وبينها ان أبوها في ضهرها...لكن أنا من غير أب.
تضايق شهاب من ردها ورد عليها بقسۏة قائلا
انتي صحيح بابك موجود...ورغم قساوته معاكي...بس انتي عندك أم تتقال بالدهب حنيه الدنيا فيها...لكن ثراء من يوم ما ماټت مامتها وهي ضعيفه وبتحاول تقوى نفسها بالحركات اللي بتعملها فيها وفي غيرك.
لتحمر عين غاده من الغيظ قائله
وده حل...انت شايف ان استخفافها بغيرها...ومعايرتهم والاستقلال بيهم...ده محاوله منها لتعويض فقدان الام...بالعكس ده نقص...وهتفضل طول عمرها كده.
رد عليها شهاب باتهام واضح قائلا
زيك بالظبط...بتحاولي تعوضي النقص اللي عندك...من حرمان ابوكي ليكي...بأنك تبقي عڼيفه في ردود أفعالك...بصي لنص الكوبايه المليان مش الفاضي.
ثم استطرد قائلا
أنا عارف انه صعب عليكي تسمعي الكلام ده...بس أنا هقوله ليكي...انتي ضعيفه مش قويه...انتي لو قويه...كنتي روحتي الجامعه تاني يوم وواجهتيها.
نظرت له غاده بكبرياء اصطنعته لنفسها قائله
ايه اللي خلاك تقول اني مروحتش الجامعه علشانها...هي أساسا مش في دماغي...وبعدين
هي في الجامعه متبقاش فاضيه تكلمني ولا تكلم غيرى ...كفايه عليها شريف ابن خالتها... بيجي تقريبا كل يوم الجامعه وبتقعد تتباهي بيه قدامنا.
ليرفع شهاب سبابته بالقرب من وجهها قائلا بحزم
أنا مبحبش كده...مش علشان انتي وهي علي خلاف...تقعد تلمحي بحاجات ملهاش معني...في الاول والاخر هوابن خالتها...زى ما أنا ابن عمتها.
ليستطرد قائلا
ابن عمتها حاليا...ومبقولش غير كده عارفه ليه...علشان أنا لسه ما اتقدمتش خطوة في علاقتي أنا وهي...واللي بعمله دلوقتي...حقي عليها كأخ مش أكتر.
لتنظر غاده الي الجانب الاخر قائله بأسف
أنا أسفه ليك...وليها...وأوعدك اني من هنا ورايح...معنتش هحتك بيها...ولا هدوس لها علي طرف...ولا هتكلم معاها...أنا فعلا اتجاوزت حدودي.
خرجت في هذه الاثناء من الغرفه بعد ان قامت بغسل وجهها والاستماع الي ما دار بين غاده وشهاب فانتفضت بضيق قائله
لا يا غاده...انتي متجاوزتيش حدودك...انتي قلتي اللي بيحصل كل يوم في الجامعه...كل يوم شريف بيجي وبياخدها يتفسحوا سوا...ولولا ماما بتعطلهم كل يوم
انتبهت غاده علي خروج والداتها من المطبخ فانتفضت تأخذ منها الاطباق قائله
عنك يا ماما...معلش انشغلت مع حوريه...ونسيت أجي أساعدك...يالا يا حوريه تعالي نحضر الطربيزة...علشان نلحق ناكل قبل ما تروحوا.
لتبتسم زهيرة ابتسامه خافته وهي تقول
اقعد يا بني...تعبناك معانا النهارده...واتاخرنا عليك في تحضير الاكل...معلش اعذرنا..هما البنات دول كده لما بيتلموا علي بعض بينسوا نفسهم.
ليجلس شهاب في حاله شرود بسبب غاده وردود أفعالها نحوه ولما هو يشغل باله برده أفعالها..
لتدلف غاده الي المطبخ تضع يدها علي قلبها تصارح بمشاعرها الي حوريه قائله
أنا لي حظى وحش كده يا حوريه...هو أناعملت حاجه وحشه
في حياتي...أنا اتولدت
متابعة القراءة