رواية شيطاني الجزئين
المحتويات
الباشوات اللي لسه معششة في دماغك...من الاخر إنت عاوزة إيه ياست ماما . جلس على كرسيه محاولا العودة لعمله متجاهلا توتره و ضيقه من كلامها ليرفع عينيه نحوها ناظرا إليها پصدمة عندما قالت له بلهجة آمرة تطلقها و انا بنفسي حجوزك واحدة تليق بيك و من مستوانا كفاية رمرمة..... صړخ عمر بصوت عال بعد أن ضاق ذرعا من تصرفاتها و چنونها ماما... لو سمحتي داه مكان شغل مينفعش نتكلم في حاجات خاصة هنا.. في ناس كثير هنا و ميصحش حد يعرف أسرارنا.... حملت فريدة حقيبتها متجهة نحو الباب قائلة و هو في حد ليه معرفش بحكايتك فتحت الباب لتجد هبة تجلس وراء مكتبها رأتها لتقف و تلقي عليها التحية بأدب لكن فريدة نظرت إليها باشمئزاز من فوق إلى أسفل قبل أن تشير باصبعها نحوها ملتفتة لعمر الذي وقف من مكانه إستعدادا لأي مشكلة اهي شرفت الهانم أنا مش عارفة إيه اللي عجبك فيها دي....على الاقل مرات شاهين حلوة و شبه الأجانب و مخلفة بدل العيل إثنين إنما دي.... نفخ عمر الهواء بقوة و هو يشعر أنه سينفجر في اي لحظة خاصة بعد أن لمح دموع هبة التي حاولت إخفائها عنه لكنها فشلت ليقول ماما لو سمحتي مافيش داعي للكلام داه... هبة عندي بالدنيا كلها و ميهمنيش رأي حد حتى لو رأيك... أنا حوصلك لباب المكتب... الساعة داخلة على واحدة زمانه بابا و إخواتي مستنيينك على الغدا..... أحاط كتفيها بذراعه ليرغمها بلطف على المشي بجانبه و يوصلها نحو باب المصعد لتلتفت نحوه فريدة مرة أخيرة قبل أن تدلف و تهتف بوعيد مش حسيبك يا عمر و مش حرتاح غير لما أطردها برا حياتك و عيليتنا خالص و يا أنا يا هي بنت منصور.... حرك عمر رأسه باستسلام و هو يودعها باشارة من كفه قبل أن يغلق أمامه باب المصعد.... تنهد لينفث كل تعبه و إرهاقه و غضبه الذي تمكن منه رغم تصنعه الهدوء إلا أن والدته في كل مرة تحدثه فيها توقظ جميع آلامه و أحزانه التي يحاول نسيانها... لاتعلم المجهود الذي يبذله حتى لا ينفجر أمامها مخبرا إياها بالحقيقة و أنه هو من يعاني مشاكل في الإنجاب و ليس زوجته المسكينة التي تضطر في كل مرة تحمل كلامها السام بصمت.... رجع سريعا نحو المكتب ليطمئن على هبة و التي رسمت على وجهها بتسامة مزيفة على وجهها كعادتها حتى لا تشعره بالذنب.... أشار لها
إن إنت اللي متحملاني و صابرة عليا بالرغم من أنا... . توسعت عينا هبة بفزع لتقاطعه هاتفة برجاء إوعى تعمل كده يا عمر عشان خاطري بقالنا سنتين محتفظين بالسر داه و محدش يعرف عننا حاجة غير كاميليا و شاهين بيه.... ارجوك خلينا كده أحسن انا مش حستحمل إن أي حد يقول عليك كلمة وحشة اوو.... قاطعها هو الاخر داه بردو نفس إحساسي لما حد يتكلم عليكي زي ماما من شوية أنا كنت ماسك إيدي بالعافية عشان مقلهاش الحقيقة.... صدقيني انا پتألم أكثر لما بشوفك كده مظلومة و انا واقف متكتف مش عارف أعملك حاجة... هبة إنت مراتي يعني من واجبي إني أحميكي.... كفاية إنك تحملتي كل السنين دي علشاني...آن الأوان إني أتحمل عنك شوية... هبة و هي تنفي برأسها لا يا عمر مفيش داعي ارجوك مش عاوزة مشاكل.... و إن كان عليا انا خلاص تعودت يعني... عمر بنبرة مټألمة مفيش حد بيتعود على الألم يا بيبة....خلينا ننسى الموضوع داه مما يشعر به...من ضعف و عجز عن حماية حبيبته التي يحبها أكثر من نفسه يكفيها ماتحملته في السابق من إهانات و كلام جارح من أجله... يشعر بعودة الهدوء لجسده
متابعة القراءة