رواية شيطاني الجزئين
المحتويات
ببطئ نحو فمه و يغمض عينيه حتى يتناول ما بها دون النظر إليها.. صړخت بصوت لاهث بعد أن شعرت بالتعب من الركض وراء الأطفال حتى إنت يا فادي... و انا اللي بعتبرك الكبير العاقل اللي بينهم اللي يشوفكم و إنتوا عاملين كده بيقول بعذبكم. اكل فادي قطعة الخضر متنهدا بقلة حيلة مستسيغا طعمها اللذي يشبه طعام المستشفيات قائلا باعتراض طعمها وحش يا مامي...اصلا مفيش حد عاقل بيحب الخضار . أكمل كلامه بنبرة هامسة لتبرق عينا كاميليا پغضب لتهدر إنتوا لسه صغيرين و مش عارفين... الخضار اللي مش عاجباك دي فوائدها كثيرة خاصة للأطفال...عشان كده.... أكمل فادي معها بصوت منخفض بقية كلامها الذي حفظه عن ظهر قلب و أطباقكم حتكملوها يعني حتكملوها زي كل يوم...مش كفاية حرمت نفسي من شغلي و مستقبلي و قاعدة في البيت عشانكم....يا رب صبرني انا كان مالي و مال الجواز و الخلفة كان يوم اسود.. . نظرت حولها باحثة عن المشاغبين الذين لم يتجاوز عمر الواحد منهما سنتين و النصف و اللذين بالكاد يستطيعان المشي جيدا لتجدهما يقفان وراء والدهما الذي كان قد وصل منذ بداية وصلة ردحها اليومية.... إبتلعت ريقها بصعوبة و هي ترفع عينيها تدريجيا لتلتقي بعينيه التين رأت بهما نظرة وعيد بعقاپ مناسب لما تفوهت به من كلام غير مبالية بمن حولها... أخفت خۏفها و هي تتقدم نحوه تتظاهر بالشجاعة و اللامبالاة و قد برعت في رسم إبتسامتها الساحرة المعتادة على ثغرها قائلة بصوت مرح حبيبي حمد الله عالسلامة... انا آسفة اصل الولاد جننوني... إبتعدت عنه بعد أن قبلت وجنتيه عدة مرات محاولة الحصول على رضائه لكن دون جدوى... تجاهلها شاهين و هو ينحني ليحمل الصغيرين بعد أن وضع حقيبة عمله على الأرض ثم سار بهما نحو فادي الذي كان يشاهد مايحصل بابتسامة خفية فهو يعلم جيدا ما سيحصل آتيا.. وضع طبقه جانبا ثم امسك بكوب الماء ليشربه كاملا عله يزيل طعم الخضروات الكريه.... وقف بعدها ليحصل على قبلة والده اليومية. جلس شاهين بجانب فادي و على ركبتيه وضع الطفلين الذين إلتصقا به كالغراء يشكوان له بنظراتهما أفعال والدتهما.... تنهد بقلة حيلة و هو لا يزال يطالعها بنظرات غير راضية ليهتف بعدها بتهكم هو كل يوم نفس الحوار...مش حنخلص من موضوع الخضار داه. وضعت إحدى يديها على خصرها هاتفة بعدم رضا لا مش حتخلص و بطل تحامي عليهم ولادك دول مدلعين جدا و مش بيسمعوا الكلام.... رفع حاجبيه نحوها بټهديد بعد أن نفذ صبره ليتوعدها بعقاپ شديد في سره على وقوفها أمامه بهذا الشكل...لم تمر دقائق قليلة على مرور خطأها الأول حتى تلته بخطأ آخر أكبر. زفر بحدة قبل أن يضع الصغيرين أرضا لينادي بعدها على زينب لتأخذهما إلى غرفتهما... إستغل بعدها فادي الفرصة ليستأذن للذهاب إلى غرفته و هو يشكر والده في سره على إنقاذه له من إكمال طبق الخضروات. إلتفتت كاميليا حولها ببلاهة لتجد نفسها وحيدة في عرين هذا الأسد الغاضب الذي كان يرمقها بنظرات حادة ليشير لها باصبعه آمرا إياها بالتقدم نحوه...تصنمت مكانها پخوف وهي تتمنى
و الخلفة..... رمشت ببلاهة عدة مرات لتبحث بسرعة عن كڈبة ما تنفذها من ورطتها قبل إن تهتف بحماس زائفأحلى حاجة في الدنيا و الله..... قاطعها پحده كتمت آهة مټألمة لتعوضها بابتسامة بلهاء قلب و عيون كاميليا..... تجاهل محاولتها الفاشلة للتأثير عليه كنتي بتقولي إيه بصوت قريب للبكاء هتفت ما إنت سمعتني كويس أنا قلت إيه... انا مكانش قصدي بس الولاد حيجننوني.... رفع حاجبيه بمعنى عدم إقتناعه بحجتها رغم نداء قلبه الذي يكاد يخرج من مكانه تعاطفا معها لكنه بدل ذلك تصنع الحدة مش عاجبك جوازك مني يا هانم طيب الظاهر وحشك العقاپ اصلي بقالي مدة مدلعك..... أنهى كلامه و هو يقف من مكانه ليحملها متجها للأعلى نحو غرفتهما هي تحاول في كل خطوة تهدأته و إثناءه عن عقابها بكلماتها الرقيقة حبيبي و الله آسفة مكانش قصدي...ما إنت عارفني هبلة و لما بفقد أعصابي بقول أي كلام.... عشان خاطري آخر مرة.... شاهين و هو يفتح باب الغرفة ممم لا لازم تتعاقبي عشان ثاني مرة تبقي تفكري قبل ما تتكلمي . أنزلها لتبتعد عنه مهرولة لآخر الغرفة قائلة برجاءعشان
متابعة القراءة