رواية شيطاني الجزئين
المحتويات
ان تضيع عملك بعد كل الجهود التي بذلتها لتصبح رئيسا لقسم جراحة المخ و الأعصاب في احد اكبر المستشفيات هنا.... أومأ له أيهم بتفهم و قد إرتسمت أمامه شريط ذكريات ثلاثة سنوات متواصلة من العمل و الجد المتواصل ليلا و نهارا حتى تم إختياره لرئاسة قسم جراحة المخ تنهد مطولا قبل أن يهتف بتصميم اقدر ذلكم ذلك مستر البير و لكنني لا أستطيع لدي ظروف قاهرة تجعلني أعود لمصر.... لكن أعدك إن قررت مغادرة مصر مرة أخرى فسوف تكون مشفاكم اول وجهة لي. حسنا دكتور أيهم اتمنى لك التوفيق في حياتك...و لا تنس ابدا ان هذا المستشفى يرحب بك دائما. أنهى كلامه ليقف من مكانه ليمد يده ليصافح أيهم بحرارة قبل أن يمد له بملف يحتوي على أوراقه. بعد ساعة... وصل أيهم لشقته التي تقع في احد الأحياء الراقية بلندن.. دلف إلى الداخل بخطى رتيبة ليجول بنظره أنحاء الشقة الباردة كبرود حياته منذ اول يوم أتى فيه إلى هذا البلد. رمى مفاتيحه و هاتفه على أقرب طاولة إعترضته ثم توقف أمام مجموعة من الصور المعلقة على الحائط بطريقة أنيقة. تحسس إحداها باصابعه و هو يبتسم بشوق.... طفله الصغير أيسم الذي بلغ من العمر سنتين و نصف كم يشبهه بعينيه الزرقاء و بشرته البيضاء المحمرة و شعره الأشقر الحريري... لم يره سوى من خلال الصور التي تبعثها له والدته كل أسبوع و التي كان ينتظرها بفارغ الصبر إضافة لمكالمات الفيديو...كم حلم بضمھ و تقبيله و إستنشاق رائحته الطفولية... كم تمنى انه كان معه في لحظة ولادته يتذكر جيدا ذلك اليوم الذي هاتفته فيه والدته و أخبرته أن إبنه قد جاء إلى الحياة يومها ظل لساعات طويلة يبكي كطفل صغير ود لو أنه لم يفعل ما فعله سابقا حتى فقد حق وجوده بقربهما كأي اب في العالم. منع نفسه بصعوبه حتى لا يركب أول طائرة متجهة نحو مصر ليكون معهما. في كل مرة يتمنى لو يلمح وجهها الجميل الذي إشتاق له حد المۏت...منذ مجيئه إلى هنا و قد تغيرت حياته كليا يتمنى لو يعود به الزمن لكان الان في بيته مع زوجته و طفله... ندم بل يكاد ېموت ندما في كل يوم على أفعاله في الماضي.. كل يوم يمر عليه يشعر و كأنه ېموت بالبطيئ يتعمد إرهاق نفسه في العمل لساعات طويلة حتى لا يفكر..... مسح دمعة خائڼة سقطت من عينيه رغما عنه قبل أن يشق طريقه لداخل الشقة متجها نحو الحمام حتى يتوضأ و يصلي صلاة الظهر... في فيلا عمر الشناوى.... صړخت هبة پقهر و هي تدفع باب غرفة نومها متجاهلة نداءات عمر باسمها و الله حرام... انا إستحملتها كثير و هي عمالة بترمي كلام زي السم يمين و شمال... انا ذنبي إيه مش كفاية اللي أنا فيه هو انا ناقصة أغلق عمر باب الغرفة وراءه ثم إقترب منها محاولا تهدئتها كعادته حبيبتي إهدي مينفعش كده ما إنت عارفة ماما بتقول الكلمتين دول كل شوية بس مش بتعمل حاجة. هبة پبكاء لا يا عمر المرة دي مامتك مصرة على اللي في دماغها و عاوزة تجوزك بنت صاحبتها اللي بتقول عليها دي...مش بتسيب فرصة إلا و بتعايرني عشان لسه ربنا مكرمناش و
الكلام داه ثاني..انا أهون عليا استحمل نظرات الناس و كلامهم عليا و لا اسمع حد يجيب سيرتك بكلمة... شهق بقوة ليغمض عينيه براحة عندما شعر براحتيها الناعمتين تلامسان وجهه و رائحتها اللذيذة تغلفه لتذيب قلبه الهائم بها عشقا ليهمس بتوتر رغم ألمهبس إنت ذنبك إيه....انا السبب في ألمك و حزنك داه...الناس كلها لازم تعرف إن إنت ملكيش ذنب... قاطعته مجددا متقولش كده مافيش حد له ذنب في اللي حصل داه قدر ربنا.. إحنا نصبر و و ندعيه وهو اكيد حيعوض صبرنا خير.... أومأ لها بإيجاب لتجذبه هبه لها لتريح رأسه على كتفها مخففة عنه بعضا من آلامه التي يختزنها داخل قلبه المتعب منذ سنوات.... في فيلا الألفي.... تركض كاميليا وراء إبنيها التوأم آسر و أسيل كعادتها محاولة الإمساك بهما بعد أن رفضا تناول وجبة الخضروات الخاصة بهما و التي تحرص كاميليا على إعدادها لهم كل يوم و إجبارهما على تناولها.... بينما يجلس فادي الذي بلغ من العمر سبعة سنوات على اريكة الصالون يتناول صحنه رغما عنه.. و على وجهه علامات التقزز... إلتفتت نحوه كاميليا لتجده يرفع الشوكة
متابعة القراءة