رواية نور الجزء 7-8 الاخير

موقع أيام نيوز


تغزوها من كل جانب ...وضعت حور اطفالها على فراشهم بمساعدة انعام التى كانت لا تتركها ابدا و تحاول قدر الامكان ان تجعلها مهيئة للقب الام .... القت نظرة على تلك الكائنات الرقيقة التى نورت حياتها و المفرح في الامر انهم من حبيبها و زوجها جاسر قلبها ... ابتسمت بحنان فقد رزقها المولى بدل الطفل ثلاثة ولدان و صبية في قمة الجمال .. فتلك الصغيرة لها مكانة خاصة لديها فمنذ ان قربتها الى صدرها و اطعمتها احست بشعور لا يصفه قول ... اشاحت بعيناها الى ذلك ذو الاعين الرمادية لا تعلم من اين ورثها و لكن يبدو أن حازم كان له تأثير في حياتهم فقد تذكرت عندما اباحت له عن امنيتها في إنجاب طفل بأعين دخانية ساحرة مثله .. تخللت البسمة شفتيها لتلك الذكرى ...

ما لا يعرف عنه الجميع ان ذاكرتها أنعشت عندما كانت ټصارع الحياة لإخراج ارواحها البريئة الى ضوء الشمس ... سألت الطبيبة وقتها عن ذلك فأخبرتها بأن الضغط الذي كانت تعاني منه قبل الولادة خاصة مع الصداع الذي كان دائما ما يلازمها هو السبب في عودة ذاكرتها من جديد بمساعدة تلك الآلام القوية ...
حمدت ربها كثيرا على هذه النعم التى ترف عليها من كل جانب كالسحب الماطرة في أرض مېتة متصحرة.... رفعت رأسها الى السماء شاكرة..تدعو بدوام الهبة و عدم زوالها ....
احست بيد تمتلك خصرها بحنان .... وجه دافئ يمرمغ في خصلاتها ساحبا عبيرها داخل صدره... ابتسمت بحب سرعان ما تحول لخبث و هي تدفعه بعيدا عنها ناظرة اليه بتحدي بالغ يخالطه مكر الأنثى المتوحشة ...
جاسر بخبث... على فكرة المفروض تسامحيني
رفعت حاجبها المنمق مردفة.. و دا ليه بقى ان شاء الله
حور بتلعثم.. ابعد عني انا لسه زعلانة منك و اوعى تفتكر اني ممكن اسامحك على الي عملته انا من النهاردة هنام مع ولادي و عمري ماا... .. 
ابتلع باقي حديثها في جوفه احتقن وجه أميرته من فعلته التى كادت تضعفها للحظات ....
حور بخجل غاضب... انت ايه الي عملته ده انت قليل الادب و...
حور.. احترم نفسك يا استاذ جاسر
اطلق ضحكة رنانة هزت ارجاء قلبها النابض بحروف إسمه مردفا...ة
. اومال العيال دي جايبنها ايميلات و شير عبر لاسلكي
لم ترد عليه وانما اشاحت وجهها الذي تحول الى لهيب ېحرق وجنتيها الناعمة....
جاسر بخبث ... ما ردتيش يعني يا مدام
ارتفع بكاء الصغار ليضطرب قلبها اقتربت منهم فعلمت من حسها الأموي انهم جائعين ... رمقته بشراسة و اردفت بحدة 
حور... اطلع برة عايزة اكل العيال
جاسر بابتسامة ماكرة... طب ما تاكليهم هو انا غريب مش هشوف حاجة ما شوفتهاش قبل كده
حور بصړاخ...... بررررره
دوت ضحكاته المستمتعة و بشدة كأن ڠضبها و خجلها جرعة هيروين تجعل النشوة تسري في خلاياه الوقحة....
بدأ الاستعداد لزفاف دنيا بحماس وشغف رهيب أفراح... زينة... روعة منصة تجمع عروسان جمع بينهما خيوط الغرام المتشابكة بعقد لا تنفك ابدا .. بدا كل شيء كالحلم على سطح القمر المنير مرصع بنجوم البهجة والسرور الدائم... شفاه ترسم البسمة ... حنين ممتلئ بالحب و الحاجة ... نثر عطر أباطرة العشق في كل مكان .. فهنا نجد ثنائي العشق الاول جاسر... و حوريته الغاضبة من تملكه لخصرها النحيل ... و هناك نرى انبعاث نور الهوى من رقصة الرعد لمناه... و اخيرا عناق الحازم لنغمة حياته ... طفلته الراشدة التى تعلمت اصول العشق و سطرت حروفها على ليلتهم الماضية ...بسمة و طبيب قلبها... مروان و العنيدة التى اقټحمت جدار قلبه المحصن حاملة لقب زوجة الرائد قبل ايام من اقامة الزفاف....
همس المازن لدنياه بكلمات تقدر جمال طلتها التى سلبت أنفاسه... عشقها الذي بات يتخلل في جسده كعرق اخر له ... ابتسمت بخجل جراء اطراءه المحب ما عادت تحملها الأرض فمن يغازلها هو كوكبها المشاكس ... تمنته في الطفولة .. فحظيت به في الشباب.. لتكتمل سعادة الدنيا بوجود المازن....... أسير حبها.... مصدقة ما تمر به عند ملامسة شفتيه جبينها...... 
بعد توديع العروسين .... وقف جاسر امام بهو الفندق يبتسم بحب لاثر تلك السيارة التى تحمل من رباها على يده ... و اليوم تزف الى من احبت و عشقت.. 
.... جدي بيقولك يلا عشان نروح
الټفت لتلك الوردة الفضية بثوبها اللامع .. اقترب يهمس امامها بحزن و عتاب ...
جاسر... مش مكفيكي شهر بعيدة عني يا حورية
نعم لقد مر شهر كامل ... تتجاهله تماما.. تنام بغرفة صغارها و تاخدهم باحضانها.... تتعمد التفتيش في جراح الماضي ... جمرات الشوق ټحرق كل ذرة من جسده.. يوميا يتسلل الى غرفة أطفاله يسرق بعض اللحظات الدافئة بقربهم ... يشكي لهم تصرفاتها التى تؤلم و تزلزل كيانه... تشعر به كل ليلة و هو يتحدث اليهم بدموع ليث جريح لا يقوى على النهوض ..
مشى بجانبها كالمنوم مغناطسيا ... وصلت به امام غرفة بداخل ذلك الفندق الفخم ... فتح باب الحجرة لينصدم من أثر ما يراه من روعة تفوق جمال القمر في ليلة اكتماله ... بستان من الورد المنثور فى كل جوانبها ... اضواء خاڤتة لا يفهمها الا العشاق المتيمون .... يقسم ان عشقها بات قصائد حب ان لم تكن معلقات تمزق قلبه الى فتات صغيرة تحمل كل واحدة منها حرف من حروف إسمها...... حورتمعن النظر بها جيدا قبل ان يلتقط ما يحدث رمقها بنظرة عرفتها جيدا ... فقالت و هي تكور يديها على وجهه.... 
حور... انت كل حاجة ليا يا جاسر حبيبي و ابو ولادي انا قلبي بينبض باسمك انت بس انت 
جاسر... انت عشقي عشق الجاسر الي تمكن منه و بقى ادمان انتي بتاعتي يا حورية
خطڤها في قبلة بثت الحياة في قلبه المېت منذ اسابيع .... اقسم ان يأخذ حق كل ليلة قضاها بعيدا عن دفئ أحضانها... بعثر مشاعرها ... شهقت بقوة لكنها سرعان ما فاجئته بجرأتها قائلة وهي تداعب خصلات شعره ...
حور بهمس.... بلاش نظرية تلاتة في واحد
ابتسم بمكر شديد ليرد بوقاحة اكبر... انت تؤمر يا جميل نمشيها اتنين في واحد
خرجت منها ضحكات ناعمة تهلك القديس ليردف بوعيد عابث... هعوض كبت شهر وانت وحظك
 

تم نسخ الرابط