رواية نور الجزء 7-8 الاخير

موقع أيام نيوز


ايقاظها ... لكن لم تفق بل ما زاد الطين بلة انها كانت تتمطى ببطئ مغرى مصدرة صوت آهات معارضة اذابته كالذبدة الطرية في عمق طنجرة حامية تشتغل الڼار من تحتها لټحرقها اكثر... انها تتعمد إثارته فلتتحمل ما يحدث .. هم بالاقتراب منها ليصدع صوت رنين هاتفه... هذا ما كان ينقصه الآن... التقطته ليجيب قائلا بحنق.. 
.... عايز ايه يا ملك الافترى
جاسر... شكلي جيت في وقت مناسب جدا
حازم بهمس.. ابو شكلك
جاسر بحدة.... بتقول ايه يالا
حازم.. مبقولش عايز ايه البيه كارمني بفضله عليا ومتصل ليهجاسر ببرد... انزل انت و رعد حالا انا محتاج حد معايا لانك يا حلو بقيت عمو 

حازم بفرح... بجد حور ولدت الف مبروك يا وحش 
جاسر... الله يبارك فيك يا عمو وانجز بقى و بكرة الصبح القايكم عندي سلام
حازم.. جزمة بس الحمد لله اهو جات حاجة حلوة من وشه
... نغم حبيبتي اصحي يا روحي
بدأت بفتح عينيها الساحرتان كحبات القهوة الطازجة طارحة بقلبه أرضا... احكم سيطرته على نفسه بصعوبة حتى لا يلتهمها حية بتلك الهالة المٹيرة
نغم بصوت ناعم يشوبه النعاس ... عايز ايه يا حازم انا عايزة انام
حازم... طب ايه رايك ان حور جابت بيبي مش عايزة تشوفيه 
نغم.. بجد يا حازم يعني هشوف البيبي اخيرا انا فرحانة اوي
هبت منتصبة غير مهتمة بشرشف الغطاء الذي سقط منها ...
في المساء تجهز ثنائي شهر العسل للنزول الى القاهرة بعد اخبر حازم رعد بضرورة ذهابهم نظرا لولادة حور ... فرحت منى كثيرا بسماع ذلك الخبر السعيد .. و بالطبع نغم التى لم تكف عن التصفيق و التهليل هائمة بقدوم تلك الأرواح المخملية الباذخة بالطهر .... منطلقين الى مقر ولادة صداقتهم العميقة .... الأبدية....وصلوا جميعا الى المشفى مباشرة بعد هبوطهم من الطائرة... دخلوا الى الغرفة التى تقطن بها حورية الجاسر و أطفاله ... زينة و روعة حياته 
وجدوا حور ممدة على الفراش و بجانبها كلا من سليم و انعام و جاسر وكل واحدا منهم يحمل طفلا في يده....
صړخ حازم بفزع مردفا بدهشة... يخربيتك مين دول
رعد بتحذير... ازعل اوي لو الي فهمته صح
جاسر ببرودة ممزوجة بالفخر... ولادي ولاد جاسر الدمنهوري... 
حازم... انت بتتكلم بجد ولا انت خاطفهم و بتشتغلنا ما تشوف حفيدك يا سليم
سليم.. بس يا مچنون انت و هو يلا باركو لصاحبكم ربنا رزقه بتلات عيال مطلعين عيني من ساعة ما وصلوا
ارتمى رعد و حازم في احضان جاسر يعانقان بعضهما بحب اخوى يزينه صداقة لا تذبل حتى بمرور الزمن
تستمر القصة أدناه
رعد... الف مبروك يا غول وتابع بعبث ..بس ايه النظام
حازم بغمزة ماكرة.. لا عجبتني استاذ و رئيس قسم تلاتة مرة واحدة
انتفض جاسر قائلا... الله اكبر قر بقى و ارشق عينك دي لحد ما تجيب اجلي و معرفش اخاوي العيال الغلبانة دي
رعد بمرح... لا اثبت انت لسه عايز تخاوي الله يخربيتك دي الطلعة عندك بتلاتة على ما تخلص تكون البت فرفرت في ايدك ارحم يا شيخ العرب..
عدل من لياقة قميصه قائلا بسخرية.. والله ما حدش طلب رايك على الاقل احسن من ناس ما سمعناش خبرهم لسه
قال الاثنان بصوت واحد .. قصدك ايه
جاسر... معرفش الي على راسه بطحه يحسس عليها
حازم... نعمسليم... ما بس بقى منك ليه انا مش عارف ايه التربية الژبالة
جميعهم بصوت متشفي ... تربيتك يا سليم
احمرت وجنتي الفتيات خجلا من حديثهم الوقح ... اقتربت نغم من سرير الاطفال تحمل واحدا منهم ذلك الصغير ذو الاعين الزيتونية الشبيهة بوالدته ... تلاعب خده الناعم بحب مردفة بابتسامة....
نغم.. انا هاخد ده ليا يا حور حبيبي يا خلاثي
حور ... ما يغلاش عليكي يا حبيبتي ما انت خالتو
جاسر بانفعال... هو كيس شيبسى دا ابني يا ماما و تعبان فيه
اشټعل وجهها خجلا من كلماته الخبيثة لتتصنع عدم الاهتمام حتى لا تصاب بجلطة بسببه ...
طرق الباب كلا من يوسف .... مروان... مازن... دنيا.. علياء .. يهنئون حور وجاسر بالمولود حتى كانت الصدمة من نصيبهم ايضا...
مازن بذهول... ايه ده مين دول
جاسر بحنق... هو كل ما حد يدخل يسألني من دول يا ناس ارحموني اقسم بالله ولادي انا كده هتنظر و ممكن اروح فيها خفو بقى شويه
مروان وهو يضمه ... ما شاء الله عليهم ربنا يحفظهملك يا وحش
جاسر... حبيبي يا ميرو والله انت الي في القلب
بسمة.. مبروك يا حور كلهم زي القمر ما شاء الله خصوصا البنوتة الحلوة دي انا مش هسبها ابدا
حور... الله يبارك فيك يا سوسو ربنا يسعدك يارب
كان يوسف يقف بعيدا ينظر اليهم بسعادة غامرة ممزوجة بالحب الاخوي فهؤلاء الأطفال هو من اكتشف و جودهم وشهد نموهم داخل احشائها هي اخته الثانية كما أخبرها من قبل ... تحجرت الدموع في عينيه لا احد يعلم مقدار الفرحة التي يشعر بها ... قطع شروده صوت جاسر و هو يربت على كتفه... حاملا احد الصغار مردفا...
.... ايه يا خالو مش ناوي تشيل ولاد اختك
التمعت عيناه بفرح شديد يهتف بحماس كبير و هو يضع الصغير الباكي بين ذراعيه...يوسف.. جميل اوي ما شاء الله ..
استكان الطفل و هدأ من نوبة صراخه العالية ليردف جاسر بابتسامة محبة.. ده بقى يوسف الصغير
صدمة تعانق على أثرها الواقع باحضان الدهشة ... إشراقات بثت فيه دفئ الشمش من جديد.. لم تسطع دموع عينيه على الصمود فتركت اللجام و نزلت ببطئ مختلط بالابتهاج المهلل فرحا ... كبر جاسر في اعين الجميع بهذا القرار.. ف يوسف يستحق ... لان ما فعله أثمر عن سعادة عائلة بأكملها...
جاسر... انا مهما حاولت اشكرك يا يوسف مش هوفيك حقك بعد ربنا بسببك انا النهاردة مع حور و ده اقل حاجة ممكن اقدمها عشانك
و توجه بنظره الى ذلك الغافي بين يديه كأنه أحس بالحب بمن سمي بإسمه وتابع قائلا
جاسر... شفت بقى اهو نام و لا كأنه نايم في حضڼ ابوه
يوسف.. انا مش عارف اقولك ايه يا جاسر دي اجمل هدية جاتلي في حياتي و بالنسبة للواد ده انا هفضل وراه لحد ما يبقى احسن دكتور في الدنيا
صفقت علياء بمرح قائلة. طب والتانين هيتسمو ايه
حور بابتسامة.. الولد سليم و البنت ريتاج
والتفتت الى جدها الذي اقرورق ماء عينيه مردفة بنعومة ... انا معنديش اغلى منك يا جدو
قبل جبينها برقة قائلا ... ربنا يسعدك يا حبيبة جدو
بعد يومان خرجت حور من المشفى بصحبة اطفالها الى قصر الدمنهوري حيث تم تجهيز غرفتهم الخاصة بجميع ما يحتاجونه من مستلزمات حديثي الولادة... كانت غرفة جميلة بمعنى الكلمة... بيضاء ذات ستائر حليبية رائعة... يوجد داخلها ثلاثة اسرة طفولية بأشكال خلابة ټخطف الأنظار.... العاب و دمى
 

تم نسخ الرابط