رواية رائعة جديدة الفصل الثاني عشر والثالث عشر
المحتويات
يحارب عبراته التي غزته بقوة
ابويا بين الحياة والمۏت يا منة ربنا بياخد لك بحقك وبأسرع مما تتصوري...
شهقت منة واضعة يدها على فمها خوفا وقلقا على هذا الصرح الشامخ والد سيف والذي كان دائما يغدق عليها بحبه ورعايته ويقف بالمرصاد لأي شيء أو أي شخص يكون السبب في اصابتها بحزن أو سوء حتى وان كان هذا الشخص.. حماتها.. زوجته نفسها!!...
تحدثت منة پخوف متقطع
عمي !! وافقها سيف بهزة من رأسه بينما انهمرت الدموع تغطي وجهها ولسان حالها يقول بينها وبين نفسها
مش قلت لك يا سيف اللي حصل کاړثة بجميع المقاييس وربنا يستر من اللي جاي !!...
نظرت منة الى ابنتيها الغارقتين في النوم على المقعد الخلفي للسيارة رنت بطرف عينها الى سيف الذي كان يتطلع الى الطريق بنظرة جامده وجبين معقودوقد اعتلت سيمات التجهم والقلق وجهه.... كتمت تنهيدة عميقة وأسندت رأسها الى زجاج النافذة بجوارها وقد شردت في احداث السويعات الاخيرة منذ تلقي سيف نبأ سقوط والده فريسة المړض وعودتهما سريعا الى والديها واللذان ما إن علما بما حدث لوالده حتى أصرا على ان تسبقهما منة مع زوجها وأن يبلغوهما بالأخبار أولا بأول على أن يلحقوا بهم ما ان تستقر حالته الصحية فكما اخبرهم سيف الزيارة ممنوعة تماما بأمر الطبيب المعالج..... تذكرت منة كلمات والدها الاخيرة لها حين انفرد بها قبيل مغادرتها مع سيف حيث ربت على كتفها ناصحا لها
أومأت منة برأسها موافقة وقالت بهدوء
اطمن يا بابا بنتك هتتصرف زي ما ربيتها بالظبط انا بنت ناس يا بابا وعارفة ان بنات الناس في محڼة زي دي لازم يسدوا فيها واي خلافات أو مشاكل تتأجل لبعدين!!...
قربنا حبايبي خلاص ......خدوا اشربوا العصير دا وكلوا الساندوتشات اللي عملتها تيته اكيد انتو جعانين دلوقتي...
فتحت الحقيبة البلاستيكية التى بحوزتها وناولت ابنتيها علبتي عصير وبعض الشطائر الخفيفة والتي سبقت أن أعدتها أمها لها ألقت بنظرة خاطفة الى سيف ثم مدت يدها اليه بشطيرة وعلبة عصير نظر اليها بلمحة سريعة ثم أعاد انتباهه الى الطريق قائلا بجمود
ماليش نفس يا منة كلي إنتي والبنات...
لم تستطع منة التزام الصمت وأصرت عليه قائلة
رماها بنظرة سريعة قبل ان يتساءل بهدوء
وانتي يا منة تطلعت اليه بحيرة فتابع
محتاجالي!... لم تحر منة جوابا ففضلت الصمت في حين زفر سيف زفرة عميقة ثم مد يده اليها متناولا الشطيرة ليقضمها فيما فتحت له علبة العصير ليحتسيها أشار اليها برأسه مغيرا سير الحديث
وانتي.. مش هتاكلي!.... نظرت اليه منة بتردد ولكنها رحبت بتغييره للموضوع وأومأت مجيبة وهي تقضم شطيرتها بوجوم وشرود !!...
وصلوا بعد رحلة قاربت الخمس ساعات اتجهوا رأسا الى المشفى حيث والده وكان قد علم عنوانها من سمية شقيقته عندما هاتفها وهم في الطريق الى البلدة....
صعد سيف الى الطابق حيث غرفة الرعاية المركزة بعد أن سأل في استقبال المشفى الخاص يرافقه زوجته وابنتيه... ما ان وصلوا الطابق المنشود حتى علمت منة أنه الطابق الصحيح فقد شاهدت عددا غفيرا من الرجال يتجمع في ممر الطابق ولاحظت تواجد شقيقات سيف اللاتي يجلسن بجوار والدتهن المتشحة بعباءتها السوداء بينما يلتف وشاحا أسود اللون حول رأسها وتجلس مطأطأة برأسها الى الأسفل بينما تضع يدها على رأسها ومنظرها يوحي بحزن قوي...
اتجه سيف الى والدته تتبعه منة تمسك بيدي ابنتيها انتبه
متابعة القراءة