رواية رائعة جديدة الفصل الثاني عشر والثالث عشر
المحتويات
أن يفتحها بضعف فأضحت الصورة مهتزة أمامه ثم تحدث بصوت بالكاد يخرج منه
من...منة... بتي شهقت منة عاليا ورفعت رأسها لتطالعها عيناه المتعبتان وهما تطالعانها بوهن هتفت منة بصوت باك
ألف لا بأس عليك يا حاج ما تجهدش حضرتك نفسك في الكلام الدكتور طمنا.. ان شاء الله خير ..
ابتسم عبدالهادي ابتسامة خفيفة وتحدث بصوت واهن متقطع
اللي يريده ربنا هيكون يا بتي أني عاوزك تسمعيني منيح أني مش هسيب حجك واصل اللي عمله فيكي هرجعلك حجك منيه تالت ومتلت..
ابتسمت منة وقالت وهي تربت على يده
قوم لنا إنت بالسلامة الأول يا حاج وبعدين سيف معملش حاجه سيف ابنك يا حاج عمره ما هيعمل حاجه تزعلك منه..
بتكدبي علي يا بتي! إنت فاكراني مش هجدر أعرف إذا كان عمل صح ولا معملش !..
نظرت منة الى البعيد وهى تجيب داعية الله في نفسها أن يغفر لها كذبتها فهي لا تريد إلا رأب الصدع بين حماها وإبنه وأن يشفى من محنته تلك فهي ابدا لن تكون المعول الذي يهدم ترابط هذه الأسرة ويجعل قائدها ينهار كما حدث اجابت منة بابتسامة صغيرة
يا حاج الكلام اللي وصلك وعرفناه من سمية دا مش مظبوط قوم حضرتك بالسلامة واحنا هنفهمك كل حاجه وعلى فكرة بقه سيف واقف بره مقعدش من ساعة ما جينا الخبر جالنا واحنا في اسكندرية وجينا على هنا على طول وما ريحش ثانية واحده في السكة ولما الدكتور سمح اننا ندخل هو رفض خاف عليك أحسن تنفعل لما تشوفه...
انتو جيتو من اسكندرية مش من مصر..
إلتقطت منة تردده وانتهزت الفرصة لتعضد كلامها السابق واجابت ببراءة مزيفة
آه احنا سافرنا يومين اسكندرية نغير جو فرصة احمد اخويا هنا في اجازة والخبر جالنا انهرده الصبح واول ما عرفنا جينا على طول حتى بابا وماما كانوا عاوزين ييجوا معانا بس للاسف المشوار من اسكندرية لهنا طويل شوية وماما مش هتقدر تركب المسافة دي كلها بس أول ما ينزلوا القاهرة ان شاء الله هييجوا يسلموا على حضرتك على طول...
تقصدت منة أن تخبره برحلتهم الى الاسكندرية فمعنى ذلك أن حياتهما سوية تسير بشكل طبيعي بدليل سفرهم الى الاسكندرية بصحبة أهل زوجته فلو كان ما سمعه صحيح لم تكن عائلتها لتسمح له بالاقتراب من ابنتهم ثانية او الاجتماع بهم في أي أمر هي إذن لم تكذب! بالفعل هي سافرت برفقة ذويها وهو سافر بمفرده ولكنها فقط خبأت عنه أن كلا منهما قد سافر بمفرده وان سفر سيف للاسكندرية كان بقصد اقناعها بالعودة اليه كل هذا لا يهم ما يهم الان أن يشفى هذا الأب العظيم وبعد ذلك لكل حاډث حديث !!...
الحديت ديه صح يا بتي انتو كلاتكم كنتو في اسكندرية سوا..
أقسمت منة قائلة
والله العظيم يا حاج كلنا كنا في اسكندرية انا وبابا وماما واحمد ومراته وبنته ومعايا البنتين وسيف كمان...
ولم تستطع سوى قول ذلك فهذه مهما كانت هي الحقيقة وهي لن تؤثم فهي لم تقسم بالله زورا وبهتانا لقد أقسمت على تواجدهم جميعا في الإسكندرية وهذا ما حدث بالفعل !!.....
تنفس عبدالهادي بعمق وأغلق عينيه وهو يعلق بصوت ضعيف وان كانت الابتسامة قد ارتسمت على وجهه عميقا
ربنا يطمن جلبك زي ما طمنتيني يا بتي أجوم بس من وعكتي دي وأني أعرف مين إبن الفرطوس اللي جال الحديت العفش ديه على ولدي...
انت بس شد حيلك وقوم لنا بالسلامة واللي عايز تعمله كله اعمله بس علشان خاطرنا خلي بالك من نفسك يا حاج انت ضهرنا وسندنا قوم لنا بسرعه يا حاج...
خرجت منة من غرفة الرعاية وأغلقت الباب خلفها لتستند بكتفها اليه وقد أغلقت عينيها زافرة بعمق إعياءا انتبهت الى صوت سيف الهامس بجانبها ونبرة القلق تطغى على صوته
خير يا منة طمنيني..
فتحت عينيها لتنظر اليه مجيبة بابتسامة شاحبة
الحمدلله اطمن يا سيف انا سايبه الدكتور معاه دلوقتي وان شاء الله خير عمي هيقوم لنا بالسلامة بإذن الله.
خرج الطبيب المعالج ونظر اليهما ابتسم
متابعة القراءة