رواية روعة جدا الفصول من 36-38
الذي لا يحكي على ما يعتريه...
“هو فعلا عمي... بس هو قال ان في الشغل مفيش صلة قرابه وانا شايف ان عند حق...”
نظر عيسى لناحية الآخره وهو يهز رأسه بزهول...
“واضح إنك خلاص نويت وكلام معاك لا هيودي ولا هيجيب....”
هتف جواد بنبرة مبهمه....
“بظبط..... الموضوع إنتهى بنسبالي...”
____________________________________
ترجلت من السيارة أمام هذا المبنى الضخم القابع أمامها كان ذو فخامة ورقي في مكانا مرموق يناسب
ثراء شكله بتأكيد !فندق خمس نجوم وكم كان
هذا الإسم يعني دخوله فئات معينة وطبعا ذو الثراء الفاحش والملابس والمجوهرات الباهظة على أعلى طراز تلك الفئات المرموقة لديهم هم مصدر الرزق
لهم..فبطبع هناك من يدخل ليلهو وينسجم في قلب هذا السخاء فقط ليزخ الأموال بكل بساطة ومنهن من يدلف ليسعى فقط للحصول على القليل منها للعيش !...
اليست المعادلة صعبه..
كلن خلق من نفس ذات الطينة ولكن منهن يلقى مقابل لشقائه ومنهن من يظل طوال حياته داخل تلك الحلقة يدور ويسعى حتى ينتهي به الحال قابع
بمفرده !...
بللت شفتيها الملطخة باللون الوردي الهادئ بعدما عصفت بها الأفكار الى تلك النقطة...
لطالما كانت تعيش حياة بسيطة لم تسعى يوما لهذا المكان او العيش وسط تلك الطبقة المحدده ! كانت لها اهدافها الخاصة...العمل...النجاح...الغناء بمجهودا
محدد ....
دوما كانت تقول ان المعضلة الحقيقية لنجاح المرء
تأتي بعد طموح جامح وعناء واضح ينتج بعدها حلم
أصبح واقع !...
كم كانت تطمع بنجاحها أمام نفسها قبل الجميع
لم تحقق شيء من حلمها فقط كانت تعشق المغامرة
وقد دبر لها القدر مغامرة فقط لكي تستهدف قلبها وټخطف تلك الراحة التي كانت تنغمس بها حين كان العقل خالي من اي زوبعات !...
تتمنى ان تعود تلك الأيام ليتها ترجع الماضي لكانت رفضت تلك الأوراق لكانت أغلقت الباب في وجه
علاملكانت هاجرة لأخر العالم قبل ان تقع عينيها عليه !..
لكانت ولكانت...ولكن اليست تلك الكلمة تعني الندم على ما مر عليها !...
“محدش هيقدر يرجع إللي فات يابسمة..بس تقدري تبدأي من جديد بعيد عنه وعن الحياة دي كلها...الحياة اللي عمرنا ما حلمنا بيها ولا عمرها هتناسبنا...”رمقت المكان وهي تدلف الى الفندق ممسكه دعوة الحفل بين قبضة يدها بتردد....كانت داخلها تبث الشجاعة والقوة لاعماقها المرتجفة ان الفراق بينهم كان حاسم ويجب ان تأقلم كل ذرة داخلها على تلك الحقيقة هي وهو لديهم تناقض شاسع بينهم وصعب التغاضي عنه !...
اسبلت عينيها وهي تدلف الى تلك القاعة المتواجده
في قلب هذا الفندق كانت تتمنى من صميم قلبها ان لا تراه ريثما تنتهي تلك المدة المحددة بينها وبين أسيل...
“بسمة معقول إزيك عامل إيه...”استدارت بسمة نحو هذا الصوت المألوف عليها لتجدها رناصديقة اسيل تلك التي تعرفت عليها في حفل ميلاد لميسكانت الأجواء مشابهه لهذا الحفل بدرجه كبيرة...
“ اهلا يارنا عامله إيه... “مدت بسمة يدها نحوها فسلمت الآخره عليها بحراره وبحبور قالت..
“ الحمدلله مبسوطه اني قبلتك....”اشارت رنا على هذا الشاب الواقف جوارها وهي تقول بابتسامة
صافية...
“دا علاء...اكيد فكراه اتعرفتي عليه انا وهو في
عيد ميلاد لميس و...”
قاطعتها بسمة بالباقة في الحديث وهي تمد يدها لعلاء بود...
“أكيد طبعا فكراه اهلا بحضرتك ..”
سلم عليها الشاب بلطف لا يخلو من الإحترام...
“اهلا بيكي يامدام فرصة سعيدة اني شفت حضريتك تاني ...”إبتسمت وهي تتحدث إلى رنا بتردد....
“رنا...هو انتي متعرفيش أسيل خلصت ولا لسه...”
ضړبت رنا على مقدمة رأسها فجاة وهي تقول
بعفوية سريعه..
“اوف..إزاي نسيت اسيل شويه وهتخلص وكانت قيلالي اني اول مشوفك اطلعك ليها...تعالي بقه لحسان دي مجنونه وممكن ټنفجر في وشي...”
إبتسمت بسمة على عفويتها لتذهب معها الى حيث
تتواجد تلك الاسيل....
على الناحية الآخره كان يقف مع بعد رجال الأعمال
يتحدث في الاعمال والاستثمارات الناجحة تلك الأيام لكنه شعر بذبذبات في جيب سترته ليخرج الهاتف ويبعد عن تلك الأجواء الناعمة ذو الموسيقى الرقيقة لمكان أكثر هدوء....
“أيوا ياعيسى....مجتش ليه....طب أنجز شويه... تمام...” استمع للطرف الاخر وهو يخرج من باب القاعة....
خرجت بسمة برفقة رنالخارج القاعةصاحت رنا بحماس وهي تترك بسمة وتركض معانقة عدة أصدقاء لها......
إبتسمت بسمة على تلك الفتاة فهي تتصرف بمنتهى العفوية وطفولة برغم من ان عمرها يحكي عكس ذلك لكن ربما كما يقال حب الحياة وطفولة القلب لا تقف عند