رواية روعة جدا الفصول من 36-38
الرمادي من فمه وهو يقول بنبرة خافته...
“مفيش حآجه كتير على بسمة.. ولو كان طلب أكتر من كده كنت اديته بس كل واحد بيطمع على قد طموحه !...”
“عندك حق.... المهم ترجع بسلامة....”
أخرج زفير عال وهو يشرد أمامه بحزن...
“هترجع..... اليلادي مش هتعدي غير وهي معايا....”
سمع عيسى صوت سيارة إتي عليهم... رمق عيسى السائق وهو يقول...
“مش دا الظابط اللي كان في شقة أمجد...”
استند جواد على السيارة بظهره وهو يرد بملل...
“ااه هو....اسر افندي...”
سائلا عيسى صديقه...
“عايز اي ده...... ووصلنا إزاي...”
“أكيد زرع جهاز تتبع في العربية..”رد جواد بذات الملل...
“انت مالك بتكلم بكل بساطة كده ليه...انت تعرفه اوي كده...”
نظر نحو اسر المقابل عليهم بحدة...
“طبعا دي مش عشرة يوم دي عشرة سنين...”
وقف اسر أمامهم وهو يقول پغضب...
“وصلت لحاجه ياجواد....”
“المفروض انا اللي اسألك هو مش انت الظابط ولا ايه....” رمقه جواد باستخفاف...
لكمه اسر بقوة في وجهه على أثرها توسعت عيني عيسى پصدمة من تلك الفعله الغريبة...
لم يبدو على جواد اي تأثر بل رفع عينيه القاتمة على رفيق الطفولة بمنتهى البرود ليهتف بسخط...
“شكلك ادربت كتير على الكمه دي اصل زمان كنت لمؤخذه خرع...”
لكمه اسر مره آخره پغضب وهو يصيح بحدة...
“لحد أمته هتفضل بالغباء ده...مراتك مخطوفه بسببك ولله وأعلم بيعملوا فيها اي دلوقتي...مش المفروض تحط إيدك في ايدي وخلينا نتصرف ونلحقها....”
وضع جواد يده على ذقنه محركها يمينا ويسارا وهو من اثار لكمة الآخر ليرمقه ببرود...
“جواد الغمري مبيحطش أيده في ايد الحكومه....مراتي هرجعها وبطرقتي...”
لكمه اسر مره آخره بمنتهى الڠضب الهائل ولم يرد له جواد الضربات دفاعا عن نفسه...
تقدم عيسى لحل تلك المشادة العڼيفة بينهم...لكنه
وجد جواد يمد يده ويبعده بمنتهى الهدوء....
“كمل ياحضرة الظابط وقفت ليه...اوعى تكون إيدك ۏجعتك....”ابتسم جواد بتهكم...
لكمه اسر مرة آخره وهو يقول بحدة...
“ المرادي هتسمع الكلام يابن سراج.... المرادي هنرجع مراتك قانوني مش بلطجه...”
“تمام وانا مستني القانون يرجعلي مراتي....” لكمه تلك المرة جواد في وجهه...
وقع اسر على الأرض لفرق القوة الجسمانية بينهم فأسر يمتلك جسد نحيف ذو طول مناسب لم يكن بقوة جسد جواد لذلك المقارنة ظالمة بينهم....
أنقض عليه جواد وهو يسدد له عدة لكمات قائلا پغضب...
“لو كنت راجل بجد ويهمك حياتها..مكنتش هتشغلها مرشده عندك في بيت زهران الغمري مكنتش هتخليها تخون جوزها...”
زادت المشاچره الحادة على الرصيف الساخن واسر يصيح پغضب...
“بسمة عملت دا كله عشان تحميك...”
“صح...بس انت عملت دا كله عشان الترقيه...”ارتطم جسد اسر بسيارة جواد ليسيل من أنفه الډماء...
“آآه عملت دا كله عشان الترقية....اايوه غلطان بس انا دلوقتي مش فارق معايا اي حاجه..انا عايز اساعدك ياجواد عايز أقفل القضية وحررك من
السچن والقرف دا كله....”
مسكه جواد من لياقة قميصه پغضب...
“انت كداب....انت عمرك ماحبيت حد غير نفسك...ومستحيل تعمل كده لأنك مش بيفرق معاك حد ....انا عارفك من زمان اوي يأسر من أيام ما كنا عيال صغيرة بنشد في شعور بعض..اكيد فاكر ولا البدله الميري نستك مين هو جواد.... “هزه بقوة لتنزل دموع اسر وهو يصيح بسخط...
“ طبعا مش ناسي مين جواد.... بس المهم انت تكون لسه فاكره ياصاحبي.... “
قست ملامح جواد اكثر وحدج به لبرهة ليتركه بحدة وهو يبتعد عنه....
“أكيد فكره لو كنت نسيته... كنت قتلتك من زمان اوي ....”
نظر نحو عيسى وهو يصعد سيارته...
“يلا بينا ياعيسى...”
صعد عيسى بجواره وملامحه يصحبها الصدمة وذهول ومن ما حدث أمامه....
“هو دا بقه صاحبك الظابط... اللي دخلك زمان السچن...”
أدار جواد محرك السيارة وهو يهمهم بنعم...
.....