رواية ريهام القصول الاخيرة

موقع أيام نيوز

ملهاش لازمة المماطلة..!! 
.. اليوم معركته هو.. حلم حياته الذي قارب على الوصول إليه فشد من عضده يأخذ نفسا قوي وتجاهل الجميع عدا عمه... يحدثه بنبرة ثابتة واثقة وقد تخلي عن توتره ونحاه جانبا.. 
عمي سيبك من أي كلام أنا راجل مسؤول عن بنتك بالظبط بقالي خمس سنين.. وبعلمك وعلم جدي
واقترب بجلسته للأمام يحافظ على هدوئه وثباته يستكمل 
مسؤول مسؤولية كاملة مواعيد دروسها هدومهاو تلفونتها.. كل حاجة وأي حاجة.. وكنت بعمل ده عن طيب خاطر.. بكيفي..
.. وصمت للحظة قبل أن تغيم عيناه بذكرى أنكرها عقله الباطن.. وللتو تذكرها غمغم برجفة شابت نبرته الثابتة فبدأ ضعيف أمامهم بتلك اللحظة 
الفترة اللي فاتت حصل مشكله وبعدتت وأنا بعدت.... بس المشاكل اتعملت عشان تبين قوة العلاقة أو ضعفها.. 
ثم عادت إليه الثقة وابتسم ابتسامة ظهرت من العدم 
وآديني أهو قاعد أودامك وبقولك أنا عايز بنتك... عايز العلاقة تبقى رسمي.. عايز حنين تكون مراتي.. 
.. وصمت يلهث بداخله وكأنه كان بسباق للركض وفاز به.. ينتظر جائزته.. 
ران صمت للحظات قبل أن يغمغم عمه بضيق نبرة رغم نظرة إعجاب لقاسم.. 
أنا مش عايز أحس إنها مضغوطة أو مجبورة..! 
عبس قاسم تلقائيا و تبدلت قسماته للعصبية منذ متى دور الأب هذا!! 
وتدارك كمال الموقف يحتويه بحكمة وقد شعر بذبذبات غاضبة من المجاور له .. 
وع إيه كل ده... إحنا ننده لصاحبة الشأن والرأي ف الآخر ليها.. 
وأكد على كلامه هتافه العالي لها دون انتطار رد أبيها.. 
حنين.. 
.. ظهرت من الداخل وصوت كعب حذائها يسبق حضورها تسير صوبهم ببطء شديد وعلى استحياء وملامح خجلة.. توقفت أنفاس قاسم وهو يتأمل حضورها ابتسامتها الناعمة وحجابها الوردي الملتف حول وجهها فزاده فتنة بتلك اللحظة لعينيه ترتدي سروال من الجينز الباهت وبلوزة حريريه ناعمة تنسدل على جزعها بنعومة... وتفحصه لها هكذا أمامهم أصابها بتوتر فتعثرت خطواتها فنهض على الفور لامساكها ولكن كمال منعه ب حرج... 
جلست على طرف الأريكة أمام كمال تجيبه
أيوة... 
رد عليها بإبتسامة 
إنت عارفة أحنا جايين ليه انهاردة..! 
وبالطبع هي تعرف... رسالة نصية من قاسم ومكالمة من نيرة وأخرى من أكرم .. احتقن وجهها بخجل لتتمتم.. 
عارفة.. 
رمى الكرة بملعبها وأخرج الجميع.. 
طب وإنت إيه ردك!! 
لم تجب فور السؤال.. أحنت رأسها فاختفتت ملامحها عن المحترق بصبر كاد أن ينفذ أمامها تتلاعب بطرف بلوزتها بأصابع مرتجفة.. 
كم دام صمتها لحظة.. لحظتان... دقيقة كاملة لترفع رأسها بإبتسامة رائعة.. أروع ابتساماتها.. ترد بثقة 
موافقة طبعا.... 
.. زفر نفسا طويلا كان يكتمه بانتظار ردها... نفس كاد أن ېخنقه.. ارتاحت ملامحه وخفق قلبه پجنون... لا هذا كثير على قلبه سيتوقف من كثرة سعادته.... 
خرجت يارا من المطبخ تقريبا بعد أن اطمأنت لموافقة حنين تحمل بين كفيها صينية كبيرة تقطع حديثهم وجلستهم باقترابها المرح وشقاوتها المعهودة.. 
مبعرفش أعمل لا قهوة ولا شاي... جابتلكو فانتا تفاح وجبت لقاسم شويبس رومان...
........................
الفصل الثالث والثلاثون 
أتساءل
لو أنني منذ البداية عرفت
أن هذا الحب سيلتصق طويلا بجلدي
هل كنت بدأته
نعم
نعم.. 
ألف مرة نعم... قاسم
...................
للعشق مواسم... وفصول.. 
يبدأ بربيع أوراق الحب المزهرة بداية كل جميل.. بداية كالحلم.. كحدث غريب يبهرك للمرة الأولى فتنساق وراؤوه دون إرادتك.. 
يتوسطه صيف به نسمات باردة وأخرى حارة كعلاقات متأرجحة .. وأمواج بحر ثائرة ترتطم بشاطئ الخذلان.. 
وخريف تتخاذل أوراقه المتساقطة يتراجع عن وعوده الكاذبة... خريف باهت بلون كآبة ماقبل النهايات.. 
وشتاء ديسمبر حيث عودة الغائب.. رجوع علاقة بترها الخريف برياحه العاتية... علاقة أثبتت بأن جذورها قوية ثابتة.. 
.....
.. عقد القران..
مر أسبوع على إتفاقه مع عمه أسبوع واحد.. سبعة أيام أحصاها ساعة ساعة.. والأمر يستحق الانتظار فاليوم فرحته هو عقد قرانه على من تمناها وخفق قلبه لها.. 
والاتفاق كان بدايته خطبة وحفل صغير ببيت الجد.. ولكن بعد إلحاح منه وموافقة من حنين تحولت الخطبة ل عقد قران... لتكون بشكل رسمي حرمه مع إيقاف التنفيذ لحين الزفاف بعد الانتهاء من دراستها الثانوية .. 
اليوم فقط يشعر بالكمال بأنه نال قطعة من السماء.. لم يبالغ بمشاعره..! 
مشاعره مشاعر رجل هزمه الحب مرة على أرضه وانتصر هو بالأخير.. 
يقف أمام المرآه ينظر لانعكاس هيئته بغير رضا ظاهر بشكل جلي تجاوره نيرة شقيقته تعدل من ياقة معطفه.. 
تهديه ابتسامة رائقة فيهديها عبوس ملامحه.. 
هتفت به بنعومة بعد تنهيدة
تم نسخ الرابط