رواية ريهام القصول الاخيرة

موقع أيام نيوز

البلد.. تضج بالزغاريد والحضور بكل ارجائها.. وعلى باب القاعة بوابة كبيرة مزينة بالورود واللألئ اللامعة مكتوب عليها بزخرفة زفاف قاسمحنين.. 
يقف هو بأول القاعة ينتظر دخول عروسه وقد أصر والدها أنه هو من سيأخذها له.. يسلمها بيديه ليده.. 
ظهرت حنين متأبطة ذراع والدها بفستان أبيض رائع التفاصيل يشبه فساتين أميرات ديزنيببريق ماسي متلألئ.. 
أغنية لبنانية عريقة تناسب أجواء العرس وفستانها تصدح بالقاعة وقاسم يأخذ عروسه من والدها يقبلها من رأسها.. ثم يمسك بكفها بعد نظرة انبهار ألقاها عليها رغم أن الفستان من اختياره ولكن لم يكن يتخيل بأنه سيكون بتلك الروعة حين ترتديه.. 
يطالعها بين لحظة وأخرى بانبهار وحب وهي أيضا رغم خجل المرة الأولى.. 
تتأبط ذراعه ويسير بها متجاوزا الحضور ليصعد للمنتصف حيث مكانه هو والعروس.. تزغرد أمه بفرح وأخريات يلتففن حولهم بشبه دائرة.. 
ليبدأ الحفل برقصة هادئة للعروسين وكانت الغنوة المختارة من اختيار العروس. 
انت ياللي خدت قلبي من الزمان ومن اللي فيه.. 
  خدت قلبي لدنيا تانية أحلى م اللي حلمت بيه.. 
كان يراقصها بفرحة حقيقية والجميع ملتفون حولهما وكلمات الأغنية تنساب لمسامعه فيدق قلبه پعنف وكأن هي من تقولها له.. أليست من اختيارها.. 
     أحلى عمر أنا عشته جمبك والحنان عندك كتير... هو فيه كدة زي 
                قلبك... لسه فيه ف الدنيا خيير. 
.. انتهت الأغنية والرقصة على تصفيق الحضور قبل أن تنقلب الإضاءة من حولهما وتتبدل الموسيقى...
اقترب زياد من حنين يهمس لها 
محضرلك مفاجأة هتبوسيني عليها.. 
نهاية كلامه غمزة والتقطها قاسم وبالطبع التقط كلامه.. فتوجس ورمقه بحيرة مصحوبة بضيق قابلها الآخر بتراقص حاجبين واغاظة.. 
لم يمر ثواني الا وأغنية معينة صدحت بالمكان وحضرت هدية زياد وهي مجئ مطربها المفضل فتعالت الصيحات والتهليل.... واقترب المغني من قاسم يصافحه وأشار فقط للعروس.. ثم انطلق بالغناء وكان موجها لحنين.. 
            السما ف عنيه.. 
قلبها سيقف من الفرحة وهي ترى مطربها أمامها هكذا ابتسامتها العريضة أشبه بضحكة بلهاء أطفأها قاسم وهو يجذبها من يدها بشبه عڼف يحذر بلهجة شديدة 
لو اتحركتي من جمبي هقطعلك شعرك بأيدي... 
ووافقت مرغمة وقررت ألا ينزع منها فرحتها ظلت تتراقص بجواره..والفتيات تتمايلن معها.. وكانت أغانيه مختارة بعناية تناسب فرحتها.. 
... 
تقف يارا بعيد عنهم قليلا تتابع بسعادة حقيقية تضم من الوشاح الخفيف الملفوف حول كتفيها كانت مهلكة الطلح بفستانها الأسود اللامع فستان ضيق يبرز رشاقة قدها وضيق خصرها ينزل باتساع مابعد الركبتين يشبه بتصميمه حورية البحر.. عاري الكتفين ولذلك ارتدت وشاح يقيها انتقادات أحمد اللاذعة وكفاها شړ القتال.. 
وعلى ذكره حضر واقترب منها يرمقها بضيق رغم إعجابه بها إلا أن فستانها ضيق بما يفوق الحد وعاري حيث حد اللاحد.. 
يقترب أكثر يميل عليها دون تلامس.. يهتف بنزق حقيقي.. 
وأنا هفضل متعلق كدة لحد أمته.. 
وضحكت ملئ شدقيها وكانت ضحكتها حقيقية.. ترمقه وتعلم بأن صبره نفذ.. تحدثه بدلال.. 
الله وحد ماسكك.. ماتتكلم زياد.. 
وابتعدت بغنج.. وسقط الوشاح وظهر ماتحته جز على نواجزه غاضبا لابد وأن يضع الأمور بنصابها الحقيقي.. وعيناه تدور وتبحث عن شقيقها.. 
... 
.. وقبل رحيل المطرب طلب من العروسين أداء رقصة على أغنية هادئة له وكانت علي ذوقه وهدية للعروس.. 
ويتجاوز قاسم ذلك الأمر.. سيتجاوز كي تمر الليلة يقسم بداخله اغلظ الأيمانات أن يردها اضعافا لزياد.. 
يحتضن خصر حنين بذراعيه وهي تتوسد صدره بكفيها.. وخفتت الإضاءة 
     ياما حكيت عليك للناس وللأيام.. قالولي خيال وقولت حقيقة مش     
   أوهام 
يلتصق بها ف ابتسمت له وتعلقت عيناه بشكل عبثي على شفتيها ليهتف بنزق.. 
أنا زهقت وعايز أروح.. 
وفهمت ما يرمي إليه عكست كلامه تتلاعب به 
يعني الجو الجميل ده مش عاجبك.. 
ولم يروقه الحديث. لا الحفل حتى ماينقصه أن يعلق على صدره يافطة مكتوب عليها بالخط العريض أنه لا يطيق الانتظار 
لأ مش عاجبني أنا عايز م الجو التاني بتاع أفك السوستة وعيل يجي بعد تسع شهور.. 
ورغم خجلها ووقاحته الا انها امتعضت 
سوستة إيه .. إيه الجو القديم ده.. معتش فيه فساتين بسوستة.. 
وعلا صوته ولكن لم يصل لغيرها نظرا للموسيقى العالية
نعم ياختي.. أنا أروح فيكو في داهية.. 
يتابع بحاجبين معقودين 
انا حافظ ومذاكر أن السوستة هي البداية.. 
يتسائل بجدية
انت دلوقتي لما تلغيلي السوستة أبدأ بايه أنا 
... 
أراهنك أنه دلوقتي پيتخانق عشان عايز يروح.. 
يقولها زياد وهو يضحك
تم نسخ الرابط