رواية ريهام القصول الاخيرة
المحتويات
الفصل الثاني والثلاثون
.. لا شيء يضاهي جمال المرة الأولى..
.. هو رجل نال إعتراف بالحب.. مرتان..!!
رجل لمع نجمه بعد انطفاء كان على أعتاب الخذلان ونصفه الحب لأول مرة..
.. الصباح الباكر حيث الشروق والبدايةبداية لكل شيء وامتداد لعتمة الليل حيث لا نهاية لوعود المساء يوم خريفي تظهر به الشمس على استحياء والنسمات الباردة تعطي إنذار ببداية الشتاء..
وعطر ثمين نادرا ما استعمله واليوم استخدمه نفض عنه الغبار المتراكم إثر ركنته ونثر رذاذه الخفيف أعلى عنقه وباطن كفه.. وألقى على هيئته نظرة راضية وعلامة تقييم كاملة... وابتسامة منمقة تزين محياه..
ينزل درجات السلم بتمهل وعند الالتفاتة للحديقة الخلفية للبيت سحب نفس عميق لصدره نفس محارب..أخرجه على دفعات متتالية..
وحين إقترب من جلسة الجد وصل لمسامعه صوت النقشبندي يصدح من مسجل صغير كان يضعه الجد على المنضدة الخشية أمامه..
اندهش الجد من وجوده ف لازالت الساعة السابعةباكرا عن ميعاد استيقاظه ولكن مافاجئه بحق كانت هيئة حفيده.. وكوب الشاي بالنعناع الذي يحمله...!!
يلقيها بنبرة مرحة على غير العادة وهو يضع الكوب الساخن على المنضدة بجوار المسجل واستدار خلف ظهر جده يضع الشال المحاك من الصوف على كتفيه..
عدل الجد من وضعية الشال الثقيل أعلى كتفيه ثم ابتسم يرد عليه بتحية الصباح مبتهجا
صباحك رضا وهنا يابني..
جلس قاسم على الكرسي المقابل يضم ساقيه بوضعية استعداد.. يستكمل الكلام ولم يتخل عن ضحكته المفتعلة..
يناول جده الكوب الشفاف بتهذيب على غير العادة ف يأخذ الجد رشفة ويعيده مكانه.. منتظرا
واحشني ياجدي والله....
زاد بمرحه وضحكته الغريبة مرحه المفقود بالفترة السابقة وتقريبا استشف الجد مايريد بفطنته وبحكم خبرته وبالأساس قاسم ككتاب مفتوح أمامه من السهل قراءة مايريد من خلال صفحة وجهه التي تفضح دواخله..
تحب أعملك مسااج!!
رمقه الجد متعجبا تعجب لم يطل وهو يرى قاسم يجثو على ركبتيه أمام ساقه يستطرد بتقرير..
هعملك مساج..
صاحب كلامه فعله وهو يدلك ركبة جده بشكل دائري وبمنتهى الخشونة..
سأله الجد وهو يعلم الجواب مسبقا..
هات آخرك..!
أردف قاسم مسرعا
أخرى عندك ياجدي..
يضطجع الجد بكرسيه يعيد ظهره للخلف براحة يخبره
عماد حكالي ع اللي عملته من يومين..
بتوجس سأله قاسم..
آه.. وايه رأيك!
يتلاعب العجوز بأعصاب الفتى الجاثي أمامه
الرأي رأي أبوها..
نطق قاسم على الفور ويده توقفت عن التدليك
وانت أبوه... يعني كلمتين من عندك بقى...!
يتابع ببسمة عابثة
خليه يكتب الكتاب قبل مايسافر..
واستنكر الجد بوضوح
كتب كتاب مرة واحدة!!
تهكم قاسم بملامح ساخرة..
لأ ع مرتين.. أصل هتجوز قطاعي...
والتهكم ختمه بحدة استقامة جسده حيث أن المصلحة قضيت.. يصيح بخشونة وهو يحرك كفاه بالهواء
مالك ياجدي... ماتلاغيني كدة خليك معايا ع الخط..!
يزيد بإصرار..
أقنعه... عرفه إن ده لمصلحته ومصلحة بنته...
................
.. بقدر العطاء يكون الأخذ..
.. صباح روتيني تكرار معتاد حد الرتابة وقدح من القهوة المرة.. يقف أمام الرخامة يتناوله ببطء دون مزاج رائق..
ظلمة باردة تمكنت منه ببرودة الجو بالخارج.. وما حدث فجرا يعاد أمامه وكأنه شريط مصور والمفروض يناقض الواقع ب حدته..!!
وبقدر العطاء توقع الأخذ حيث بالأمس كانا أكثر من السمن على العسل..
يأخذ رشفة من فنجانه الساخن يزفر محتنقا والرفض لازال يلون وجهه..
عند الرجوع بالأمس وبعد مشاكسته لقاسم على الدرج وسهرة لطيفة أمام التلفاز لفيلم رومانسي عالي الجودة... عالي الجودة والأمر لا يحتاج توضيح..
ودخلا معا من أجل النوم... كان عار الجزع وكانت بمنامة حريرية.. والمتوقع سهرة حيث كما ذكر أعطى وانتظر!!
إبتسامة ماكرة وأخرى مترددة خجلة منها واحتضان كان متمهل من ناحيته ومن جهتها كان مسرعا باردا أحبطه قليلا ولكن تجاوزه.. عدة محاولات من قبله لنيل الرضا.. استجداء التبادل... وبالمقابل استدارت وغطت في نوم عميق..!!!
.. رائحة القهوة انتزعتها
متابعة القراءة