رواية روعة جامدة الفصول من واحد وعشرون لخمسة وعشرون
المحتويات
المودة التى ترى صدقها لم تعد تدرك تلك الدموع التى تتلألأ بوجه منى هى نابعة من عينيها أم من عينيه بينما ظل عزيز داعما لأبيه حتى ربتت منى فوق صدره
_ اقعد يا عمى ارتاح
_ أنا مرتاح يا بنتى وعارف انك مش راضية عنى اوى بس كفاية انك قبلتى وجودى وانا مش هخسر الفرصة اللى انت رضيتى بيها ابدا
ابتسمت منى لتفهم وفاء أنه أصاب الحقيقة فاختها لم تنس الماضى ولم تسامح فيه لكنها منحته فرصة ليحاول أن يخفف من تبعاته .
_ تعرفى يا وفاء انت كنت أصغر اخواتك وكنت بتخافى منى مااعرفش ليه
زاد انعقاد حاجبيها وهى بالطبع لا تتذكر ما يخبرها به لكنها اقتربت بخطوات واثقة وقد حافظت على المسافة بينهما لتجلس قرب أمها
_ بلاش نتكلم عن حاجات مانعرفهاش انا عن نفسي مش هسامح فى حقى لكن السماح شئ وحق ربنا شئ تانى انا هتعامل معاك بما يرضى الله لكن قلبى سيبه لربنا ومحدش يسألنى عنه
نظر عزيز أرضا يخفى ابتسامته التى قد تغضب وفاء التى لا يعلم كيف تتحمل كل هذا الڠضب دون أن تشتعل حرفيا لقد نجح أبيه في خطوته الأولى رغم تخوفه منها وبداية من هذا اليوم سيكون عليه المحافظة على وجوده رغم صعوبة ذلك فهو يعلم أن فورة المشاعر التى غشت الجميع قد تتراجع وتخبو مرة أخرى ويعود الصراع يسيطر على الأنفس.
أخبرته سميحة بنيتها للسفر هى ووفاء فى اليوم التالى ووعدته بالتحدث إلى سلمى مرة أخرى اقترح عزيز أن تسافرا للإسكندرية حيث تملك الأسرة شقة تصلح للإقامة لترفض وفاء عرضه بشدة مما زاد من إحساسه أن النفوس لازالت عاجزة عن التقارب .
غادر الجميع في المساء وظلت سهى لرعاية عثمان أثناء الليل فقد طلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات قبل أن يسمح له بمغادرة المشفى وكانت هذه الفحوصات حجة جيدة لبقاءه لبضعة أيام أخرى وليتمكن صبرى من تهيئة الظروف لحالته .
تناول للتو جرعة الأدوية الخاصة بالمساء ومن المفترض أن يغفو بعدها لكنه ظل مستيقظا صامتا يراقب سهى التى تجلس قرب فراشه ولا تجدى محاولة عينيها التهرب من نظراته فيبدو لها أنه يحاول اختراق رأسها ويتمنى هو أن يفعل.
نظرت إليه بدهشة وكأنها لم تتوقع سؤاله وظهر توترها فورا مع نبرة صوتها المرتجفة
_ من شهر وشوية
هز رأسه مبديا لها تفهم لا يملكه فى الواقع وعاد لصمته وعقله يحاول أن يجد أي صورة لزواجهما فلا يجد سوى تلك التي ظهرت بكابوسه
_ تعالى جمبى يا سهى
زحف الفزع إلى ملامحها فورا ليتابع بتساؤل
_ ايوه طبعا بس انت تعبااان وكتفك ورجلك مكسورين
_ وفيها إيه أنا بس عاوز
تراجع الفزع لتحل محله لهفة لا يمكن أن يخطئها قلبه الذى بدأ بالفعل يعلن الانحياز لها رغم أنه يصارع ليصل للحقيقة لكن يبدو له أن قلبه قد حزم أمره سلفا
نهضت عن المقعد لتجلس بطرف الفراش فيتحرك ذراعه السليم مفسحا لها المجال منتظرا أن تزداد قربا.
كانت بالفعل تشعر بالحاجة لقربه فلم تزد من المقاومة وهى تفترش صدره بتملك وصل له فورا وهى تحيط خصره تشده نحوها ليتساءل مرة أخرى
_ امته اخر مرة كده
_ وانت نايم وقبل ما تفوق وكل يوم انا كنت
لم يتوقع أن تجيبه بهذه السرعة التي لا تحمل طيفا واحدا للمراوغة زاد من ضمھا لصدره مع زيادة الصراع الذى عاد يحتدم داخله
إن كانت تشتاقه بهذا الفيض الذى يتمسك به قلبه فماذا عن ذاك الکابوس هل هو أضغاث مؤرقة أم ذكرى تراجعت!
نهدة حارة عبرت شفتيه لتبتعد فورا بارتباك زاد من دهشته فما يصل لقلبه من مشاعرها لا تؤيده افعالها.
الثانى والعشرين
لم يفرض عليها معاودة القرب منه رغم أنه يشعر بحاجة متبادلة بينهما لهذا القرب لكن تهربها منه يثير ريبته ظل يراقبها بحرص حتى تظاهرت بالنعاس ورغم ثقته أنها تتظاهر سمح لغفوته أن تسحبه منها لتدثره ببعض السکينة التى يحتاج بشدة.
لم يشعر بالوقت لكن غفوته لم تكن مريحة كما تمنى ولم تمنحه الراحة التى ينشد بل كانت عرض لمجموعة أخرى من الصور لا تزيده إلا تخبطا رأى نفسه يقف في سرادق يخيم عليه الحزن وفى لحظة تلاشت الصورة لتعود لتلك التى ارقت نومه وافسدت يومه بالأمس وذلك الإعتراف منها بعشق آخر لينتفض بدنه مع صوت الصڤعات التى دوت كرد فعل منه .
فتح عينيه وكانت غافية فلم تشعر بتيقظه لهث صدره طلبا للهواء وسرعان ما عاد الثقل يتزايد مرغما جفنيه على التراخى ليحاول المقاومة لكنه يجد نفسه
متابعة القراءة