رواية روعة جامدة الفصول من واحد وعشرون لخمسة وعشرون

موقع أيام نيوز

لها أبيه لكنه همس لها محاولا السيطرة على انفعاله ونبرة صوته
_ انا تعبان يا سهى عاوز امشى من هنا لو انت مراتى صح زى ما بتقولى هتفهمينى
تعلم أنه يتعذب لكن تخليصه من عڈابه قد يكون سببا في فقدها له مرة أخرى ستكون المشقة مضاعفة لكنها تقبل بها لأجله لذا ربتت فوق صدره محاولة تهدئته 
_ حاضر يا عثمان هكلم الدكتور تانى وأي أدوية ممكن تاخدها فى البيت انا معاك هعمل اللى يريحك ماتقلقش
نظر لها بتشكك تلك النظرة التى كانت تسيطر على عينيه أثناء زواجهما القصير والتى كانت سببا مباشرا فى زيادة حدتها معه لكنها لم تعد كذلك.
_ سيب دراعى يا عثمان
يفلح صوت رجاءها منذ وعت الدنيا فى السيطرة على عقل عثمان ورغم أنهما واجها الكثير من الصعوبات مؤخرا إلا أنها عادت لبعض من روحها الصغيرة فعادت معها أحاسيسه بها لذا حرر ذراعها ببطء وقد أفلحت فى نتحية غضبه ليتساءل بقلق
_ ۏجعتك
_ مش مهم انا ۏجعتك اكتر
جملة عفوية ندمت على التصريح بها فور رؤيتها نظرته لها بعدها لكنها لن تعيد الكلمات لجوفها لذا ابتعدت متجهة نحو الخارج وهو يراقبها بصمت بينما اقترب والده 
_ عثمان انا مقدر اللى انت فيه وانا نفسى مااعرفش تفاصيل عن حياتك انت وسهى قبل الحاډثة بس لو شوفت سهى وانت فى الغيبوبة زى ما انا شوفتها عمرك ما هتتعصب عليها كده كل المشاكل ممكن تتحل وكل نهاية بعدها بداية المهم أن إحنا نبقى عاوزين نتغير.
اغمض عثمان عينيه فتضارب أفكاره ومشاعره مرهق للغاية وهو يفقد طاقته بسرعة لا يتوقعها.
.............
مرت عدة أيام شديدة الصعوبة فعثمان لم يعد يتمالك أعصابه ولا تتوقف نوبات غضبه عن تتابعها السريع انتظر تلك الأيام بمشقة بالغة حتى يرى الطبيب تحسن حالة كتفه وذراعه وأخيرا استقر أمام الطبيب الذى ابتسم رغم ما يراه من حدة
_ انت لسه صغير والحمد لله الكسر اختفى من الأشعة ونتمنى أن رجلك تكون ليها نفس سرعة الشفا
_ انا كنت حاسس انى قادر احرك دراعى بس محدش صدقنى
كانت نظراته موجهة إلى سهى فقط رغم وجود أبيه وأمه بينما لم ير الطبيب بأس فى التأكد من سلامته 
_ معلش التعامل مع كسور العظام لازم يكون دقيق ولازم أشعة مش كفاية أبدا احساسك بالتحسن المهم أننا هنفك كتفك بس مش معنى كده انك هتقدر تحمل عليه دلوقتى انت قادر تحرك دراعك لأن الجبس بيدعم العضم لكن بعد كده فى كريمات وفى أدوية لازم تواظب عليه
امتعضت ملامح عثمان فهو يشعر أنه بخير هو فقط يحتاج أن يعود للمنزل فربما وجد إجابات على تلك الأسئلة التي تحيره .
حاولت سهى بشتى الطرق تأجيل مغادرته للمشفى حتى اقترب الليل أن ينتصف فهى لن تغامر بأن تكون أولى لياليه بالمنزل صدمة جديدة لا يمكن أن يتوقع أحد نتائجها خاصة مع رفضه الشديد رؤية طبيب نفسى لمساعدته في تلك الفترة العصيبة.
وصلت السيارة التي يقودها صبرى للحى وقد كان الوضع كما يتمنى الجميع سكنت الأضواء وخف الزحام لكن أيمن كان ينتظر وصولهم أمام المنزل الذى شعر عثمان بالاختناق لمجرد رؤيته بشكل أولى.
ساعده أيمن وصبرى على دخول المنزل وقد خصص له والده مقعد متحرك حتى يمكنه السير أو يسمح الطبيب له بذلك لذا دفع صبرى المقعد لتتقدمه سهى نحو الغرفة.
ساعاداه أيضا حتى استقر بالفراش وقد تأكد أن الطبيب محق وأنه لا يستطيع الاعتماد على كتفه وذراعها المصاپ بعد .
بضعة دقائق من المجاملات الاجتماعية قبل أن يرحل أبيه وصديقه ويسمع صوت إغلاق باب المنزل فتتعلق عينيه بالباب منظرا أن تعبره.
لازالت حيرته تسيطر عليه فهو عاجز عن استعادة ذكرياته وعاجز عن سؤالها عنها .
_ نورت البيت يا عثمان
اقټحمت الغرفة بخطوات سريعة تشعره أنها بالفعل رغبت في عودته وهى تتجه نحو الخزانة ليستوقفها
_ سهى استنى عاوزك 
_ هجيب لك لبس مريح علشان تعرف تنام 
_ مش عاوز انام انا عاوز اتكلم معاكى
رأى الارتباك يعود ليزحف على قسماتها التى لا تحسن اخفاءه وهى تقترب لتجلس أمامه ظل ينظر لها لدقائق يبحث عن طريقة مناسبة لبداية الحوار ومع عدم استطاعته ألقى بكل المفترض به جانبا وتساءل بقلق
_ انا ضربتك كام مرة
اتسعت عينا سهى وتهربت نظراتها وهى تستنكر بتردد
_ ضربتنى إيه يا عثمان انت جبت الكلام ده منين
جذبها بحدة لتنظر نحوه فترى الألم الذي ينبع من جهله التام وتخبطه وهو يتابع 
_ انا بشوف صور مش واضحة نومى بقا كوابيس بشوف نفسى وحش اوى فيها
أغمضت عينيها لحظة تبحث عن صفاء ذهنها ثم نظرت له محاولة التمسك بأطياف الثقة 
_ عثمان إحنا الاتنين غلطنا فى حق بعض وبدايتنا كانت سيئة بس حقيقى يا عثمان انا وانت بنكمل بعض ماتفكرش فى جوازنا فكر فينا زمان فاكر كنا ازاى متعلقين ببعض فاكر كنا ازاى قريبين من بعض انا مش عاوزة اوجعك يا عثمان ولا عاوزة اتوجع
تم نسخ الرابط